المهندسة المعمارية حنان الفيفي لـ"هي": تخصص الهندسة المعمارية يعتمد على التحدي والإبداع
الطموح والتحدي والقوة من أهم سمات المهندسات المعماريات هذا ما شاركتنا فيه المهندسة المعمارية السعودية حنان الفيفي والتي تسعى للوصول إلى طموحها بهذا التحدي والقوة . شاركتنا حنان نصائح عديدة في مجال الهندسة المعمارية في هذا اللقاء الخاص لموقع "هي".
من هي حنان الفيفي ؟
أنا حنان عبدالله الفيفي ادرس بكلية الهندسة المعمارية والتصميم بجامعة جازان ، عضوة في الهيئة السعودية للمهندسين ، ومتطوعة في اللجنة الإعلامية في الهيئة السعودية للمهندسين ، و عضوة في المنتدى السعودي للأبنية الخضراء ، و عضوة اساسية في الفرق التطوعية التابعة لأمانة جازان ، و إدارية في فريق جياد للمبادرات التطوعية ، و غالبا ما يتملكني شغف كبير بل عشق عندما يتعلق الأمر بالعمارة ومجالات الفنون والتصميم الجرافيكي ، دائما ما أحاول توسيع المعرفة والمهارات لدي سواء في مجال تخصصي أو غيره من خلال حضور والمشاركة في أنواع مختلفة الدورات والمؤتمرات والأعمال التطوعية .
الهندسة لم تعد حكراً على الرجال كالسابق فكيف تواجهين هذا التحدي ؟
لم تعد الهندسة للمرأة شيئاً مستغربا مؤخراً لانها دخلت هذا المجال بقوة وبتميز وبرزت في أهم المجالات التي كانت في يوم ما حكراً على الرجال ، وكلمة التحدي كلمة لا استطيع التخلي عنها منذ دخولي مجال الهندسة ! التحدي يبدأ من تقبل الأهل فكرة دخولك هذا المجال وهذا الجانب لم اعانِ منه كثيرا لان ايماني كان قوياً لإكمال الطريق الذي اخترته ، ولكن التحدي الحقيقي بدأ في آخر سنة نزلت فيها إلى أرض العمل كمتطوعة للإشراف على عمل بسيط ولكن التجربة كانت أكبر ، هذا عدا نظرة المجتمع لنا كمهندسات إذ لم يتقبلها بعد ، و عدم التساهل في الأمور وتعسيرها لنا كمهندسات ، الثورة التي نعيشها في تخريج مهندسات وابرازهن في المجتمع من أصعب التحديات ونحن من يقودها لوضع بصمة البدايه للمهندسات وإثباتها .
كيف تجدين وجود المرأة السعودية في هذا المجال ؟
دخول المرأة السعودية في المجالات الهندسية أضاف لها عنصراً اساسياً كان مفتقداً حيث ان المرأة السعودية لا تقل شأنا ومقدرة عن الرجل في الأمور الهندسية ، و لديها كل الإمكانات العلمية والظروف المؤاتية لدخول مجال الهندسة بكل فروعه وقبول التحدي والمغامرة فيه بكل قوتها ، وهناك العديد من الأمثلة المشرفة لمهندسات سعوديات تبوأن مراكز متقدمة في الشركات وفي المؤسسات الحكومية. إن المرأة السعودية أصبحت تتجه للاختصاصات الهندسية وتبدع فيها وتعمل بجهد لخدمة وطنها ومجتمعها.
تركز حنان على ناحية التوعية التطوعية في تخصص الهندسة المعمارية حدثينا عن هذه التجربة و ما هي أعمالك التي قمتِ بها في هذا المجال؟
كان أكثر تعليق يستفزني حين أشتكي لأحد ممن ليس في مجال الهندسة المعمارية عن الجهد الذي ابذله حين يرد علي "كلو رسم بسيط مسطره وقلم وورقه وخطين وانتهت السالفه ! ليش تشتكي ؟ " اكتشفت حينها أن ليس هناك الوعي الكامل حول تخصص العمارة والهندسة بصفة عامة واتخذت عهداً على نفسي ان اقوم بالتوعية في التخصص كبدايه يكفيني ان يستمع لي لو انسان واحد فقط ومن هنا بدأت قصتي مع التطوع في المجال الهندسي ، بدأت من حساباتي بالسوشيال ميديا بإبراز جمال الهندسة المعمارية والجهود التي تبذل لصنع هذا الجمال ، فتحت قناة على التلجرام تتكلم عن الهندسة والتصميم ، قمت بمبادرة اقامة "قروب" لتوعية خريجات الثانوية بالمجال الهندسية والرد على استفساراتهم في حالة دخولهن الهندسة ، حالياً مقبلة على خطوة مهمة في مجال التوعية الهندسية على مستوى المنطقة بإذن الله وفي طور البحث عن مستثمر لتبني فكرة المشروع .
هل اكتفت حنان بالدراسة فقط و كيف تطورين نفسك في هذا المجال ؟
كأي امرأة عصامية تريد أن تبني نفسها بنفسها وتحقق ذاتها لترى ما تتمناه يتحقق خطوة بخطوة امامها ، حاولت أن اوسع مجال معرفتي ولم اكتفِ بالدراسة فقط ، حاولت شغل وظيفة جزئية في عدة امكنة ولكنها كانت تأخذ من جهدي الشيء الكبير ، ولكن لم استسلم وانا حاليا اعمل في الأعمال الحرة كتصميم الشعارات والهويات والاعلانات لبعض الشركات والمؤسسات واسعى الى تطوير نفسي في عالم تصميم الجرافيك والاحتراف فيه ، بالمقابل أعمل على تطوير نفسي في المجال الهندسي كالمشاركة بمشاريع معمارية في المعارض وحضور ورش عمل ودورات تدريبه خاصة بالمجال والقراءة في المجال والاطلاع على ما هو جديد عالميا ومحليا .
ما هي نصيحتك للمهندسات المعماريات المقبلات؟
نصيحتي للفتيات لخوض الهندسة المعمارية أنهن يحتجن إلى الصبر ثم الصبر ثم الصبر ! اذكر سألتني طالبة مقبلة على التخصص " ماذا يلهمك حين تفكرين برسم مشروع ما ؟ وكيف تأتيك الفكرة ؟ " اخبرتها ان أكثر ما يلهمني بالعمارة والتصميم انها تعتمد على الاحساس اولاً والتواصل البصري ثانياً والصبر قبلها ! العمارة تدعوك إلى التفكر والتدبر لما حولك لتخلق شيئاً يربط بين الأرض والسماء ، و اريد ان اقول لكل من في العمارة ويريد ان يمتهنها ويتخصص فيها ان يحبها قبل ان يفكر انها طريق تؤدي الى اكتساب شهادة و مؤهل دراسي فقط ، ان يعيشها كأسلوب حياة ، وان يصبر ليصل لطموحه .
أخيرا ما هي أحلام حنان وطموحها في مجال الهندسة؟
في المستقبل أود الخوض في مجالات الهندسة المعمارية والتقنيات الجديدة فيها وتطوير نفسي لإثبات دور المرأة السعودية في هذا المجال ، و أيضا مهتمة بتطوير الجانب التطوعي التوعوي وإيصالها لأكبر عدد ممكن ، و حريصة أيضا على كتابة كتاب عن الهندسة المعمارية.