سيدة الأعمال سيناء الحميضي لـ "هي": الكويت حاضرة ومضيئة في كلّ تفصيلة من "دار حمد"
سيناء الحميضي سيدة أعمال كويتية شغوفة بالكويت وأهلها وتاريخها العريق ومذاقها التقليدي الأصيل. تملك بالشراكة مع أخواتها وشقيقها مشروع "دار حمد". يهتم "دار حمد" الذي كان في الأصل منزلا قديما وعريقا بتقديم أطباق كويتية تقليدية بأسلوب عصري وأجواء تعبق بجمال الماضي. أصبح "دار حمد" خلال فترة قصيرة علامة بارزة في الكويت ووجهة أولى للزوار من الخليج العربي، وكذلك الوفود الرسمية من خارج البلاد كان آخرها وفد من متحف اللوفر الفرنسي. سيناء الحميضي شخصية جذابة واجتماعية بالمعنى الحقيقي للكلمة، حيث تعشق الناس من مختلف الجنسيات وتبادر دائما بالتواصل مع من حولها. تخصصت سيناء بدراستها الجامعية في قسم المحاسبة، إلا أنها تفرغت بعد الزواج لرعاية عائلتها الصغيرة وبناتها الثلاث، حيث تزوجت اثنتان منهما خلال العام الماضي، أما الثالثة فتدرس حاليا المرحلة الجامعية في بوسطن. ويبدو أن "دار حمد" هو بمنزلة الطفل الرابع لـ سيناء الحميضي .. تابعوا معنا هذا اللقاء الشائق معها حول هذا المشروع عبر صفحات "هي".
دبي ـ "لمى الشثري" Lama AlShethry
ما تاريخ مبنى "دار حمد"؟ ومن أين أتت فكرة تحويله إلى هذا المشروع؟
موقع "دار حمد" الحاليّ كان منزل جدي المرحوم خالد عبداللطيف الحمد، الذي بُني في بداية الستينيات. بعد وفاة جدي وجدتي، رحمهما الله، بقيَ المنزل فارغا لفترة طويلة، إلى أن جاءتنا فكرة تطوير المنزل إلى مجمّع مطاعم في بداية 2010م. لكننا خلال مرحلة تطوير فكرة المجمّع، لاحظنا أنه لا يوجد في الكويت مطعم يقدم المطبخ الكويتي بطريقة عصرية وحديثة، فقررنا مع شركة إم إم سي الغذائية والأخ مشاري الروضان أن نتجاوز فكرة مجمّع المطاعم، ونعمل على إنشاء مطعم "دار حمد". وكان توجّهنا الأولي نحو ترميم المنزل كي يناسب عمل المطعم، ولكن بسبب قِدم المبنى لم نتمكن من ذلك، فهدمنا المنزل القديم، وأنشأنا مبنى جديدا يحافظ على روح المكان ويلائم ضرورات العصر. احتفظنا ببعض القطع من المنزل القديم، مثل أرضيات الرخام والدرابزين من السلم القديم.
ما الصعوبات التي واجهتموها خلال مرحلة تأسيس "دار حمد"؟
الحمد لله لم نواجه صعوبات كبرى، فقد تيسرت أمور "دار حمد" بشكل كبير منذ البداية. لكننا حتما واجهنا ارتباك البدايات، الذي يواجه كل مشروع جديد. من المعادلات التي احتاجت جهودنا، مزج فكرة مطعم كويتي تقليدي مع روح العصر وتحدياته. ينطبق ذلك على التفاصيل المعماريّة المستوحاة من التراث الكويتي الأصيل، إضافة إلى ديكورات المكان، وعلى ما نقدمه من أطباق تقليدية، بلمسة عصرية تضيف بُعدا جديدا للمطبخ الكويتي.
بصمة الأيادي الكويتية موجودة في "دار حمد" بدءا من تاريخ المبنى إلى التصميم الداخلي وصولا إلى الشيف والإدارة .. حدثينا عن هذا الأمر؟
الكويت حاضرة ومضيئة في كلّ تفصيلة من "دار حمد"، فهي النواة التي قام عليها المشروع. كي ننشئ مطعما كويتيّا بكل تفاصيله، اعتمدنا على العناصر الكويتية في جميع مراحل إنشاء "دار حمد". فالمكان كان منزل جدي المرحوم خالد عبداللطيف الحمد، والشركة التي استعنا بها في الاستشارات كويتية، والمهندس المعماري جاسم السداح هو الذي صمم المبنى الجديد والديكورات، والشيف الكويتية صديقة إسماعيل هي المشرفة على مطبخنا. نعتزّ بمساهمة كل كويتي في "دار حمد"، كما نعتز بكل من أسهم ويسهم في مشروع "دار حمد" سواء من الدول العربية الشقيقة أو الدول الآسيوية. بعضهم يعتبر الكويت بلده. وهذا ما يقوم عليه مطعمنا، فهو مكان كويتي جامع لجميع من يحبّه، كما هي الكويت.
برأيك ما مدى أهمية المحافظة على التراث الكويتي؟ وكيف تروجون للاهتمام به في ظل هيمنة أسلوب الحياة العصري؟
التراث الكويتي تراث حيّ، وليس فلكلورا منسيا. فالطعام الذي يقدّمه "دار حمد" هو نفسه الذي يطهى في معظم البيوت الكويتية. يهمنا تقديم هذا الطعام كما لو أنه يُطهى في بيت كويتي. الأطباق التي يقدّم فيها مثلا طبع عليها أقوال وألغاز من التراث الكويتي القديم. اللوحات الفنية المعروضة للبيع في "دار حمد" هي لفنانين من الكويت. كما أن المطعم يستضيف بشكل شهري فنانين وكتابا وشعراء كويتيين، كما نستضيف الجمعيات الخيرية لإقامة لقاءاتهم واحتفالاتهم في "دار حمد" من دون مقابل كمساهمة منا في خدمة المجتمع الذي منحنا الكثير. نسعى في "دار حمد" لنكون ملتقى ثقافيا كويتيا، كما أننا مطعم بمذاق بيت وأجواء عائلية.
حقق "دار حمد" نجاحا كبيرا في مدة لا تتجاوز سنتين .. ما طموحاتكم المستقبلية له؟
بعد النجاح الذي حققناه ولله الحمد، نطمح إلى توسيع نشاطنا في الخليج العربي. أما بالنسبة لصندوق "دار حمد" للحلويات الكويتية، فنطمح إلى أن نفتتح فروعا له في الكويت وفي الخليج أيضا، إضافة إلى طلبيات الحلويات للأفراح والمناسبات في الخليج. نسعى للتوسع بدراسة وتأنٍّ، للحفاظ على مستوى مطعمنا وكل ما يتفرع منه، ونتمنى من الله التوفيق.
هل ترون إمكانية أن يكون مشروع "دار حمد" وجهة للوفود الأجنبية من الخارج سواء الرسمية أو السائحة؟
رؤيتنا الأساسية وما نتمناه لـ "دار حمد"، أن يصبح وجهة لأهل الكويت والمقيمين هنا، والزائرين من كل مكان. نسعد ونسعى إلى أن يكون "دار حمد" من الوجهات التي يتردّد عليها المواطن الكويتيّ بشكل دائم، والتي يضعها زائر الكويت في قائمة زياراته، كمعلم من معالم البلد وثقافته. لله الحمد، تأتينا كثير من الوفود الرسمية للحكومة الكويتية والسفارات الأجنبية وضيوف كبرى الشركات. لتشابه المطابخ الخليجيّة، يشعر الزائر الخليجي بالألفة في "دار حمد". كما هي فرصة لإخواننا العرب ولضيوفنا الأجانب، للتعرف إلى المطبخ الكويتي وأشهر أطباقه. في العالم الذي أصبح قرية صغيرة، انتشر المطبخ الصيني والياباني والكوري واللبناني وسواهم، وأصبح الناس لا يترددون كما في الماضي في تجريب أطباق جديدة، والتعرف إلى مذاقات أخرى. ولذلك لا بد من أن يكون للمطبخ الكويتي حضوره، وأن تتاح للراغبين فرصة في التعرف إليه وتذوقه.
كيف تجددين طاقتك لإدارة مشروع بهذا الحجم؟
أود بداية أن أشيد بفريق العمل لدى "دار حمد"، حيث يجد الشخص الراحة في العمل. بالنسبة لي شخصيا تتجدد طاقتي يوميا بمباشرة ضيوف "دار حمد"، والتعرف إليهم والترحيب بهم. أود أن أضيف أيضا أن "دار حمد" ولد على يد المهندس جاسم السدّاح، وكذلك مشاري الروضان، وشقيقي أحمد الحميضي؛ وأثني بشكل خاص على مجهوداتهم فيه. لا أتولى إدارة "دار حمد" بشكل كامل، حيث يشرف على هذه المهمة أليكس بيتاس؛ ولكني أتواجد في "دار حمد" بشكل منتظم ومستمر، حيث أحرص خلال وجودي على الوقوف على طاولات الضيوف والترحيب بهم بشكل عفوي وحقيقي مع الاستماع باهتمام إلى آرائهم. أؤمن بأن هذا الأمر يعزز الإحساس المنزلي الدافئ في "دار حمد"، حيث أسمع كثيرا من الضيوف الذي كانوا على معرفة بوالدتي، رحمها الله، بأنهم يشعرون بوجودها في المكان.
يعرف عن أهل الكويت أنهم متذوقون للطعام من الدرجة الأولى .. كيف تتعاملون مع الانتقادات التي قد تواجهونها؟
نستقبل كلّ الآراء والملاحظات والتصويبات، ونتقبّل الانتقادات البناءة برحابة صدر ورغبة في التطور والتقدم. نشجّع زائرينا على إبداء آرائهم وملاحظاتهم، سواء في المطعم نفسه أو عبر موقعنا الإلكتروني، وحسابنا الرسميّ في الإنستغرام، وصفحتنا الرسميّة في فيسبوك. نأخذ آراء الآخرين بجدية، ونعمل على تطوير أنفسنا بشكل دائم، على الرغم من صعوبة إرضاء جميع الأذواق. ولقد فزنا في شهر يناير الماضي بجائزة الكويت في الامتياز في خدمة العملاء والعلاقات العامة، وهذا خير دليل على حرصنا الصادق على أن يكون المشروع مطعم زائريه كما هو مطعمنا.
ما نصيحتك للشباب المقبلين على تأسيس أعمال في مجال الضيافة والطعام؟
بداية يجب أن يكون صاحب المشروع يحب هذا النوع من العمل وخدمة الزبائن ومباشرتهم. كذلك يجب المحافظة على جودة الطعام وتقديم أفضل ما لديهم من الطعام كما لو أنهم يقدمونه لضيوف منازلهم الخاصة.
ما هواياتك في أوقات الفراغ؟
السفر واكتشاف حضارات دول العالم وأطباقها، كما أحب أن أمارس رياضة المشي وارتياد المسارح ودور الأوبرا وصالات السينما.
بنظرك ما أجمل شيء في الكويت؟
أحلى ما في الكويت أهلها الطيبون وتواصلهم وخفة دمهم.