طارق لطفي لـ"هي": الشر في "جزيرة غمام" غير تقليدي وسعيد بالعمل مع مي عز الدين بعد 20 عاما من "الحقيقة والسراب"
يراهن النجم المصري طارق لطفي على نجاح مسلسله "جزيرة غمام"، الذي يقدم فيه الشر من خلال شخصية "خلدون" ويجسد من خلالها شرًا مُختلفًا جملةً وتفصيلاً عن "الشيخ رمزي" في "القاهرة كابول"، فيرصد لنا قصة وحكاية الجزيرة وأهل الخير والشر بها في عشرينيات القرن الماضي، وابتعادهم عن أي تأثيرات خارجية واحتفاظهم بالموروثات والعادات والتقاليد.
وفي حوار خاص لـ"هي" يتحدث طارق لطفي عن الجديد الذي يقدمه مع شخصية "خلدون"، وتعاونه الثاني على التوالي مع الكاتب عبد الرحيم كمال، وعودته للعمل مع مي عز الدين بعد سنوات طويلة.
تتعاون للمرة الثانية مع الكاتب الكبير عبد الرحيم كمال بعد نجاح "القاهرة كابول ".. فما أكثر ما يجذبك في كتاباته وهل تجد الاختلاف في الشخصيات التي يقدمها؟
عبد الرحيم كمال مؤلف كبير، ويتناول موضوعات مُختلفة، يتطرق لها للمرة الأولى، وبالفعل تجذبني كتاباته وأسلوبه في سرد الأحداث، والتفاصيل الخاصة بكل شخصية، ولديه بالفعل شخصيات جديدة ومميزة ولها حالة لا تتشابه مع أي شخصية أخرى قدمها، في أي عمل درامي من الأعمال التي قدمها.
كيف جاءت بداية التحضير لـ"جزيرة غمام" وهل أخذت وقتًا للموافقة على الدور أم ألهمتك هذه الشخصية مباشرة؟
جاءت البداية مع "جزيرة غمام" عندما تحدث معي عبد الرحيم كمال عن حكاية هذه الجزيرة، وما يدور بها، وتفاصيل هذه الشخصية، وفي الحقيقة لم أنتظر قراءة السيناريو كاملاً، بل وافقت على الفور من مجرد سرد الحكاية، فتشاهدون "خلدون"، والذي بالتأكيد هو شخصية ليست بالسهلة وبها الكثير من الأبعاد والتفاصيل الغريبة.
هل نعتبر "جزيرة غمام " رد اعتبار للدراما الصعيدية بعد سنوات من الغياب عن التواجد بقوة خاصة إنها كانت النوعية الأهم في دراما رمضان لكنها أصبحت قليلة مؤخرا؟
لا أفضل أو أحبذ كلمة "رد اعتبار"، فاختيار تقديم مسلسل صعيدي جاء بناء على قصة وأحداث العمل، وكاتب العمل من أصول صعيدية بالتأكيد أثرت في كتاباته، وسيشعر ويلمس المشاهدون في العمل، بأن الكاتب بالفعل كان يعيش هناك، والجمل الحوارية التي كتبت شديدة الجمال والصدق، ومختصرة وقوية للغاية، والحوار بين الشخصيات هو أكثر ما ألهمني في هذا العمل، والفكرة جديدة في تقديم جزيرة من الصعيد تطل على مياه البحر؛ فدائمًا يطل الصعيد على النهر، لكن على البحر، هذا الأمر جديد تمامًا، وتم اختيار ذلك بناء على طبيعة الموضوع الذي نناقشه، ولهذه الجزيرة عاداتهم وتقاليدهم التي سيتعرف عليها الجمهور.
تجذبك دائمًا شخصيات ذات تركيبة خاصة وبصمة مميزة في العمل.. فما أبرز خصائص الشخصية التي جذبتك في "جزيرة غمام"؟
لا أميل إلي الشخصيات الأحادية أو البسيطة، لكن أنجذب أكثر إلي الشخصيات ذات الأبعاد الكثيرة، فهذه ما تستهويني، و"خلدون" شخصية غريبة من نوعها، وهو كل شئ في وقت واحد، الخير والشر وكل الصفات التي يمكن تخيلها، فهو شخصية متلونة ومتغيرة طوال الوقت، وخلال التحضير لها فكرنا في تفاصيل الشكل الخارجي، ونبرة الصوت لتتناسب مع المواقف المُختلفة، وحاولت مع المُخرج حسين المنباوي أن نتوصل للشكل النهائي الذي ظهرت به ووجدنا أن هذا أكثر ما يناسب طبيعته في الأحداث.
أصبحت تُتقن أدوار الشر وأصبحت المفضلة لديك..فهل تبرز هذه الأدوار موهبة الممثل أكثر من غيرها ؟
شخصية "خلدون" تحديدًا تمثل تحدي شخصي لي، ومن الممكن أن ألعب دور شر، من خلال أكثر من شخصية، والشر دائمًا مُختلف ولا يتشابه، مثل تمامًا شخصية الضابط، فيمكن أن يجسد بأكثر من طريقة وأسلوب وشكل مُختلف، لذلك ممكن تقديم شخصية تتسم بالشر، وقدمتها من قبل، لكن ألعبها بطريقة بعيدة عن الشخصية الأخرى، ومثل هذه الشخصيات تأخذ دائمًا مجهود وتفكير ومحاولات من أجل الاختلاف، وأعتقد أن مثل هذه الشخصيات تبرز الممثل بشكل كبير، وتعطيه مساحة تمثيل أعلى واللعب والتلون في الجملة الواحدة بأكثر من طريقة.
هل التنقل بين أكثر من شخصية لها تركيبتها الخاصة مثل الشيخ رمزي في "القاهرة كابول" و زعيم "جزيرة غمام" يمثل لك صعوبة أم متعة أداء هذه الشخصيات يجعلك لا تلتفت لهذا الأمر؟
لا أجد صعوبة في التنقل بين هذه الشخصيات بل أجد متعة في أداء هذه الأدوار، وأن أفكر وأجتهد، وأن تحمل كل شخصية رسالة، ومن المتعة أن يجد الفنان استحسان بعد ذلك من المشاهد والنقاد.
تعود أحداث العمل لفترة العشرينيات وهي فترة خاصة في تاريخ مصر .. فهل بحثت عن مرجع لهذه الفترة حتى تتعرف أكثر عن هذه الفترة أم اكتفيت بسيناريو العمل؟
في هذا العمل لم نهتم بالتاريخ، وليس لنا علاقة بالأحداث التاريخية في هذا الزمن، فذلك ليس مؤثر هنا، لكن اختيار العشرينات، لكي نتحدث إنه في هذا الزمن لا توجد تأثيرات خارجية، تحدث أو تؤثر في أهالي الجزيرة، فهم لديهم عاداتهم وتقاليدهم وموروثاتهم إلي أن يأتِ الغريب وينزل في هذه القرية هو وقبيلته، وهنا تتغير الأحداث ويتغير معها الكثير من الأمور.
جسد الصراع بين الأشقاء كثيرًا على مدار تاريخ الدراما المصرية لكن ما الذي يراهن عليه طارق لطفي في "جزيرة غمام"؟
أريد توضيح أمرًا أنه ليس هناك صراعًا بين أخوة في سياق هذا العمل الدرامي، وما أراهن عليه في هذا العمل هو حدوتة أو قصة "جزيرة غمام"، فهي ليست بسيطة، فهي عميقة وبها أبعاد كثيرة وجوانب كبيرة، والصراع هنا صراع أفكار، وأكبر وأهم من كونه صراع أخوة أو صراع اجتماعي.
أصبح اسم طارق لطفي يمثل ثقة بالنسبة للجمهور خاصة بعد الكثير من الأعمال الناجحة في السنوات الأخيرة..فهل يقلقك حماس الجمهور لهذا العمل في رمضان؟
شرف كبير لي أن ينتظر الجمهور أعمالي، والثقة بالتأكيد تخيفني، فأنا أولاً وأخيرًا قد أخطأ، لذلك أتمنى أن يكون رهاني صحيح، ولدينا في هذا العمل نجوم كبار ومؤلف عظيم ومخرج كذلك ومدير إضاءة وموسيقى وتصوير وكافة عناصر العمل، وكل ذلك يجعلني أطمئن بوجود على الأقل الحد الأدنى الذي نريده، أما النجاح الكبير هذا من عند الله، ولا أنكر أن ثقة الجمهور مخيفة للغاية، لكنِ أجتهد في كل شئ، ولا أسعى إطلاقًا لمجرد التواجد، فإذا لم أجد عمل جيد، فليس لدي أزمة في الجلوس بالمنزل عام أو أثنين حتى أجد ما أريده ، فطوال الوقت أبحث وأنتقي ما أرغب في تقديمه.
تعود للعمل مع مي عز الدين بعد ما يقرب من ٢٠ عام على تعاونكما في مسلسل "الحقيقة والسراب"..فحدثنا عن تعاونكما بعد كل هذه السنوات؟
الرقم صدمني لم أتخيل إنه مر كل هذه السنوات؛ فمي صديقة وأخت، فلم تنفصل أو تبتعد صداقتنا، وهي لم تتغير على مدار كل هذه السنوات، فالشغل معها مريح لأقصى درجة، وأتمنى أن تكون عودتنا للتعاون مع بعضنا، عودة حميدة، وكل ما قدمناه مع بعضنا حقق النجاح، لذلك أتمنى أن يحقق هذا العمل أيضًا نجاحًا كبيرًا.
لننتقل لمسلسل "ليلة السقوط" الذي يرصد الكثير من الأحداث في الموصل بالعراق.. ألم تخشى من خوض هذه التجربة نظرًا للتفاصيل الصعبة التي يرصدها العمل والتصوير بالعراق؟
قصة "ليلة السقوط" حقيقية، فنحن تحدثنا مع أناس وأشخاص عاصروا ما حدث في الموصل، لأنها أحداث قريبة للغاية، وما سمعنا عنه من كم أهوال ودماء، هو شئ جنوني ومرعب ولم نستطع تقديم واحد على ألف مما حدث من قسوة وعنف،
لذلك كانت لدي رغبة في تقديم هذا العمل، وهذه الأمور لا تقلقني لأنه يجب توثيق هذا التاريخ القريب، كما أنه مازال هناك أشخاص متأرجحون في أفكارهم فيجب أن يعلموا ما حدث، ونرغب في إيصال رسالة بضرورة البعد عن التطرف والمحافظة على البلاد وأن ما حدث ليس له أي علاقة بالعقيدة.
لكن هل كانت هناك بعض المخاطر خلال التصوير خاصة مع رفض البعض المشاركة بالعمل؟
لدي إيمان راسخ، إنه لن يحدث لي أي شئ إلا بإرادة الله، ولن يضرني شئ إلا إذا كتبه الله، فإذا حدث لي أي سوء سيكون بإرادة الله، لذلك لا أشعر بالخوف.
كشفت مؤخرًا عن استعدادك لعمل مسرحي فإلي أين وصل التحضير لهذا العمل؟
بالفعل استعد لعمل مسرحي يحمل عنوان "صاحب الوردة" مع الكاتب عبد الرحيم كمال، وتحمست وزيرة الثقافة السيدة إيناس عبد الدايم لهذا العمل، ومن المُفترض عرضه على خشبة المسرح القومي، وتم طرح توقيت مبدأي للعرض ما بين المفاضلة للعرض في شهر سبتمبر أو أول شهر يناير 2023، لنبتعد عن الأشهر التي تعقب شهر رمضان، نظرًا للإرهاق الكبير الذي يصيبنا بعد الانتهاء من تصوير مسلسلات رمضان.