مشاعل الثبيتي لموقع "هي": رسالتي تهدف إلى التعريف بكيفية تمثيل المرأة السعودية إعلاميا

مشاعل الثبيتي، مبتعثة سعودية لنيل شهادة الدكتوراه في تخصص اللغويات التطبيقية (Applied Linguistics) في جامعة ريدنغ University of Reading)) في المملكة المتحدة. ينصب اهتمام مشاعل في مجال النحو والصرف، تحليل النص الخطابي والسياسي، ونصوص الإعلام. حصلت على درجة الماجستير في تخصص النحو (Syntax) من جامعة ريدنغ University of Reading)) في المملكة المتحدة. وتعمل كعضو هيئة تدريس بقسم اللغة الإنجليزية بجامعة طيبة.

حدثينا عَنْ تجربتك الدراسية في لندن؟

كان للدراسة في الخارج أثر إيجابيا كبيرا، فعلى الصعيد الدراسي تطورت لدي وبشكل ملحوظ جدا عناصر " البحث، الدراسة التفكير النقدي " التي تعد أساسيات الدراسات العليا من خلال دراستي في المملكة المتحدة. حيث أن الدراسات العليا تعتمد بشكل كبير على البحث العلمي الذي ينتج عنه باحث ملم وتفكير ناقد ومحلل.

أما على الصعيد الشخصي، ساعدت الحياة في المملكة المتحدة والتعرف على ثقافات مختلفة، في التأثير على شخصيتي باكتساب مهارات جديده، وأيضا على طريقة تعايشي في ظل هذه الظروف الجديدة، بداية من الغربة وانتهاء بالمهام الدراسية، وصنعت مني شخصا قادرا على إدارة حياته للوصول إلى أهدافه.

ما التخصص الذي تدرسينه؟

منذ عام ٢٠١٩ بدأت رحلتي لتحضير الدكتوراه في تخصص الخطاب الإعلامي (Media Discourse) الذي يندرج تحت قسم اللغويات التطبيقية (Applied Linguistics) في جامعة (University of Reading). يعد تخصص تحليل النصوص الخطابية الإعلامية من الدراسات والأبحاث التي تهدف لشرح الصور النمطية، والأساليب السياسية والاجتماعية والثقافية المستخدمة وأسباب استخدامها في هذه النصوص. رسالتي تهدف إلى شرح طريقة تمثيل المرأة السعودية في الصحف السعودية والبريطانية في ظل رؤية المملكة العربية السعودية 2030. اهتمامي بهذه الفترة الزمنية نما عن اهتمام القيادة الرشيدة بالمرأة السعودية فهدفي هو عكس هذا التمكين ونشره.

النصيحة التي تقدمينها للطلبة الذين يرغبون بدراسة هذا التخصص؟

من أهم الطرق لتوسيع مدارك المعرفة هو الاطلاع بكل صوره، إما عن طريق القراءة أو حضور ندوات خاصة بموضوع البحث. وما يتحتم ذكره، أن هذه المرحلة ما هي إلا مرحلة تعلم وتطور فطلب المساعدة من صديق أو معلم أو خبير بالمجال سيزيد من معرفتك ويثريها.

كما أنصح المهتمين بمجال اللغة والتحليل الخطابي (language and discourse analysis) بشكل خاص التركيز على اختيار مجموعة البيانات (data) التي تحمل أهمية من حيث الوقت واللغة والزمان فاختيار البيانات المناسبة ينتج عنه نتائج رائعة.

ماذا أثرت الدراسة عليك؟

لا شك في أن الابتعاث والغربة ليست بالأمر الهين على أي طالب، ففراق الوطن والأهل له تأثير على نفس المبتعث وقد يشعر في أغلب الوقت بالحنين. ولكن تجربة الابتعاث يمكن القول عنها بأنها مربكة في بادئ الأمر لكنها مثمرة في نهاية المشوار. ويمكن تشبيه الغربة بمدرسة تعلمت منها الكثير على كافة الأصعدة، ومن الطبيعي أن ننعت هذه المرحلة بالصعوبة التي لطالما آلت للانتفاع والتطور المعرفي والمهني.

ما الأنشطة الجانبية إلى جانب الدراسة؟

وجود أنشطة ثقافية واجتماعية هو أمر شائع بين المجتمع السعودي بالخارج. فدائما ما تجد الطلبة السعوديون سباقين للاحتفال بالأعياد والمناسبات الوطنية التي تمثل بلدنا الحبيب. ودائما ما نسعى لنشر الثقافة السعودية من خلال إقامة نشاطات اجتماعية ودعوة فئة متنوعة منا للطلاب بجانب حضور الاحتفال باليوم الوطني الذي تقيمه السفارة السعودية سنويا بلندن الذي لطالما يشعرنا بالسعادة والوطنية.

كيف تحاولين الاستفادة من التجربة الدراسية في بلد الاغتراب؟

لطالما كان الحصول على الدرجة العلمية المبتغاة هو أول وأهم هدف للمبتعثين، ولكن هذه التجربة لابد من أن تعاش بكل تفاصيلها ويستفيد منها المبتعث في كافة المجالات. فعلي سبيل المثال تمثيل الهوية السعودية والعربية في بلد الابتعاث أحد أهم ما يقدمه الطالب لوطنه. والاستفادة من وجود مجتمع مليء بثقافات مختلفة. فدائما ما أسعى لتتعرف على هذه الثقافات والانخراط فيما يناسب ثقافتي ومبادئي وهذا الانخراط قد يوسع مداركي بشكل أكبر.

كيف تصفين تجربتك مع موضوع فيروس كورونا؟

جائحة كورونا كان لها تأثير كبير على الجميع، وخاصة الطلاب المبتعثين من حيث البعد عن الوطن والأهل وعدم معرفة تفاصيل عن هذا الوباء وتضارب التصريحات وانتشار بعض الإشاعات مما أدى لتزايد الخوف والحذر لدينا. لكن تواجد الأخوات المبتعاث له أثر جميل ولامسنا جميعا حيث كان لدعم بعضنا البعض نفسيا ومشاركة الأخبار دورا كبيرا في رفع معنوياتنا. وبفضل وحرص القيادة الرشيدة تم إجلاؤنا في أقرب فرصة إلى أن تبين أمر هذا الوباء. أما في الوقت الراهن فالأمر مختلف وكأغلب الدول في العالم الحياة عادت كما عهدناها. ولكن الجدير بالذكر فهذه الأزمة كأي عقبة قد تواجهنا في الحياة فتعلمنا منها الكثير وتجاوزنا الكثير ولله الحمد.