نجلاء بدر لـ"هي": أنا لستُ مجرد "فستان" ونجاح حلقات "ويبقى الأثر" رد اعتباري
بصمة كبيرة وضعتها النجمة المصرية نجلاء بدر، خلال أعمالها الأخيرة التي قدمتها، سواء في الدراما التليفزيونية أوالسينما؛ فعلى الرغم من الضجة الكبيرة التي أحدثها ظهورها بحفل افتتاح مهرجان الجونة السينمائي في أكتوبر الماضي، إلا أن ردها كان سريعًا، بأدائها المتميز في حكاية "ويبقى الأثر"، ضمن حكايات مسلسل "إلا أنا"، وأيضًا أدائها لشخصية "سوزي" بفيلم "المحكمة"، لتبرهن للجميع أنها صاحبة موهبة حقيقية، ولا تلفت الأنظار فقط بالفاعليات والمهرجانات الفنية.
وفي حوار خاص لـ"هي" تتحدث نجلاء بدر عن فيلمها الجديد "المحكمة"، وعن شخصية "ياسمين" التي أحدثت ضجة كبيرة، فور عرض حلقات "ويبقى الأثر"، وعن أفلامها الجديدة "النهاردة يوم جميل"، و"ليلة العيد"، و"المُلحد"، والذي يبدو من عنوانه أنه سيكون محل جدلاً كبيرًا مع عرضه للجمهور.
لنبدأ بالحديث عن فيلمك الجديد "المحكمة"..فحدثينا عن عملك الأول مع المخرج الكبير محمد أمين؟
تحدث معي المُنتج أحمد السبكي عن دور بفيلم "المحكمة"، ورغبة المُخرج الكبير في إرسال السيناريو لقراءته؛ فشعرت بفرحة بالغة بعملي معه، وأيضًا بهذا الدور وسط عدد الكبير من النجوم، ودائمًا أتمنى عودة كبار المُخرجين مجددًا، والعمل معهم، فهم أصحاب بصمة حقيقية، وأنا من عشاق مدرسة محمد أمين، وداوود عبد السيد، والراحل محمد خان؛ فقدموا أعمال سينمائية تحترم عقولنا فظلت في تاريخ السينما.
ناقش الفيلم عدد من القوانين المصرية الهامة من خلال أكثر من شخصية..فما مدى أهمية تقديم عمل يتحدث عن هذا الأمر من وجهة نظرك؟
كثيرًا ما نجد في بعض القضايا التي تحدث جدلاً واسعًا مع الجمهور، وتلقي بصداها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أحاديث ووجهات نظر مُختلفة بين الجميع، حول قضايا يجهلون بها القوانين التي يطبقها القضاء في أحكامه النهائية، وفي هذا الفيلم نطالب بمراجعة القوانين، ونستعرض ونناقش بعضًا منها، مثل ما يحدث مع "سوزي" التي أقدمها بالعمل؛ فهي متهمة بقضية، لكنها تجد أن هناك محامي رفع ضدها قضية أكبر من فعلها، وتحاول توضيح الأمر للقاضي، وفي هذا الفيلم كل فنان يقدم كادر أو زاوية مُختلفة، لما يتعرض له.
حقق مسلسلك الأخير "ويبقى الأثر" نجاحًا كبيرًا تستمر أصدائه مع الجمهور.. فكيف وجدت هذا النجاح؟
شعرت بفرحة غير عادية، لما حققه هذا العمل تحديدًا، وجاء كرد اعتبار لي؛ فنجلاء بدر ليست فستان، وأخذت سنوات كثيرة لأثبت للجمهور، أنني صاحبة موهبة، وأسعى نحو الأدوار الهامة، لذلك نجاح هذا العمل ترك تأثيرًا كبيرًا معي، وهناك نقاد كانوا دائمين الهجوم علي، لكنِ وجدتهم يشيدوني بي وبما قدمته.
هل وجدت أن هذا الدور أنصفك خاصة أنه جاء مباشرة بعد الهجوم الكبير عليكِ بافتتاح مهرجان الجونة؟
للأسف أخذت وقتًا لأغير الصورة الذهنية للجمهور عني على مدار سنوات، وللأسف مواقع التواصل أفسدت صورة الفنان، وأضاعت قيمته، وهناك من هم للأسف الشديد لا يفكرون في تمثيل وموهبة هذا الفنان، بقدر اهتمامهم بالصور والفساتين، لكن في الوقت نفسه هناك جمهور يقدر الفن.
نجحت حلقات هذا العمل بشكل كبير..فهل أصبحت نوعية الأعمال الاجتماعية هي تميمة الحظ في نجاح أي عمل فني؟
الدراما الاجتماعية، والتي تتحدث عن الحياة اليومية العادية، والتي تشبه حياتنا، هي التي تنجح دائمًا، وتظل لها تأثيرها، ولا يشعر المُشاهد بالملل من تكرار مشاهدتها، وهذا ما يفسر نجاح أعمال مثل "ليالي الحلمية"، و"أرابيسك"، والتي مر عليها عشرات السنوات، وأيضًا "سابع جار"، و"أبو العروسة"، وغيرها من الدراما التليفزيونية الاجتماعية.
جسدت في أداءك لشخصية "ياسمين" المعاناة الكبيرة والضغوط النفسية التي تعيشها..فكيف درستِ تفاصيل هذا الدور وهل أثرت عليكِ بعد ذلك؟
لم أدرس هذه الشخصية، لكنِ تركت نفسي لها خلال التصوير؛ فهي من تحكمت وسيطرت علي في كل شئ؛ فهناك مشاهد لم أُقرر البكاء بها، لكنِ وجدت دموعي تتساقط خلال تصويرها بشكل لا إرادي، وللأسف أُصبت بالتهاب شديد بعيني بعد ذلك.
أشاد الجميع بظهورك بدون مستحضرات التجميل وهو أمر جيد لكن بدى الأمر غريبًا في عصر يشهد المُبالغة في مثل هذه الأمور..فما ردك؟
أؤمن بالواقعية، و"ياسمين" يتوفى زوجها، وترعى ثلاث أبناء، ولديها أزمات مع والد زوجها، فلا يوجد أي منطق في الاهتمام بنفسها، على صعيد الشكل الخارجي، الذي يعد جزءًا من تكوين الشخصية النفسي.
لكن هذا أيضًا ثقة بالنفس؟
بالتأكيد، لدي ثقة في شكلي؛ لكن الجمهور لن يصدقني إذا فعلت أي شئ آخر بخلاف ما حدث، وإذا كان الرائج ليس ذلك، فأنا مؤمنة بالعمل بهذه الطريقة.
هذا العمل أكد على موهبتك ونجاحك في تصدر الأعمال لكن هل سيكون لديكِ إصرار على تقديم البطولة المُطلقة؟
كلمة البطولة المُطلقة تدمر الفنان، فلا يوجد فنان يعمل بمفرده، وهذا أمر مستحيل، فهي منظومة عمل مُتكاملة من مُخرج جيد، ومدير تصوير، وسيناريست، وممثلين، وكافة العاملين، وكل فرد بطل في وظيفته، لذلك هذه الكلمة ضعيفة بالنسبة للعمل، والتاريخ يشهد على ذلك، من رأى نفسه النجم الأوحد، فشل سريعًا، لكن هناك نجوم لم يتصدروا البطولة المُطلقة كثيرًا، لكم أسمائهم بارزة مثل عادل أدهم، وتوفيق الدقن، وغيرهم.
تشاركين بفيلم "المُلحد" ويبدو من اسم العمل أنه سيثير جدلاً عند عرضه..فحدثينا عنه؟
الفيلم به معنى أكبر من كلمة "المُلحد"، فهو يناقش قضية أكبر من ذلك؛ فيمكننا القول أنها "رحلة بحث" في قصة درامية، وأعتقد أن مثل هذه الأعمال تثير الجدل، لأنها تفتح مجالاً للمناقشة والحوار، والفيلم بطولة محمود حميدة، وشيرين رضا، وحسين فهمي، وأحمد حاتم، وتارا عماد.
لديك أيضًا أفلام "النهاردة يوم جميل" و"ليلة العيد" ..فماذا عنهما؟
يناقش فيلم "ليلة العيد" أيضًا قضايا هامة؛ فهناك مجموعة من النساء في منطقة شعبية، من مُختلف الأعمار، وجميعهن متزوجات، ولكل منهن مشكلة مُختلفة تواجهها، أما "النهاردة يوم جميل" فدوري يتحدث عن مشكلة هامة، لكن لا أريد حرق أي تفاصيل خاصة بها، فالفيلم سيتم طرحه قريبًا في مصر.
يقترب موسم دراما رمضان فهل ستكون لديك شروط خاصة بعد الأزمات التي حدثت في رمضان الماضي؟
أتخذت قرارًا بالمشاركة في الأعمال التي أرغب بها فقط، ولن أوافق على عمل للتواجد؛ فقد ترفعت عن هذه الفكرة تمامًا، في وقتًا ما كان لدي تخوف من الرفض، حتى لا يحزن مني أحد، وجاملت الكثيرين، لكن هذه الحسابات نحيتها جانبًا تمامًا، ووصلت للرقي مع الذات؛ فكل مُجاملة قُمت بها دفعت ثمنها، لذلك حاسبت نفسي بقسوة، وما يهمني فيما هو قادم، أن يصدقني الجمهور فيما أقدمه، ولن أتنازل حتى إذا كلفني ذلك بقائي في المنزل.
هل تحدث معك المُخرج محمد سامي عقب تصريحاتك حول أزمة مسلسل "نسل الأغراب" وعدم عملك مع مُخرج وزوجته مرة أخرى؟
لم نتحدث مُنذ ذلك الوقت، وبالتأكيد هو لن يتحدث معي بعد أحاديثي الأخيرة، وقد يكون غضب مني بعد ذلك، لكنِ شخصيًا لست غاضبة منه، وليست لدي أزمة مع مي عُمر، ولن أصبح منافقة؛ فتمثلت أزمتي أن هناك تركيبة عمل أضرت بي، لذلك قررت عدم العمل بشكل عام في أعمال، تضم مُخرج وزوجته، أو أصدقاء و أقارب أو أي أمر من هذا القبيل.
إذا حقق مسلسل "نسل الأغراب" النجاح هل كان سيتغير قرارك وموقفك ورأيك أيضًا؟
ما أزعجني في هذا العمل، هو الاتفاق على شئ، وما حدث هو أمر آخر؛ فشاركت في مسلسل "لؤلؤ"، ولم أتحدث حينها عن أي أزمة، لكنِ تحدثت بعد "نسل الأغراب"، لعدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، فرحبت في البداية أن يكون ترتيبي الثاني بعد مي عُمر، لكنِ وجدت نفسي رقم 5 في الترتيب، ولم أستطع التوصل لأي شخص آخر حتى أعرف ما يحدث، ولم أصل لأي حل لأنه المؤلف والمُخرج، وتمنيت حينها الانتهاء فقط من التصوير.
لنتحدث عن أزمة ظهورك بمهرجان الجونة والتي أحدثت جدلاً كبيرًا..هل كُنت تدركين أنه سيتسبب في كل هذه الضجة؟
حتى الأن أتعجب مما حدث، فقد انتهى مهرجان القاهرة ، وكانت هناك الكثير من الإطلالات الجريئة، لكن لم يتحدث أحد، وأرى أن ظهوري بافتتاح الجونة كان عاديًا ولا يستحق كل ذلك، ورأيت الفستان مُختلف وجديد، لكنه ليس غريبًا وسط الجميع، وبالنسبة لي هو من أفضل الفساتين التي قُمت بارتدائها، وفريدة تمرازا ليست بالاسم القليل، حتى نتعمد إحداث ضجة، لكنه كان قطعة ضمن مجموعة أزياء جديدة أطلقتها، وتعجبت من انتقادات البعض ثم انتشاره بشكل كبير في أماكن البيع بالمناطق الشعبية، والإقبال الذي حدث عليه، وتحدثت معي مصممة الأزياء عن قيامها بتنفيذ 5 قطع بألوان مُختلفة من هذا الفستان.
تصدرتِ ترند البحث بـ"جوجل" والمنصات الاجتماعية مع أزمة الفستان ثم نجاح المسلسل..فكيف وجدت هذا التناقض؟
"رُب ضارة نافعة"، تفاجأت بما يحدث، واهتمام الجمهور بي؛ فعندما أخطئ يتحدث، وعندما أقدم شئ جيد يصفق لي، وشعرت بوجودي، وأن لدي من يحرص علي ويتابعني.
وما سبب غيابك عن حضور مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأخيرة؟
للأسف تعرضت لوعكة صحية صعبة، وقُمت بإجراء الفحوصات الطبية للتأكد من عدم وجود إصابة بفيروس كورونا، وخرجت النتائج سلبية، لكنِ حتى الأن مازلت لم أسترد عافيتي بشكل كامل، لذلك فضلت البقاء في المنزل، وحزنت لعدم حضوري، لوجود الكثير من الفاعليات والندوات للنجوم مثل نيللي وهند صبري وكريم عبد العززيز وغيرها، والأفلام التي أشاد بها الجميع.
الصور من المكتب الإعلامي لنجلاء بدر وصفحتها الرسمية على إنستقرام