سارة بورتون لمحاور المشاهير عدنان الكاتب: Alexander McQueen كان عبقرياً و لم يلقَ التقدير الكافي
حوار: عدنان الكاتب Adnan Al Kateb
لم تتوقف مسيرة المبدع البريطاني ألكساندر ماكوين برحيله، فأكملت مشوار الإبداع سارة بورتون التي عملت مع ماكوين لـ 14 عاما، فغيرت برقة وخفة وبراعة جماليات الدار بالحفاظ على قواعدها الثائرة التي وضعها المؤسس الراحل. سارة التي ترعرعت في مانشستر وانتقلت إلى لندن لتدرس في Central St Martins، عملت لدى "ماكوين" لعام واحد خلال دراستها. وبعد تخرّجها عادت إلى الدار لتُعين بعد عامين فقط رئيسة لقسم الأزياء النسائية سنة 2000. بعد وفاة ماكوين المأساوية عام 2010، عُينت مديرة إبداعية للدار، وصارت تشرف على كل مجموعات العلامة من أزياء وإكسسوارات للرجال والنساء. لمع نجم اسمها سنة 2011 حين صممت فستان زفاف كيت ميدلتون، وصممت أيضا فستان الإشبينة بيبا ميدلتون والفستان الذي ارتدته العروس في الاحتفالات المسائية. وفي السنة ذاتها، فازت بورتون بجائزة "مصمم العام" في جوائز الموضة البريطانية، وحصلت على وسام رتبة الضابط في الإمبراطورية البريطانية على خدماتها لصناعة الأزياء البريطانية. سنة 2012 أدرجتها مجلة "تايم" في قائمة الشخصيات المئة الأكثر تأثيرا في العالم.
التقيت هذه المبدعة التي أبقت ألكساندر ماكوين حيا بعد عرض مجموعة خريف 2016 في لندن، لتخبرني عن العطر الجديد "ماكوين بارفان"McQueen Parfum وعن ذكرياتها مع ألكساندر ماكوين وصداقتهما وتقديرها لعبقريته. فمرّ اللقاء بسرعة خاطفة على أنغام ضحكتها الدافئة وحديثها الشغوف بعملها وإتمامها لمشوار ماكوين.
بعد وفاة ماكوين المأساوية عام 2010، عُينت مديرة إبداعية للدار، وصارت تشرف على كل مجموعات العلامة من أزياء وإكسسوارات للرجال والنساء. لمع اسمها أكثر سنة 2011 حين صممت فستان زفاف كيت ميدلتون، وصممت أيضا فستان بيبا ميدلتون والفستان الذي ارتدته كيت في الاحتفالات المسائية. وفي السنة ذاتها، فازت بورتون بجائزة "مصمم العام" في جوائز الموضة البريطانية، وحصلت على وسام رتبة الضابط في الإمبراطورية البريطانية على خدماتها لصناعة الأزياء البريطانية. سنة 2012 أدرجتها مجلة "تايم" في قائمة الشخصيات المئة الأكثر تأثيرا في العالم.
ما أكثر ما تتذكرينه من ألكساندر ماكوين؟
أتذكر إبداعه الرائع، وكم كنت محظوظة بالعمل معه. فكانت تجربة سحرية مدهشة. كان أشبه بالعمل لدى نابغة. فكنت أصل كل يوم إلى العمل لأعيش تجربة فائقة الإبداع والابتكار، فأجده يصنع قطعا ويجري الأبحاث. والكل كان يدرك أنه يعمل مع إنسان مميز حقا. كان عبقريا بلا شك. وكان إنسانا لطيفا وطيب القلب.
لماذا نشعر أن عالم الموضة لم يكن عادلا معه، ولم يفهمه؟
هذا صحيح. لكنه كان كل شيء، كان رجلا رائعا، أعمل في دار "ماكوين" منذ عشرين عاما. عرفته جيدا، كان صديقا مذهلا وإنسانا طيبا وخيّرا. كان في نواحٍ كثيرة عبقريا حقيقيا. شعرت وكأنه أراد دائما أن يكلّم كل الناس وليس فقط اللاعبين على ساحة الموضة. أراد أن يلمس ويصل إلى قلوب الكثيرين. عمله كان شخصيا جدا، فروى من خلال ابتكاراته قصة حياته، وكل عرض كان عن مشواره الذاتي. وهذا ما نراه في معرض "سافادج بيوتي"Savage Beauty الذي عرض أعماله وغاص في عبقريته المبدعة. كان ذهنه يغص بالأفكار والإبداع. لم يكن هناك أحد مثله.
حين نعيد النظر إلى تلك الحقبة الآن، ندرك أنه لم يلقَ التقدير الكافي في ذلك الحين. كان مبدعا عبقريا، لكن الناس اعتبروا عبقريته بديهية، واستخفوا بها. فكان يذهلنا عرضا تلو الآخر بما يقدّمه من روائع.
خلف كل هذا الإبداع والنجاح، كيف كان ماكوين؟
كان شخصا حساسا جدا.
حدثينا عن عطركم الجديد. من أين أتت الفكرة؟
انطلقنا مع نهج للعطور شبيه بمقاربتنا في صنع الفساتين. فأردت العودة إلى أصول صناعة العطور وجذورها لأصالة حقيقية. بحثنا عن المكونات الطبيعية وعن الحرف اليدوية والحرفيين البارعين، ليكون العطر شخصيا جدا وخاصا جدا ومميزا جدا. قمت شخصيا باختيار كل الأزهار. وفي الواقع زرت الحدائق النباتية الملكية في كيو، وشممت كل تلك الروائح الطبيعية المتنوعة.
كل الأزهار التي وقع اختيارك عليها بيضاء. ما السبب في ذلك؟
اخترت الفل ومسك الروم والإيلانغ إيلانغ. صحيح أنها بيضاء، لكن الميزة المشتركة الأقوى بينها هي أنها تتفتح في الليل. أردت أن يتمحور العطر على الأزهار فقط، ويبتعد كل البعد عن المواد الكيميائية ليعبق بأريج طبيعي جميل، ولكنه في الوقت نفسه قوي وحاد. لأن هذه الأزهار تتفتح ليلا فقط، ألهمتنا فكرة ظهور النور الساطع من داخل الظلمة، كما استوحينا من رقة الأزهار وهشاشتها التي تخبئ قوة باطنية قادرة. هكذا ولدت الفكرة.
ما رسالة العطر إلى المرأة العصرية؟ ولماذا ستشتريه؟
لأنه لا يشبه أي عطر موجود اليوم. فيتمتع بقوة وجمال وحرفية، ويتميز بشخصية وهوية فريدتين. ليس بعطر عادي يفوح بالرائحة نفسها ككل التركيبات الأخرى. أردت له أن يكون مستقلا متفردا. وأردته أن ينبض بميزة الكلاسيكية الخالدة، فترشه المرأة إلى الأبد. حتى القارورة تتخطى بجمالياتها حدود الزمان. هذا العطر خالد أبدي.
من المرأة التي ابتكرت لها هذا العطر؟
إنها امرأة "ماكوين"، المرأة القوية الواثقة بنفسها، والتي تتميز بشخصيتها الفريدة وهويتها الذاتية، وتريد أن تشعر بقوتها في كل لحظة.
القارورة لا تقل جمالا عن العطر. كيف صممتها؟
جرى نفخ الزجاجة يدويا وتركيب كل شيء على أيدي حرفيين متخصصين. وقد رسمنا التصميم باليد أيضا قبل صبّه، وهوما يعكس مفهوم الحماية وكون العطر شيئا حاميا.
حرصتم على إتقان كل تفصيل. حتى إن الحملة الإعلانية تخطف الأنفاس.
نعم، قد تعاونا مع العارضة الرائعة مارتي. فهي فائقة الجمال وفتاة لطيفة ورقيقة. وقد نجحت نجاحا باهرا في حملة العطر.
هل تفكرين في إطلاق عطر للرجل؟
نعم، المشروع قيد التطوير. سنطلق عطرا للرجال قريبا.
هل ستطلقين مجموعة كاملة لترافق عطر "ماكوين بارفان"؟
تشتمل المجموعة الآن على لوشن للجسم وبعض الكريمات، وسنوسّعها مع مرور الوقت. كما أننا سنطلق نسخة "أو دو بارفان" بتركيز أقل. سيظل الأريج قويا لكن بكثافة أقل.
أخيرا ماذا تعرفين عن المرأة العربية وكيف تنظرين إليها؟
أرى أنها تملك إحساسا داخليا فطريا بالجمال والقوة والقدرة. وأعتقد أنها تقدر الأشياء المصنوعة بجمال وإتقان وإبداع. وتبدو رائعة في تصاميم "ماكوين"، لأنها تقدر القطع المنفذة بحرفية عالية، والتصاميم الفريدة والمميزة والاستثنائية. أظن أن النساء العربيات يملكن معرفة حقيقية وإدراكا
وعن المبدع الراحل:
عمل ألكساندر ماكوين مصمما رئيسا لدى دار "غوتشي"، وأسس بعد ذلك علامته الخاصة "ألكساندر ماكوين". حسّه الإبداعي الخارق انعكس على البراعة الفنية في تصاميمه غير المسبوقة التي تحدّى بها تقاليد الموضة، وعلى القوة الدراماتيكية في عروضه التي تضمنت تجهيزات فنية رائدة وفنونا استعراضية آسرة. تميّزت رؤيته بالجرأة الفريدة، وبهوسه بجمال الطبيعة ووحشيتها، وباستلهامه من كل مكان. وقد فاز بجوائز وألقاب بريطانية وعالمية كثيرة. استضاف متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك سنة 2011 معرض Savage Beauty الذي عرض أزياء ماكوين وإكسسواراته، لينتقل بعدها المعرض إلى متحف فكتوريا وألبرت في لندن. وفي المتحفين كان أحد أكثر المعارض نجاحا وشعبية على الإطلاق.