رئيس مهرجان دبي السينمائي لـ"هي" : لا ندفع درهم واحد لأي نجم عالمي والمهرجان عرف العالم بالسينما الإماراتية
الفيلم الاماراتي الكمين حيث أن أيام قليلة وتبدأ الدورة الـ14 من مهرجان دبي السينمائي أحد أهم المهرجانات الفنية في الشرق الأوسط والذى ستنطلق فعالياته في الفترة من 6 وحتى 13 ديسمبر المقبل ليتم عرض أكثر من 140 فيلم خلال هذه الدورة، منها 50 فيلماً تعرض للمرة الأولى عالميا بأكثر من 38 لغة، تتوزع بين مسابقات "المهر الإماراتي"، و"المهر الخليجي"، و"المهر العربي الطويل والقصير".
وعلى هامش المؤتمر الصحفي للمهرجان أجرينا حوار مع رئيس مهرجان دبي السينمائي الأستاذ عبدالحميد جمعة ليكشف لنا عن التغيرات التي أحدثها مهرجان دبي السينمائي في منطقة الخليج والعالم العربي .
في البداية .. ما الذى تعلمه رئيس مهرجان دبي السينمائي بعد اقترابنا من الدورة الـ14 للمهرجان ؟
اختلف المهرجان كثيراً من الدورة الأولى وحتى الآن وحاولت على المستوى الشخصي التقرب أكثر للموضعات الفنية للمهرجان كما أنني تعلمت كثيرا من المدير الفني للمهرجان الأستاذ مسعود آمر الله، والفترة الماضية كان شغفي أكثر بالسينما ففي أحد المهرجانات التي عرضت مؤخرا شاهدت 14 فيلم سينمائي في ثلاث أيام فقط كما اننى بدأت أصبر أكثر على مهرجان دبي وهذا ما آتى بثماره الان فالانتقادات التي وجهت للمهرجان سواء من النقاد أو الصحافة بدأنا نتفادها الآن وأنه بالفعل مهرجان دبي يسير على استراتيجية واضحة منذ الدورة الاولى وحتى الان .
رغم اهتمامه بالسينما العالمية واستضافة عدد كبير من نجوم العالم إلا أن مهرجان دبي لم ينس السينما العربية في كل شىء بداية من الدورة الاولى وحتى الان ؟
أقولها مهرجان دبي السينمائي هو مهرجان عالمي بقلب عربي فالدورة الـ14 من المهرجان والتي ستنطلق بعد أيام ستشهد عرض 70 فيلم عربي من أصل 141 فيلم يعرضهم المهرجان أى ما نسبته 50% من الأفلامو ،لدينا في دورة هذا العام 13 فيلم إماراتي منها 5 أفلام روائية طويلة كما أنه لدينا 14 فيلما خليجيا قصيرا هذا العام .
مهرجان دبي منذ دورته الأولى وحتى الآن ساعد ما يقارب 300 فيلم عربي وهذه الأفلام منها ما عرض على شاشات مهرجان دبي ومنها ما لم يات نهائيا .. فنحن ندعم الفيلم من اجل السينما العربية وليس فقط من أجل العرض على منصاتنا خلال فترة المهرجان كما أننا لدينا شرط في المهرجان من أجل عرض الأفلام وهي أن يتم عرض هذه الأفلام في عرض عالمي من كان أو تورينتو .
لماذا يركز مهرجان دبي من خلال دعمه المادي بالتعاون مع بعض المؤسسات والشراكات مثل اي دبليو سي على السينما الإماراتية والخليجية فقط .. وهل تم إستبعاد السينما العربية من هذا الدعم ؟
بصراحة لدي أرق شديد وهو السينما الإماراتية والخليجية .. فالسينما العربية اعلم انها تحتاج لدعم مادي ولكنها كتاريخ سابقة عننا بأعوام كثيرة كما انها حصلت على جوائز كبيرة كما انها لديها مؤسسات في بلادها تقوم بدعم الفيلم وأنا شخصيا من مدرسة أن أى مهرجان في العالم إن لم يهتم بدعم سينما بلاده فلا قيمة أو أثر له فمهمتنا ليست تواجد نجوم على السجادة الحمراء ولكن دعم السينما الإماراتية من منطلق أكبر .
ونحن نرى ان السينما الإماراتية ممكن أن تقود إتجاه الإصلاح في الخليج مثلما قامت الكويت بذلك في المسرح والدراما في فترة السبعينيات
نحن عندنا هم السينما الاماراتية والسينما الخليجية نرى أن السينما الاماراتية لها خصوصية مختلفة لأن الامارتيين ممكن يقودوا الاتجاه في السينما في الخليج مثل ما قامت الكويت بقيادة الدراما والمسرح منذ السبعينيات .
ولو نظرت على بعض الأسماء الإماراتية والخليجية التي تعاونت مع مهرجان دبي ستجدها أسماء متميزة في السوق الآن مثل هيفاء المنصور وعلي مصطفى ونايلة الخاجة وعبدالله الكعبي .
هل تغيرت السينما الإماراتية قبل وبعد مهرجان دبي السينمائي ؟
السينما الاماراتية لم تكن معروفة قبل مهرجان دبي لأنك اذا كنت تريد الإنتشار والتوسع لا بد ان يكون لديك منصة قوية ونحن أوجدنا منصة اسمها مهرجان دبي السينمائي للأفلام الإماراتية ويجب أن لا ننسي ان إمارة دبي الان هي منصة للأعمال التجارية في العالم فلماذا لا نكون مركز للسينما العربية .
ماذا عن الشراكات بين مهرجان دبي وبعض المؤسسات الثقافية في الدولة من أجل دعم الفيلم الإماراتي ؟
نحن لدينا تعاون مباشر مع وزارة الداخلية وتقدم دعم 100 ألف دولار لأحد أفلام مهرجان دبي كما ان لدينا علاقة كبيرة مع twofour54 إيمج نيشن أبوظبي وهم يدعمون أفلام خليجية على مدار العام وكل عام يأتينا ما يقارب 120 سيناريو من اجل الدعم ونحن لا نستطيع مساعدة اكثر من 15 فيلم في العام وانا أطالب بصندوق إماراتي من أجل دعم السينما الإماراتية خاصة انا لدينا ثروات قومية وعقول بشرية متميزة مثل المدير الفني للمهرجان مسعود آمر الله .
كل عام يشاع عن مهرجان دبي أنه يدفع مئات الآلاف من الدولارات من أجل إستقدام النجوم على سجادته الحمراء . هل بالفعل يتم دفع مبالغ ضخمة للنجوم من أجل تواجدهم في المهرجان ؟
مهرجان دبي السينمائي لا يدفع أى أموال لحضور مهرجانه نهائيا وكل ما يقال عن ذلك غير صحيح وهذا هو أصعب قرار تم اتخاذه من إدارة المهرجانات لكن اغلب مهرجانات العالم تدفع ما بين 15 ألف دولار وحتى 750 ألف دولار من أجل نجوم عالميين يسييروا على سجادته الحمراء ، ولو نظرت خلال 13 عاما هي عمر دورات المهرجان أن معظم الأسماء التي آتت الى مهرجان دبي السينمائي هي ليست أسماء صغيرة عالميا بل أسماء كبيرة للغاية ورغم ذلك لم ياخذوا أى شىء .
وإدارة مهرجان دبي السينمائي إما أن تدفع أموالا ضخمة لإستقدام نجوم على السجادة الحمراء وليس لهم أفلام ويأتون هؤلاء من أجل تادية الواجب فقط وتحدث خلافات عديدة حول شروط التعاقد والتصوير وإما أن تاتى بنجوم يأتون من اجل القيمة الفنية للمهرجان وبالفعل معظم من استضافه دبي السينمائي جاءوا من أجل دعم الشباب ومهرجان دبي وحبه للسينما .
كما ان هناك نقطة مهمة للغاية حول حضور نجوم العالم لمهرجان دبي وهو أن معظم الأفلام التي تعرض في مهرجان دبي معظمها يكون ذاهب لجوائز كبرى خاصة أن شهر ديسمبر هو شهر الاختيارات وهذه الأفلام تعمل أيضا في سوق أهم من الشرق الأوسط فالسوق الصيني الآن يدفع ما يقارب 28 مليار دولار سنويا من أجل السينماو الان تغيرت الأمور فشركات الإنتاج تحث نجومها على الذهاب إلى أسواق جديدة .. فانا لدي خيار إما ان أقوم بإحضار فيلم متميز للغاية ولكن لا استطع تحصيل نجومه أو أقوم بإحضار فيلم أقل وياتى معظم نجومه.
معظم الإيرادات السينمائية في الإمارات تذهب فقط للأفلام الأمريكية .. هل من الممكن أن تحصد السينما العربية في الإمارات بعد 5 سنوات ربع هذه الأموال ؟
هذه المشكلة ليست فقط مشكلة الأفلام العربية بل هي مشكلة أى فيلم لا يتحدث اللغة الإنجليزية ولا يخرج من استديوهات هوليوود فالعالم الآن مكتسح بافلام أمريكية حتى الأفلام الفرنسية لا تحقق النجاح مقابل السينما الامريكية ونتمنى أن السنوات القادمة تشهد نجاحات للسينما العربية .
ماذا عن الشراكات التي عقدتها إدارة مهرجان دبي السينمائي مع بعض مؤسسات السينما في هوليوود وبريطانيا ؟
لدينا الآن ثلاث شراكات مهمة للغاية أولهما التعاون مع أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة "الأوسكار"، فالآن الفيلم القصير الذى يفوز بجائزة دبي يتم ترشيحه للأوسكار مباشرة كما أننا هذا العام أعطينا مساحة للفليم الإماراتي الذي سيفوز في مهرجان دبي سيذهب أيضا للأوسكار .
أما الشراكة الثانية فهي التعاون مع رابطة هوليوود للصحافة الأجحنبية والتي تمنج جوائز الجولدن جلوب فنحن لاحظنا ان تواجد الأفلام العربية في الجولدن جلوب ضعيف للغاية فالـ80 عضو في الجائزة لا يشاهدون أفلاما عربية فنحن قمنا بأخذ فيلمين من العالم العربي برفقة صناعهم ونقوم بدعوة محكمين الجولدن جلوب في صالة سينما من اجل مشاهدة الفيلمين فمعظم هؤلاء المحكمين لديهم أفكار مشوشة عن مناطق الشرق الأوسط فهي بالنسبة لهم مناطق خطرة وليست منطقة إبداعية .
اما الشراكة الثالثة فهي مع الأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون "البافتا" ونقوم فيها باخذ أفلام عربية ونعرضها للجمهور الإنجليزي .
أسس مهرجان دبي في عام 2007 Dubai Film Market سوق دبي السينمائي .. فما هي النجاحات التي حققها السوق حتى الان لمهرجان دبي ؟
سوق دبي السينمائي هو مطبخ مهرجان دبي السينمائي وهى الماكينة التي لا تهدأ والتي تجعلنا عام بعد عام في وضع أفضل وهي التي تأتى بصناع السينما من جميع أنحاء العالم لمهرجان دبي السينمائي فمن الممكن دعوة النجوم من أجل الاستجمام فقط ولكن حينما تربط صناع السينما بشغلهم واستثماراتهم يأتى الى المهرجان عام بعد عام ونحن نجحنا حتي في جمع منتجي السينما العالمية في هوليوود ببعضهم البعض في سوق دبي السينمائي .
وسأعطيك مثال واحد قمنا بتكريم الموسيقار العالمي من أصل لبناني غبريال يارد الحائز على أوسكار أفضل موسيقى تصويرية لعام 1997 عن فيلمه " المريض الإنجليزي" وفي نفس الوقت وجهنا الدعوة لرئيس مهرجان كان بيار لسكور وتم التعارف بين الاثنين في مهرجان دبي السينمائي وتم اختيار غبريال يارد ليكون في لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي .