نورة السويدي لـ "هي": أطمح الى أن نكون على رأس قائمة منظمي حفلات الزفاف في الخليج
نورة السويدي سيدة أعمال إماراتية دخلت عالم تنظيم الحفلات الفاخرة من خلال مشروعها Exquisite Events، وبرزت فيه ليس فقط على مستوى الإمارات، بل كذلك بين دول الخليج، وخاصة مناسبات الأفراح الفخمة في الكويت والسعودية وقطر وعمان. التقينا عبر صفحات مجلة "هي" نورة السويدي وشريكتها البريطانية جنيفر مكجريغل.
لماذا اخترتِ مجال تنظيم المناسبات بشكل خاص على الرغم من صعوبته؟
أطلقت مشروع Exquisite Events قبل نحو 5 سنوات بعد أن التقيت بجنيفر التي نظمت حفل زفاف شقيقتي، وكانت حينها تعمل لشركة أخرى. تعاونا بداية خلال تنظيم حفل شقيقتي، حيث أعجبني حرص جنيفر ودقتها العالية في التنظيم وترتيب المناسبة؛ بينما توليت أنا اختيار الزهور والألوان وتصميم الحفل بشكل عام. الحقيقة أن فكرة إنشاء شركة لتنظيم المناسبات لم يكن ضمن مخططاتي بشكل أساسي، فقد كنت أتحدث مع والدتي بعد مرور عام على حفل زفاف شقيقتي عن إطلاق مشروع بوتيك للزهور، وعندها نصحتني بالتواصل مع جنيفر لطرح فرصة شراكة معها. وبالفعل كان ذلك وتحولت الفكرة من بوتيك للزهور إلى شركة لتنظيم الحفلات، وهي انطلاقة لمشروع رائع وناجح تعلمت ولا أزال أتعلم من خلاله الكثير.
ما التحديات التي واجهتها عندما عزمتِ على تأسيس مشروع Exquisite Events؟
الخطوات الأولى لإنشاء المشروع كانت هي الأصعب، سواء من حيث إصدار الأوراق الرسمية والرخص المطلوبة والحسابات البنكية وغيرها. واجهنا تحديات فيما يتعلق بضبط تكلفة إنشاء المشروع في بدايته، خاصة أنه لم يكن لدينا دليل نعمل به. الأمر الجيد هو أن الأمور تطورت كثيرا منذ ذلك الوقت، حيث أصبحت هذه الإجراءات حاليا أسهل بكثير.
برأيك وحسب تجربتك ما الجزء الأصعب من العمل في تنظيم المناسبات والأعراس؟
فيما يتعلق بالتخطيط فإننا نادرا ما نواجه كوارث في تنظيم المناسبات، نظمنا الكثير من الأعراس هي أقرب إلى الكمال. ولكن على أن أضيف بأننا قد نخطط بشكل دقيق لكل التفاصيل ونواجه على الرغم من ذلك أمورا غير متوقعة تجعلنا نتعامل معها وفق اللحظة. كنا نواجه سابقا بعض التحديات فيما يخص تنفيذ التصميم وفقا للميزانية المحددة من قبل العروس، وذلك لأن جهة تنفيذ التصميم لم تكن تابعة لنا؛ أما الآن فقد خصصنا قسما خاصا لدينا لتنفيذ التصاميم، وهو ما يجعل الأمور أسهل بكثير مما كانت عليه.
ماذا يحصل عندما يكون ذوق العروس بعيدا عن ذوقكم ولا يطابق رؤيتكم فيما يتعلق بتصميم الحفل والألوان والورود وغيرها؟
الحقيقة أن هذا الأمر يعتبر بمنزلة تحدٍّ كبير لنا. على سبيل المثال حين نواجه عروسا لا تريد أن تكون الأزهار ضمن تصميم حفل زفافها، وتفضل أن يكون حفلها بخطوط مودرن بسيطة؛ يمثل هذا الأمر عقبة بالنسبة لنا، وذلك لسببين الأول هو أنه لا يمثل ما نقدمه، والثاني هو علمنا حسب خبرتنا في تنظيم وتصميم الأعراس بأنه لن يبدو بالجمال أو البساطة التي تتصورها العروس في خيالها، بل سيبدو باهتا وخاليا من الحياة. ولذا نحاول دائما أن نقدم النصيحة للعروس، ونطلعها على جميع الجوانب التي قد تغفل عنها حين تقرر التصميم الذي تفضله. نأخذ بيد العروس لنكون دليلا لها في اختيار ألوان الورود المناسبة والإضاءة المثالية وغير ذلك من عناصر تصميم حفل الزفاف. تستجيب معظم العرائس للنصائح التي نقدمها بناء على خبرتنا، خاصة أن التنفيذ أصبح يُنفذ لدينا، وهو ما يعطينا قدرا أكبر من السيطرة لكي نقدم للعروس ما تتمناه مما يصب مصلحة العروس أولا وأخيرا. ولكن إذا لم نتوصل إلى نقطة التقاء، فنحن ننفذ طبعا ما تريده العروس، فهذا اليوم هو يومها، ويجب أن يظهر كما تحب و بالشكل الذي يرضيها.
كيف تختلف طبيعة حفلات الزفاف بين دول الخليج العربي الشقيقة؟
بعض حفلات الزفاف تكون فيها طاقة الفرح والسعادة ملموسة أكثر من غيرها مثل حفلات الزفاف في السعودية، وكذلك في عمان؛ حيث إن المدعوات يحضرن وهن مقبلات للاستمتاع بأوقاتهن على أنغام الحفل والموسيقى وكل ما يتضمنه العرس. علي أن أضيف أني أستمتع أيضا بحفلات الزفاف للعملاء من الغرب، حيث إنها حميمة للغاية، وفيها الكثير من التفاصيل الشخصية.
ما الموضة الأبرز حاليا في عالم حفلات الزفاف الفاخرة؟
لاحظنا مؤخرا توجها واضحا في الخليج نحو حفلات الزفاف الصغيرة نوعا ما، أي التي يتراوح عدد المدعوين فيها بين 300-500 شخص كحد أقصى مقارنة بالسنوات الماضية التي كانت فيها حفلات الزفاف الكبيرة التي تضم نحو 1000 مدعو وأكثر هي التوجه المفضل والأبرز في المنطقة. هذا الأمر لا يعني انخفاض الميزانية المخصصة للعرس، بل كيفية تقسيمها، حيث إن حفلات الزفاف الصغيرة تسمح لنا بالاهتمام بتفاصيل الطاولات وجمالياتها، والعمل على تصميمها بشكل فني بديع.
ما العنصر الأكثر استمتاعا بالنسبة لك في العمل بتنظيم الحفلات الفاخرة؟
نورة: "بالنسبة لي هي اللحظات الأخيرة بعد اكتمال التصميم وقبل لحظات من دخول أول ضيف، حيث يبدو كل شيء رائعا وجميلا وأقرب إلى الحلم؛ أعشق الأزهار كثيرا وأحب وجودها في مكان الحفل". أما جنيفر، فتقول "العنصر الأكثر متعة بالنسبة لي هو بناء العلاقات مع عملائنا، كما أحب اللحظة التي يدخل فيها المصورون إلى قاعة الحفل لالتقاط الصور قبل دخول المدعوين".
كيف تحرصين على متابعة آخر توجهات الموضة في عالم الأعراس وتنظيم الحفلات الفاخرة؟
نتفادى دائما "نسخ" تصاميم حفلات زفاف أخرى، وإن قدمتها العروس لنا، وذلك لأننا نقدر التصميم بأنفسنا ونحرص على الإبداع فيه. ونحرص دائما على تشجيع العروس على اختيار صور لعناصر جذابة بالنسبة لها مثل نوع ورود أو صورة من ستايل محدد أو ألوان مفضلة لديها، بحيث تسمح لنا بتقديم تصميم خاص لها، ودمجها مع آخر الصيحات. نتابع بشكل خاص توجهات موضة تنظيم الأعراس والحفلات في أمريكا و روسيا. يساعدنا السفر كثيرا في ابتكار أنماط جديدة لتصاميم حفلات الزفاف، قد تكون من نافذة عرض مميزة في باريس أو عرض أوبرالي أو تصميم معماري حديث لكي نقدم ما يرضي جميع الأذواق.
هل من مدينة مفضلة تلهمكم بشكل خاص في تصميم حفلات الزفاف؟
تجيب نورة: "أعشق باريس وأجزاء أخرى من فرنسا؛ أرى أنها تتضمن عناصر فريدة للغاية كما أني شغوفة بالفنون". أما جنيفر فتقول: "بالنسبة لي نيويورك هي مصدر إلهامي دائما، خاصة الجزء المعماري منها، كما أني مهووسة بأزهار الكرز وأخطط لزيارة اليابان برفقة ابنتي".
ما طموحكم فيما يتعلق بمشروع Exquisite Events؟
نطمح إلى أن نكون على رأس قائمة منظمي الحفلات الفاخرة في الخليج العربي. الجزء الربحي من المشروع مهم طبعا، إلا أن هدفنا الأول هو خلق تجربة لا تنسى لعملائنا، ولذا نحرص دائما على دعم عملائنا وتقديم كل ما نستطيع لهم. لا تقتصر خدماتنا على حفلات الزفاف الفاخرة فقط، بل نسعد أيضا بتنظيم حفل شاي صغير في المنزل لمجموعة من السيدات بأسلوب أنيق و مميز.
ما النصحية التي تقدمونها للشابات المهتمات بالعمل في تنظيم الحفلات الفاخرة؟
أنصحهن أولا بأن يعملن على تطوير حسهن الواقعي، وذلك لأن هذه الصناعة تتضمن ساعات طويلة من العمل الجادة، وهي في معظمها ليست ممتعة بالقدر التي تبدو عليه. بالطبع يتلاشى كل التعب عندما نصل إلى اليوم الموعود ونرى أن كل شيء على أجمل ما يكون، ونحقق أهدافنا المعنوية والمادية أيضا. ولذا فإن عنصر الشغف بالعمل مهم للغاية في هذا المجال كما أن تكوين فريق متناغم ومتفانٍ عنصر أساسي للنجاح في تنظيم الحفلات الفاخرة.