مدربة تنمية الذات السعودية ليلى المعينا لـ"هي": يمكننا تحقيق السعادة في أبسط الأمور
حوار: زينة عبد الجليل
تصوير: هيثم علي
اختارت ليلى المعينا مساعدة الناس، نظرا لما تتمتع به من خبرة عالية في التعامل مع الآخرين، وحبها لتقديم يد العون لهم في التطوير من ذاتهم، وتحقيق أهدافهم في الحياة، ليلى المعينا مدربة الحياة السعودية التي تتمتع بطاقة إيجابية تستشعرها فور التعرف إليها، والتي تختبئ خلف ابتسامتها الدافئة. "هي " كانت في لقاء حدثتنا ليلى من خلاله عن سبب دخولها مجال التنمية البشرية، و أبرز المشكلات التي تعاني منها المرأة اليوم.
تم التصوير في فندق بارك حياة دبي عرفينا بداية عن نفسك. وما سبب دخولك إلى مجال التنمية البشرية؟
اسمي ليلى المعينا، مدربة وخبيرة تنمية ذات، بدأت مشروعي من خلال شركتي التي تحمل اسم "ليلى المعينا للتدريب" منذ عام ونصف العام، كما عملت قبلها ولمدة 14 عاما في مجال الإعلام، وتدرجت في وظائف قيادية متعددة، لكني وصلت إلى مرحلة لم أعد أرغب في الاستمرار في العمل التقليدي، ومن خلال سفري إلى نيويورك كل عام قررت دراسة التنمية البشرية في معهد التميز المهني في التدريب (IPEC) في مدينة نيويورك، وهو معهد معتمد من قبل اتحاد مدربي الحياة الدولي، لذا تشجعت على دخول مجال التنمية البشرية ومحاولتي لتقديم المساعدة للآخرين وتولي زمام أمورهم بأنفسهم وتخطي الصعوبات الحياتية.
هل يمكن أن نعتبر اليوم مدرب التنمية البشرية بديلا عن الطبيب النفسي؟
بالتأكيد لا، يوجد فرق شاسع بين الطبيب النفسي وبين مدرب التنمية البشرية، الأول يعتمد على تشخيص الحالة أو المرض إن وُجد، كما يعمل على تحليل الماضي لربط الأحداث مع بعضها لاستكشاف الحالة، بينما يساعد مدرب التنمية البشرية الأشخاص على تجاوز بعض المشكلات التي يعانون منها مثل الأزمات العاطفية، وتحقيق الأهداف والوصول إليها، وزيادة الثقة بالنفس، وغيرها من الأمور الحياتية.
برأيك لماذا ازداد الإقبال على مدربي الحياة اليوم؟
قد تكون ضغوط الحياة بمختلف أنواعها قد شكلت نوعا من العجز عن التفكير أو تحقيق الأهداف في الحياة، وهو ما يدفع الكثير من الناس إلى اللجوء إلى اختصاصيي التنمية البشرية لمساعدتهم على فهم بعض المواقف، والوصول إلى حل مُرضٍ، ولتحقيق أهدافهم في هذه الحياة. من خلال خبرتك في هذا المجال، ما أبرز المشكلات التي تعاني منها المرأة اليوم، وتسعى للحصول على المساعدة من خلالك؟ تعاني المرأة اليوم من ثلاث مشكلات رئيسة الأولى هي: الأزمات العاطفية، حيث تعاني كثيرات من المشكلات العاطفية، والشعور بالتعرض للخداع من الطرف الآخر، أو عدم مقدرتها على الموازنة بين العقل والقلب، أما في المرتبة الثانية فتحل مشكلة عدم تحقيق التوازن في الحياة بشكل عام، أو الخوف من المستقبل أو بيئة العمل، لذلك أسعى معهن لتحقيق التوازن لحياة خالية من التوتر، أما المشكلة الثالثة، فتكمن في عدم تحقيق الذات للوصول إلى أهدافها في الحياة.
كثرت في الآونة الأخيرة "العلاقات السامة"، حدثينا عن علامات هذه العلاقة وكيف نستطيع التخلص منها بطرق لا تؤذي الطرفين.
العلاقة السامة هي علاقة غير صحية مع أي شخص قريب سواء كان زوجا أو زوجة، أو أحد أفراد الأسرة أو حتى زميلا في العمل. ومن أهم مؤشرات هذه العلاقة انعدام الأمن، والإساءة، واستخدام السيطرة والأنانية والخيانة، وعدم الثقة، والغيرة. ومع مرور الوقت تؤدي العلاقة السامة إلى انهيار الروابط، وانعدام السعادة، الأمر الذي يؤدي إلى الاكتئاب، كما أكد الباحثون أن هذا النوع من العلاقات قد يعرض لمشكلات في القلب، وذلك بسبب التوتر المستمر.
إذن كيف يمكننا الخروج من هذا النوع من العلاقات؟
توجد بعض العلاقات التي من المستحيل الخروج منها، خصوصا إن كان هؤلاء الأشخاص مقربون إلينا، سواء في المنزل أو العمل، لكن ما يمكن فعله هو الابتعاد المؤقت عن هؤلاء الأشخاص، والاستعاضة بأشخاص يبثون في أرواحنا الطاقة الإيجابية، أما إن كان في مكان العمل، فيمكن الابتعاد عن هؤلاء الأشخاص قدر المستطاع، وتجنب الاحتكاك بهم، أما النصيحة التي أحب أن أوجهها بشكل دائم فهي التعامل مع الآخرين بحب واحترام ورحمة.
ما أهم السبل لتحقيق الذات في سن متأخرة؟
نصل أحيانا إلى نقطة في حياتنا تجعلنا نتساءل: ما أهدافنا وأحلامنا وإمكانياتنا واتجاهنا العام في الحياة؟ إن تحقيق الذات وإعطاء معنى لحياتك هو الأساس لعلاقتنا مع الآخرين، لكن يبقى السؤال الأهم هو البحث في ذاتنا عن الأشياء التي نحبها، ومن هذا المنطلق يمكننا أن نحدد ما نريد أن نكون عليه، حتى لو كان هذا الأمر في نظرنا أو نظر الآخرين غير مهم، ومن خلاله يمكن البدء ببناء الهدف، وتحقيقه مع مرور الوقت.
اليوم ازدادت ضغوط الحياة. كيف نستطيع تحقيق التوازن في حياتنا، والمحافظة على طاقتنا الإيجابية؟
الأمر مرهون بنا نحن، حيث نستطيع تغيير حياتنا للأفضل، وعدم الاستسلام للحزن أو أي موقف مؤذٍ، فأنا أؤمن بمقولة "العقل أولا" لأنه المسؤول عن مسار حياتنا، والتحكم في طريقة تفكيرنا، فإذا استسلم العقل للتفكير بأمور سلبية فستسير حياتنا على هذا النحو، أما إذا فكرنا بعقلانية فسنجد أن عجلة الحياة ستسير بشكل سلس من دون أي تعقيدات، وكذلك إذا خططنا لجعل السعادة أسلوب حياة وليست مجرد كلمة نرددها متمنين حصولها.
ما النصائح التي تقدمينها لقارئات "هي" لدى اختيار شريك الحياة؟
قبل اختيار شريك الحياة والشعور بالراحة تجاه الطرف الآخر، ضعي قائمة بالأشياء التي تحبينها في هذه الحياة أو في الطرف الآخر، كالمغامرة أو السفر والصدق والتي تعتبرينها مهمة بالنسبة إليكِ، وفي حال شعورك بعدم توافر هذه القيم أو الصفات في الطرف الآخر فلا تقدمي على الارتباط به فقط لإرضاء المجتمع أو عائلتك، اختاري شخصا يشبه قيمك ويساعدك على تحقيق أهدافك في هذه الحياة.
ما النصائح التي تقدمينها لقارئات "هي" لزيادة ثقتهن بأنفسهن؟
أن تكوني ذات شخصيَّة متميِّزة وناجحة يعتمد على الثقة بنفسك ومدى تقديرك لذاتك، فأولا يجب أن تكوني على معرفة بقدراتك وأهدافك، وثانيا وعيك بأهميتك وقيمتك في الحياة، وكلما كانت الثقة بالنفس منخفضة قلَّ تقدير الذات، والعكس صحيح.
تقبل المرأة السعودية اليوم على مرحلة مهمة، ما النصيحة التي تُسدينها إليهن في المجال العملي؟
قد تعاني بعض السيدات السعوديات اليوم الخوف من الدخول في سوق العمل بجميع أنواعه، لكن أود أن أطمئنهن أن هذا الشعور طبيعي جدا، لكن أنصحهن بالقراءة والاطلاع قدر المستطاع التي من شأنها زيادة الثقة بالنفس.
إلى جانب شغفك بعملك، ما الهوايات الأخرى التي تمارسينها؟
أعشق القراءة كثيرا، والبحث والكتابة، وأمر قد يستغربه البعض حبي للآخرين والذي باعتقادي جعلني أدخل مجال التنمية البشرية، أعشق السفر لكن ليس للأماكن الاعتيادية، وإنما الأماكن التي لا يعتاد الناس زيارتها، مثل فيتنام وإفريقيا، وأنغمس في عاداتهم اليومية، وتعلم السعادة من أبسط الأمور التي يزاولونها يوميا، فلذة الحياة لا تكمن في ارتداء الغالي والمعروف، بل بالأمور البسيطة التي قد لا نتوقع أن تكون أحد مصادر سعادتنا.