تقلا شمعون لـ"هي": أعود بمسلسل مصري لبناني وأتمنى مقابلة أنغام ونصبح أصدقاء
دينا الشربيني وتقلا شمعون حيث ان تقلا شمعون هي فنانة من العيار الثقيل، فرضت أسلوبها وشخصيتها وأداؤها في الأعمال التي شاركت بها؛ لكنها حققت نجاحًا كبيرًا، ودخلت قلوب الجمهور العربي، بشخصية "ليلى الضاهر" بمسلسل "عروس بيروت"، وظن الجمهور إنه أمام شخصية حقيقية وليس مجرد دور تقدمه ضمن أحداث "عروس بيروت"، والذي غرض عبر منصة "شاهد"، وقنوات "Mbc"، ويشارك في بطولته عدد من نجوم الوطن العربي وهم ظافر العابدين، وكارمن بصيبص، ومرام علي، وجو طراد، ورفيق علي أحمد .
وفي حوار خاص لـ"هي" تتحدث تقلا شمعون عن تفاصيل شخصية "ليلى الضاهر"، وعن مدى تأثرها بهذا الدور، وأسباب اختلاف الشخصية بين الجزء الأول والثاني، وإشادة النجمة الكبيرة أنغام بأدائها، ولقائها بالفنان الراحل نور الشريف، والكثير من التفاصيل في هذا الحوار.
نجحتِ في أداء شخصية "ليلى الضاهر" بمسلسل "عروس بيروت"..هل توقعتِ الأصداء التي حققها هذا الدور؟
توقعت أن يكتب النجاح لهذه الشخصية، وذلك بسبب كتابتها بأسلوب رائع إلي جانب إنها ليست مجرد شخصية عادية؛ فهي تمتلك الكثير من المواقف في أحداث العمل، وكان لدي تحدِ كبير وهو إقناع المشاهد بأداء دور الأم التي لديها أربع أبناء كبار .
هناك تحول كبير في هذه الشخصية بين الجزء الأول والجزء الثاني.. فهل كان ذلك ضروريًا في دراما العمل ؟
قرر مُخرج العمل فكرت قاضي، أن يُحدث تحولاً دراميًا بهذه الشخصية، لذلك أنتقينا مرحلة محورية ونقلة درامية بها، وتمثلت نقطة التحول في موقف سفر"ثريا" غاضبة، وترك ابنها الأكبر "فارس" للمنزل، ومع معارضتها الشديدة لهذا التصرف، قررت أن تهتم بنفسها، خاصة، مع عودة حبيبها لحياتها مرة أخرى، لذلك بدأت تتخلى عن القيود التي فرضتها على نفسها مثل طريقة ملابسها وشعرها وصرامتها في التعامل مع المواقف.
لدى شخصية "ليلى" الكثير من الانفعالات والمواقف والتي شعر الجمهور وكأنه أمام شحصية حقيقية .. فكيف استحضرتِ هذه الشخصية ؟
أنا أحب واهتم بالتفاصيل، واقرأ سيناريو العمل بشكل دقيق، وأفصح المجال للخيال، واستحضرت بعض الصور والمواقف التي عشتها بالفعل، و هناك شخصيات قابلتها كانت من طراز "ليلى الضاهر"، واستطعت أن أفهم طبيعتهم وحياتهم بشكل جيد، ثم نقلت كل ذلك للشخصية التي قدمتها .
وإلي أي مدى أثرت شخصية ليلى الضاهر في حياة تقلا شمعون ؟
هناك مرحلة في تصوير العمل، اختلط علي الأمر بين الحقيقة وتصوير الشخصية، وأتذكر هناك مرات عديدة أصبحت أفكر مثلها، وأتعامل في حياتي العادية مثلها تمامًا، لدرجة وصلت عندما كان يتعرض أبنائها لمشاكل في المسلسل، جلست وبدأت أفكر في حل لهذه المشاكل، وكأنها مشاكل حقيقية، وليست مجرد أحداث درامية، وهناك مرحلة في التصوير لم استطع التفرقة بين تقلا شمعون ، وليلى الضاهر.
وما هي أهم الصفات التي تتشابهين فيها مع "ليلى الضاهر" ؟
تتشابه معي في تركيبة الشخصية، فأنا شخص أحب العادات والتقاليد التي تربيت عليها؛ فتربيت في بيت أن هناك عيب، وهناك نظام لنعيش بطريقة مثالية، وتربيت على العادات والتقاليد والتي تعتبر عن أهم ما يميز أي مجتمع، ولا أحب سخرية بعض أبناء الجيل الجديد من هذا الأمر، ولدي أيضًا الكثير من جدية "ليلى الضاهر"، فتلاميذي بمركز التدريب الذي أمتلكه، يقولون إنني أصيبهم بالخوف، والحقيقة أنا لا أحب الاستهتار، وأحب الالتزام والصراحة، فإذا أخطأ أي شخص لا أخجل من مصارحته بهذا الخطأ.
تردد إنك رفضت هذه الشخصية في البداية ..فهل هذا صحيح ؟
عندما تحدثوا معي في بداية الأمر، طلبوا مني مشاهدة الحلقة الأولى من النسخة التركية، وبعد مرور نصف الأحداث لم أشعر بهذه الشخصية ولم أفهمها أو أحبها، ولم تقنعني تمامًا، ولم استطع استكمال هذه الحلقة؛ لكن بعد إقناعي بضرورة قراءة العمل، وأن الدور يناسبني، أرسلوا لي ثلاث حلقات؛ فعشت مع الشخصية، وشعرت إنها شخصية محورية، وهي التي تدير وتخلق الأحداث، فأحببتها وأندمجت مع تفاصيلها .
هل مازلتِ متأثرة بهذه الشخصية بعد انتهاء التصوير ؟
أحاول التخلص من أثارها حتى الآن .
تم التعاون في الجزء الثاني مع المُخرج فكرت قاضي..فما الذي أضافه للجزء الجديد من العمل؟
لا أنكر أن مخرج الجزء الأول، صنع الضوء أو الهالة لشخصية "ليلى الضاهر"؛ لكنها لم تكن واقعية بالشكل الكافي في الجزء الأول أما في الجزء الثاني فجعلها فكرت قاضي شخصية من لحم ودم، يشعر بها الجمهور، وواقعية بشكل كبير، واهتم بالبعد الإنساني والأنثى التي تتواجد بداخلها .
هناك الكثير من المشاهد الصارمة والحادة لهذه الشخصية ..فما هو المشهد الأصعب الذي واجهك؟
هناك مشهد قُمت بعزل نفسي بسببه طوال النهار بمفردي حتى أصل للحالة المُناسبة، وهو بالحلقات الأخيرة من الجزء الثاني، وهناك الكثير من الوجع والألم، وتسببت هذه المشاهد في كآبتي بشكل حقيقي .
هل لديك قلق من فكرة انحصارك في هذه النوعية من الأدوار بعد النجاح الكبير الذي حققه العمل؟
ليس لدي مشكلة، أنا أحب عمري، لكن لا أحب أن يتم حصري في أعمار أدوار 70 أو 80 عام، فهذا ليس عمري، وليس بالضرورة أن أصبح أم في الأعمال، فهناك الكثير من الأدوار التي يمكن أدائها مثل المحامية والطبيبة، و الناشطة الاجتماعية أو المناضلة.
هناك الكثير من الأدوار التي أحبك الجمهور العربي من خلالها ..لكن هل تتفقين معي أن هذا الدور يعتبر هو الأقرب لهم ؟
بالنسبة لي كل الأدوار قريبة مني بشكل كبير، و أعلم أن الجمهور المصري أحبني بمسلسل "روبي"، و"جذور"، و"اتهام"؛ لكن بالفعل يعتبر مسلسل "عروس بيروت" هو الأقرب والأقوى لهم، لأن سيناريو هذا العمل كان جيد ومتميز للغاية، بالإضافة إلي أن الممثل ينضج ويتطور مع مرور الوقت .
أشادت بك النجمة الكبيرة أنغام لك بسبب هذا الدور..فكيف استقبلت كلماتها ؟
أنغام بالنسبة لي هي في مصاف الكبار مثل السيدة أم كلثوم، ووردة، وترمز للفن الأصيل، واللون الذي تقدمه يذكرنا بهذه المرحلة، وتؤدي اللون الطربي الذي يتماشى مع العصر الحالي و الجيل الجديد، ولها أسلوبها وطريقتها الخاصة، ولا تقلد أي شخص، وعندما قالت في حقي هذه الكلمات فرحت كثيرًا، لإنها كلمات من فنانة لها ثقلها، وما أسعدني إنها ليست مجبرة لقول هذا الكلام، وكلماتها خرجت من القلب، وتسببت لي في فرحة كبيرة أشكرها عليها، وأتمنى أن نلتقي ونصبح أصدقاء .
يرغب الجمهور في مشاهدتك في الدراما و السينما المصرية .. فمتى سيحدث ذلك ؟
وأنا أرغب في ذلك، وأتمنى ألا تتأخر هذه القصة، وحتى الآن لم يتحدث معي أحد عن هذا الأمر، لكن تحدثت معي فقط شركة إنتاج مُنذ عامين عن المشاركة في مسلسل لهيفاء وهبي؛ لكن للأسف كانت لدي الكثير من الارتباطات، واعتذرت عن هذا العمل، لكن بالتأكيد أحب الدراما المصرية، وبها صناعة وعمل حقيقي، ونحن تربينا على السينما والدراما المصرية، وأتمنى أن يحدث ذلك في أقرب وقت.
شاركتِ الفنان الكبير نور الشريف بفيلم "ناجي العلي" 1991..فحدثينا عن تفاصيل وقوفك أمامه في هذا العمل ؟
كان الأمر بمثابة الحلم؛ فمُنتج هذا الفيلم شاهدني في البداية في عمل مسرحي، ثم رشحني لأداء دور الصحفية للمخرج الكبير عاطف الطيب، لكنه لم يقتنع بأدائي لهذا الدور، الذي جسدته في النهاية الفنانة ليلى جبر، لكن الفنان نور الشريف كان لديه إصرار على تواجدي بالفيلم، لاقتناعه بموهبتي، وبالفعل جسدت دور زوجته وهي المرأة الثانية في حياة ناجي العلي، وكانت تجربة رائعة، و مثل الحلم، وتعلمت كثيرًا من نور الشريف، وكان متواضع بشكل كبير .
ما هو تقييمك للدراما اللبنانية وما وصلت له في الوقت الحالي؟
الدراما اللبنانية تسير حاليًا بشكل جيد، و الممثل اللبناني مطلوب في الدراما العربية، وكذلك يتم طلب تصوير الأعمال في لبنان، وأصبحت هناك دراما لبنانية خالصة بدون شراكة مع أي جهة أخرى؛ لكن للأسف لا يتم تسويقها بشكل كبير، ونتمنى أن تطلبها القنوات، ويكون انتشارها بشكل أكبر .
من هو مطربك المفضل والذي تحبين الاستماع له؟
أحب الاستماع للأغاني الحلوة؛ فعلى سبيل المثال أحببت مؤخرًا أغنية "3 دقات"، فأحب الفنان المتحرر بلا قيود وغيير التقليدي، وهناك الكثير من الأغاني الجديدة التي أحب الاستماع لها، وأعشق صوت وأغاني عبد الحليم حافظ، وأسمهان، ووردة وأم كلثوم، زياد الرحباني، وصباح، وفيروز، ولطيفة، وأنغام، وكارول سماحة، ونانسي عجرم، وغيرهم الكثيرين .
ما الأعمال التي شاهدتها مؤخرًا وأعجبتك؟
للأسف لم استطع مشاهدة الكثير من الأعمال في الفترة الأخيرة بسبب التصوير طوال الفترة الماضية؛ لكن هناك أعمال وأسماء رائعة أحبها وأحب مشاهدة أعمالهم مثل المخرجة كاملة أبو ذكري، والتي أحببت مشاهدة مسلسلها "سجن النسا"، وكذلك أحب مسلسل "موجة حارة"، والكثير من الأعمال المصرية التي نجح مخرجي السينما في إحداث نقلة نوعية بها، وإخراجها بلغة سينمائية رائعة، و هناك فنانات أحب تمثيلهن مثل الرائعة نيللي كريم، ومنة شلبي، ودينا الشربيني، وناهد السباعي، فأحب طريقتهن وطبيعتهن في التمثيل، وأيضًا الدراما الخليجية تطورت في السنوات الأخيرة بشكل كبير، وأصبح يتابعها الجمهور .
هل خططتِ لأعمالك المُقبلة بعد النجاح الذي قُمتِ بتحقيقه مؤخرًا؟
هناك أعمال بالفعل وافقت عليها، من بينها فيلم سينمائي بعنوان "أبناء الرب" للمخرجة التونسية إيمان بن حسين، وسيتم تصويره ما بين تونس وفرنسا، وهناك عمل درامي من إنتاج منصة "شاهد" وهو مصري لبناني، وسيتم تصويره بين مصر ولبنان .