ضحى قطان ل "هي": رؤية ٢٠٣٠ تَعتبر المرأة أحد مكامن القوة في الوطن
ضحى عبدالاله قطان مبتعثه سعودية لنيل شهادة الدكتوراه في تخصص الرياضيات البحتة من جامعة ساوثهامبتون University of Southampton بالمملكة المتحدة. ينصب تخصص ضحى في التحليل الدالي Functional Analysis. حصلت على درجة الماجستير في الرياضيات البحتة من الجامعة
الأردنية بعمّان قبل الابتعاث. كما حصلت على درجة البكالوريوس من جامعة الملك عبد العزيز بتقدير ممتاز.
ضحى من الطالبات الشغوفات جدًا بالمعرفة، وتعلّم كل ما هو جديد منذ الصغر تحب البحث العلمي وبالفعل حصلت على جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم أثناء المرحلة الثانوية. كان حلم حياتها أن تصبح طبيبة أطفال والتحقت ضحى فعلا بكلية الطب ولكنها اضطرت بعد الزواج لمرافقة زوجها أثناء ابتعاثه إلى كندا. ولم تتوقف عن الحلم وتحقيق أهدافها، فحصلت هناك على بعض الشهادات منها شهادة إكمال برنامج تصميم المواقع الإلكترونية وشهادة في التصميم الجرافيكي من نيويورك.
التحقت بقسم الرياضيات بجامعة الملك عبد العزيز بعد عودتها من كندا، التخصص المحبب لها من مرحلتها المدرسيّة. لكن ظل حلم التحاقها بالدراسات العليا يراودها، ساندها زوجها وعائلتها حتى أصبحت تحمل لقب دكتورة كما كانت تحلم، ولكن في مجال العلوم.
منذ تخرجها من البكالوريوس وهي تحلم بالانضمام إلى جامعة الملك عبد العزيز فعملت في عدة جامعات أهلية وحكومية ومنها الجامعة العربية المفتوحة وحاليًا تعمل كأستاذ مساعد بقسم الرياضيات، جامعة الملك عبد العزيز، وهي أم لخمسة أطفال.
حدثينا عن تجربتكِ الدراسية في لندن، والتخصص الذي تدرسينه؟
قد تكون تجربتي مختلفة نوعا ما، كوني أم مبتعثه لنيل درجة الدكتوراه ومعي خمسة أطفال في مراحل عمرية مختلفة وتسافر بهم إلى بلد أخرى تختلف في عاداتها وثقافتها عن الوطن الأم. كنت دائمًا على إيمان بأن الله سيبارك في وقتي لأوازن بين احتياجاتي الدراسية والعائلية. والحمد الله كانت تجربة جدا جميلة، افتخر كوني واحدة من خريجي جامعة ساوثهامبتون Southampton university أحد اقوى الجامعات البريطانية، فقد تعلمت من خلالها العديد من المهارات البحثية والعلمية والأخلاقية بحضوري دورات كثيرة تقدمها الجامعة لطلابها. تشكلت شخصيتي وازدادت ثقتي في معرفتي وفي شخصي كباحثة وأستاذة بحضوري ومشاركتي العديد من الحلقات الدراسية Seminars التي يقدمها منسوبي قسم الرياضيات التي من خلالها تعرفت على مجالات أخرى في علوم الرياضيات وأحدث التطورات فيها، وهي تعد من أفضل الخدمات التي يقدمها القسم لطلابه فهي تعزز من مهارات المناقشة، النقد البناء، احترام آراء الأخرين. تعلمت من الشعب البريطاني ومشرفيني أن أكون دوماً إيجابية وإن لم يعجبني رأي أو عمل ما لا أعيبه أبدًا، ولكن أُثني عليه وأمده بتوصيات تحسين وهذا ما أفعله حاليًا
مع طالباتي. وكان لهذه التجربة أثر في تطوير التعليم الذاتي عندي، فقد بحثت كثيرًا وتعلّمت
الكثير من الأمور التقنيّة والأدبيّة حتى أصل لمحتوى رسالة الدكتوراه.
أدرس في مجال الرياضيات البَحتة Pure Mathematics, تخصّص تحليل دالّيFunctional Analysis, ولكني في بريطانيا وجدت أن علوم الرياضيات تطوّرت وأصبحت تتناغم مع بعضها البعض في حل المشاكل الرياضيّة، لذلك لم تقتصر رسالتي على التحليل الدالّي، فقد امتدت لتشمل التحليل المركب Complex Analysis، أسطُح ريمان Riemann Surfaces والمجموعات المتقطّعة Discrete Groups لتخرج رسالتي مركزة على جميع الذي ذكرته، هذا بالنسبة للجانب
الأكاديمي. أما بالنسبة للمستوى الشخصي فقد رزقني الله بالكثير من الزميلات هناك اللاتي استمرت علاقتي بالبعض منهم حتا اليوم، كنّا فعلا أخوات في الغربة، نعاون بعضنا البعض ونستمد قوتنا من خلال زمالتنا. تقرّبت أكثر من أولادي، تعلّمنا كيف نتعاون ونعمل كفريق واحد في المنزل، وقد أعانوني وصبروا كثيرًا وحاولوا التكيّف مع الحياة الجديدة حتى يساعدوني في تحقيق حلمي، فشكرا لهم.
ما لنصيحة التي تقدميها للمقبلين على دراسة هذا التخصص؟
أنصح أولا بضرورة البحث في أحدث المقالات العلمّية عن آخر ما توصّل إليه الباحثين في هذا التخصص، وقراءتها جيدًا وإذا وجد الطالب نفسه في هذا المجال فعليه محاولة الوصول إلى الفكرة التي يستطيع من خلالها استنباط رسالة الدكتوراه. التخصّص شيّق ويتشعب للكثير من المواضيع الجذابة، ولكن أكثر تعقيدًا. ثانيًا، البحث عن المشرفين من خلال مراسلتهم والتأكد من قوة الجامعات التي ينتمون لها، فالجامعات القوية تضمن حقوق الطالب والمشرف وتعمل على الالتزام بإنهاء الطالب للمرحلة في الوقت المحدد ومتابعة سير تعليمه بدقة. للمشرف دور كبير وهام في مرحلة الدكتوراه لذلك
أنصح بمقابلته والاستفسار عنه من قبل أحد طلابه السابقين أو الحاليين.
هل لديكم مشاركات في الأنشطة الجانبية خارج المنهج الدراسي؟
في الحقيقة لم يكن لدي وقت بسبب ظروفي العائلية، ولكن شاركت في يوم الرياضيات مع قسمي، ويوم الملصق العلمي للطلاب وتنظيم مؤتمر لطلاب الرياضيات. كما كانت هناك بعض التجمعات والمناسبات التي كان يقيمها القسم لكي يتعارف ويتقارب منسوبيه لخلق بيئة تعليمية أكاديمية مريحة، يتضمنها احترام لثقافة وخلفيّات الآخرين. في أول سنة لي في ساوثهامبتون تعلمت القيادة وحصلت على الرخصة حتى أستطيع تلبية احتياجات أُسرتي وتوصيل أطفالي إلى مدارسهم. وأيضا تمكنت من الاشتراك بالنادي الرياضي، وكنت أنضم ببعض فصول البيلاتس Pilates Classes لتكن كمتنفس من العبء الدراسي. كما أن مرافقتي لأولادي لتدريبات السباحة وحضور بعض مجموعات التقوية للغة العربية كان يشعرني بالسعادة.
كيف تصفين التمكين الذي تعيشه المرأة في السعودية وما تأثيره عليك؟
في ظل قيادتنا الحكيمة حفظها الله، جاءت رؤية ٢٠٣٠ لتَعتبر المرأة أحد مكامن القوة في الوطن، فقد تقلّدت العديد من المناصب في الدولة، حتى أن الملحق الثقافي في بريطانيا هي امرأة وهي الدكتورة أمل فطاني حفظها الله. هذا التمكين أعطاني ثقة أكبر في قدراتي، شعوري بتقدير وطني لي، الشعور
بتحمل بالمسؤولية وأن ألمس العدل والمساواة في تقلّد الوظائف وفي أمور أخرى كثيره تلمس الجوانب الإدارية والقانونيّة بما فيه من نفع للجميع ورفع من شأن الوطن كان الزملاء الأجانب ينظرون لنا نظرة غريبة ودائمًا يتساءلون لماذا النساء في بلادكم ليسلهم صوت قيادي؟ كما كان موضوع عدم السماح بقيادة المرأة يثير الكثير من تساؤلاتهم! وجاءت الرؤية وجاء معها كل ما هو خير بإذن الله وتوقفت تساؤلاتهم وأصبحنا كنساء بفضل الله ومن ثم قيادتنا محل تقدير الجميع في الخارج وتغيرّت نظرتهم المحدودة لنا، لأقول بكل فخر أنا سعودية. وأصبحت أقود سيارتي لأصل لمقر عملي في وطني.
أبرز المعوقات التي صادفتك كطالبة وكيف تغلبت عليها؟
أبرز المعوقات التي صادفتني كطالبة هو أنه بعد وصولي لمقر الابتعاث اكتشفت أن الجامعة قد أنهت عقدها مع المشرف الذي خُصّص للإشراف على رسالتي، ومن بعدها اقترحوا مشرف آخر لم يكن ذو خبرة وأضاع من وقتي الكثير لحداثة خبرته في الإشراف.
كيف تصفون تجربتكم في التعايش مع جائحة كورونا؟
تجربة كورونا كانت تجربة صعبة للجميع، ولكن أثبتت لنا أن الإرادة والعزيمة تغلب التحديّات. فبعد اجتيازي للمناقشة بنجاح كان لابد لي من عمل تعديلات بسيطة وتسليمها، وجاءت الجائحة وأُغلقت المطارات وتوقفت الرحلات، ولكن الحمد الله على توفر وسائل التقنية الحديثة فمن خلالها استطعت العمل على التعديلات والحصول على الشهادة.
ما لذي تحلمين بتحقيقه؟
الحمد الله حلمت بالحصول على درجة الدكتوراه وجعلها ربي حقًا. والآن أعمل على تطوير مهاراتي الأكاديمية والعمليّة من خلال حصولي على دورات تدريبيّة، فلدي الكثير لأقدمه لوطني وبإذن الله يكون لي بصمة في التغيير للأفضل وتطوير جودة التعليم في المملكة.
كيف أثرت الدراسة عليك؟ كيف تعاملت مع هذا الوضع؟
أصعب أمر قد يمر بأي مبتعث هو تركه لأسرته فهم عزوته، وشعوره أحيانا بالوحدة، واحتياجه لهم في أصعب الأوقات، فقد مر علّي الكثير من الأوقات الصعبة التي احتجت فيها إليهم ولم يصبرني هو توفر وسائل الاتصالات المرئيّة الحديثة التّي غطّت في أوقات معينة هذه الفجوة.