رزان جمّال لـ"هي": واجهت صعوبات في التحضير لـ"كيرة والجن" وصباح وجهت لي نصيحة فارقة في بدايتي

أداء لافت وسلس اشتهرت به النجمة اللبنانية رزان جمال في الأعمال التي شاركت بها مؤخرًا، وكتبت شهادة ميلادها الفنية لتصبح واحدة من أبرز النجمات اللواتي يخطفن قلوب الجمهور مع كل ظهور لها على الشاشة، وخلال الأسابيع الماضية نجحت في تحقيق ردود أفعال جيدة للغاية بتقديمها شخصية "إيميلي" في فيلم "كيرة والجن" الذي عرض مؤخرًا وشاركت في بطولته بجانب النجمين كريم عبد العزيز وأحمد عز، وباتت حديث الجمهور الذي عبر عن مدى إعجابه بأدائها، وعن كواليس الفيلم وتحضيراتها له وأعمالها المقبلة؛ تحدثت رزان في حوار لـ"هي" عن دورها المميز بالفيلم وكيف استعدت للعودة إلى حقبة زمنية مختلفة من خلال شخصية "إيميلي".

كيف جاء ترشيحك لفيلم "كيرة الجن" وما كواليس التعاون مع كريم عبد العزيز؟

اختياري للدور جاء متأخرًا، حيث بدأ تصوير فيلم كيرة والجن قبل أن يجدوا من تجسد شخصية إيميلي، وتجدر الإشارة إلى أن تجسيدي لدور ماجي في مسلسل ما وراء الطبيعة هو ما لفت الأنظار إلى موهبتي، حيث وجد في مروان حامد؛ ما يعبر عن جوهر شخصية إيميلي بشكل صادق وقريب جدًا منها، بالإضافة إلى إتقاني للغة الإنجليزية.

أما عن الأجواء خلف الكواليس، فكانت جميلة بشكل لا يصدق ومليئة بالمرح والكوميديا، وذلك بفضل مروان حامد، الذي فهم بالضبط كيف يقود موقع التصوير، بالإضافة إلى ذلك، كان كل أعضاء فريق العمل متعاونين جدًا، وكريم عبد العزيز يتمتع بخفة ظل تجعلك تشعر بالألفة وتؤثر بشكل إيجابي على كواليس العمل، وجود مثل هذه الروح في اللوكيشن يشجعك على الذهاب كل يوم بحماس وحب.

رد فعلك على التعاون مع مروان حامد خاصة وأنه كان من قائمة المخرجين الذين كنت تتمنين التعاون معهم منذ بدء مسيرتك الفنية بمصر؟

عندما انتقلت إلى مصر لأول مرة كتبت قائمة بأفضل المخرجين الذين أردت العمل معهم، جاء على رأس هذه القائمة اسم مروان حامد، شيء لا يُصدق، أنه بعد مرور 8 سنوات تمكنت من تحقيق هذا الحلم، وتجربتي في هذا المشروع لا توصف بأقل من ساحرة، خاصة مع (الكومبو) المميز مروان حامد وأحمد مراد، بالإضافة إلى الكاستينج الرائع، إنه فعلًا لشرف لي أن أشارك في مثل هذا العمل.

شخصية إيميلي لاقت إعجاب الجمهور، فكيف قمت بالتحضير للدور سواء على مستوى الشكل والأزياء وعلى مستوى أداء شخصية الفتاة الانجليزية؟

استعدادي للدور مر بمراحل عديدة لكي أتمكن من دراسة الشخصية جيدًا والفترة الزمنية التي وقعت فيها الأحداث والتي تعود إلى مائة عام تقريبًا، وكانت البداية بجلسات مطولة مع مروان حامد لكي نتحدث عن كل التفاصيل الخاصة بالشخصية، بالإضافة إلى البحث الذي أجريته والقراءات العديدة التي قمت بها وساعدتني على التعرف على تاريخ مصر في هذه الفترة، كما نصحني مروان بقراءة السيرة الذاتية لبرتراند راسل والتي تتكون من 800 صفحة. 

كما قرأت رواية 1919 ووقعت في حبها وتأثرت بشخصية إيميلي، حتى أنني أرسلت لوالدتي رسالة من القاهرة إلى لندن باعتباري إيميلي. بالإضافة إلى مشاهدتي للعديد من الأفلام، ليس فقط لفهم شخصيتي ولكن أيضًا لفهم الشخصيات الأخرى مثل شخصية دولت فهمي التي جسدتها هند صبري، وقابلت أستاذة سليمة إكرام، أستاذة علم المصريات البارزة للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول شخصية إيميلي والتعرف على وظيفة عالم الآثار.

ما أبرز الصعوبات التي واجهتك في تقديم شخصية ايميلي؟

كونها شخصية تنتمي إلى زمن بعيد لم أعشه، في ظروف سياسية خاصة جدًا. لذلك كان علي أن أدرس هذه الفترة جيدًا من الناحية التاريخية، وأن أقرأ كثيرًا عن كل التفاصيل الاجتماعية والسلوكية الخاصة بالشخصية؛ كيف تسير أو تجلس، كيف تتحدث وتأكل وغيرها من هذه التفاصيل اليومية الحياتية في تلك الفترة، بالإضافة إلى الحيز الزمني القصير الذي كان متاحًا لي للاستعداد للدور، والذي لم يتعد الأسبوعين.

ما أبرز الإضافات التي اكتسبتها بعد مشاركتك في "كيرة والجن" والنجاح الكبير الذي حققه العمل في أيام قليلة بعد عرضه؟

اكتسبت المزيد من حب الجمهور المصري لي، والذي سبق وأشاد بأدائي والترحيب بي في أدوار سابقة مثل ماجي في "ما وراء الطبيعة" وكارلا في "امبراطورية مين"، والآن في "كيرة والجن"، حيث أتلقى ردود فعل قوية جدًا عن تجسيدي لشخصية إيميلي منذ اليوم الأول لعرض الفيلم، والجمهور المصري يقدر السينما وشرف لي أن أكون جزء من هذه الصناعة في مصر.

قدمت من قبل في مسلسل ما وراء الطبيعة دور فتاة اسكتلندية، وفي كيرة والجن دور فتاة أجنبية أيضًا.. هل راودتك أية مخاوف بسبب تقييدك مستقبلًا في مثل هذه النوعية من الأدوار بعد نجاحك فيها؟

لا، لأنه برغم كون الشخصيتين أجنبيتين وتتحدثان الإنجليزية، إلا أنهما مختلفتان دراميًا في كل شيء، والأبعاد النفسية والدرامية هي الفيصل في تقديم الشخصية، ونجاح الممثل في تجسيد هذه الأبعاد هو ما يجعل صناع الدراما، سواء في السينما أو التلفزيون يضعون ثقتهم في هذا الممثل.

ودائماً ما يقال لي إنني لست عربية بالدرجة الكافية، لذلك واجهت بعض التحديات في العثور على المكان المناسب لي في التمثيل لأنني أبدو غامضة عرقيًا. وأنا محظوظة لأنني وجدت هذا المكان المناسب الذي سمح للجمهور بالتعرف علي وعلى مهاراتي التمثيلية، وأنا أعمل حاليًا على مسلسل باللغة العربية، وهو ما سيثبت أنه يمكنني بسهولة العمل بلغتي الأم العربية.

كذلك لقد سبق لي وأن جسدت العديد من الشخصيات في مصر؛ كارلا الأوكرانية والأميرة أوجيني الفرنسية وماجي الاسكتلندية، وإيميلي الإنجليزية، بالإضافة إلى ذلك فقد أتيحت لي الفرصة لتجسيد شخصيات أخرى؛ بريطانية، أمريكية، فرنسية، أردنية ولبنانية في أعمال مختلفة، وكان هذا يعتبر التحدي الأكبر لي، لكنه أصبح الآن الميزة الكبرى التي أمتلكها والتي تمكنني من أداء شخصيات مختلفة من خلفيات متباينة. 

هل هناك أعمال أخرى جديدة تنتظرين عرضها قريبًا؟

نعم ، أقوم حاليًا بتصوير مسلسل في تركيا مع باسل خياط، سيُعرض قريبًا جدًا. 

كيف نجحت في الحفاظ على اللغة العربية بشكل عام واللهجة اللبنانية بشكل خاص بالرغم من إقامتك بين لندن وأمريكا ومشاركتك في العديد من الأعمال الأجنبية؟

عندما كنت أعيش في لبنان، كنت في مدرسة فرنسية وتوقفت عن حضور دروس اللغة العربية في سن الثانية عشرة لأنني واجهت العديد من الصعوبات، وبدأ شغفي باللغة العربية عندما سافرت للخارج وفقدت التحدث بلغتي كثيرًا، وكنت أبذل مجهودًا لكي أتمكن من التحدث باللغة العربية.. كان الأمر يستغرق مني ساعات فقط لقراءة صفحة واحدة مكتوبة باللغة العربية وأنا فخورة جدًا لكوني اليوم أكثر طلاقة مما كنت عليه في أي وقت مضى.

ما النصيحة التي كانت فارقة معك في بداياتك ومن الممكن أن توجهينها للفتيات اللواتي يبدأن مسيرتهن الفنية حاليًا؟

في بداية مسيرتي قابلت الأسطورة صباح وألقت نظرة واحدة إليّ وقالت "شقي الصخر"، بقيت نصيحتها معي حتى الآن وقد تأثرت كثيرًا بمدى دعمها لي.. قررت منذ ذلك الحين أن أفعل الشيء نفسه لأي شخص يأتي إلي ويطلب مني النصيحة، أود أن أخبر أي شخص أنه يمكنه تحقيق أي شيء يضعه في ذهنه، ولكن علينا أن نعرف أن الوصول إلى الهدف يتطلب بذل المجهود المناسب في مرحلة السعي إليه. 

الصور من حساب رزان جمال بانستجرام