المنتج محمد حفظي: ميزانية "القاهرة السينمائي الدولي" تعادل "رُبع" ميزانية مهرجان الجونة
جمع محمد حفظي بين الإنتاج وكتابة السيناريو، حتى أصبحت لديه نظرة في المشروعات التي تعرض عليه لتقديمها على شاشة السينما والتليفزيون، وهو ما يجعله يقدم أعمالا تتناسب مع ذوقه الشخصي، وقد يعتبرها البعض مغامرة منه، لكونها تنتمي لقائمة المشروعات الفنية غير التجارية، والتي قد لا تحقق أرقاما كبيرة في شباك التذاكر، ويقدم فيها فنانين ليسوا من نجوم الصف الأول..."هي" التقت بمحمد حفظي، على هامش مهرجان الجونة السينمائي، الذي يشارك فيه بفيلمه "يوم الدين" في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وحكى لنا عن تجربته معه، وكذلك عن خطته للدورة المقبلة من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وعن كيفية اختياره للنصوص التي يشرف على إنتاجها فإلى تفاصيل الحوار:
كيف جاءت مشاركتك في انتاج فيلم "يوم الدين"؟
قابلت دينا المنتجة في مهرجان كان العام قبل الماضي، وكانت لدي خلفية عن العمل، ورغبوا في ان استكمل مراحل لما بعد الانتاج، وأحببت هذه المهمة رغم صعوبتها، لرغبتي في أن أكون جزء منه، والحمدلله لاقى إعجاب من شاهدوه، حتى أنه شارك في مهرجان كان، وتم اختياره ليمثل مصر في مسابقة أفضل فيلم أجنبي بالأوسكار.
اختياراتك للأعمال التي التي تنتجها أو تشارك في انتاجها تتسم بالمغامرة.. ألا يقلقك هذا الأمر؟
أود توضيح شيء معين أنني لا أبحث عن الموضوع الذي لا يبحث عنه الناس، إنما يهمني التناول والسيناريو، فقد تعلمت من عضويتي للجان تحكيم متعددة، ألا أحكم على الموضوع، لكن على كيفية تناوله، ولغة السينما، واتقان المخرج لكل أدواته، وهذا ما شعرت بوجوده في فيلم "يوم الدين"، فتحمست لتقديمه، واعتبر نفسي محظوظا بدخولي في هذا المشروع، بل انني كنت اتمنى دخول هذه المغامرة من بدايتها.
وهل اختياراتك هذه مرتبطة بذوقك الشخصي؟
بنسبة كبيرة نعم، لأنها النوعية التي أفضلها، وتصادف أنها من النوع غير السائد، وإن حصل ودخل الجمهور "يوم الدين" وحصد إيرادات في شباك التذاكر فان ذلك سيسعدني بالطبع، لانني لا أرغب في إنتاج أفلام لا يتم مشاهدتها، والإيرادات جزء من نجاح الأفلام، وسبق وقدمت أعمال منها "هيبتا: المحاضرة الأخيرة"، "سمير وشهير وبهير"، "بنات العم"، و"لامؤاخذة"، الجمهور يشعر بالتعب المبذول في الأفلام ويقدر ذلك بمتابعته في السينمات.
ولكن الأعمال التي ذكرتها ربما جاءت إيراداتها بسبب اعتمادها على نجوم؟
أبطالها في هذا الوقت لم يكونوا نجوم، مثلا بسمة لم تكن نجمة حينما تصدرت فيلم "زي النهارده"، عموما كل فيلم وله حساباته وتوقعاته وميزانيته، "يوم الدين" وضعه يختلف عن وضع فيلم لأحمد السقا او أحمد حلمي، كذلك الطريقة الانتاجية تختلف.
ولماذا لا يقبل الجمهور على هذه النوعية من الأفلام؟
هذه ظاهرة في العالم كله؛ الأفلام التي تنجح في المهرجانات معظمها جمهورها محدود أو متخصص، لأن الجمهور يفضل الأعمال التقليدية جدا في المواضيع وطريقة الحكي، والتي نسميها أفلام تجارية، وهذا الوضع ليس موجود فقط في مصر، انما في العالم كله؛ الناس اعتادوا على هذا المستوى السينمائي، وهذا سيستغرق وقتا في تغييره، واسم المخرج يفرق أيضا.
إلى أي مدى يفرق اسم المخرج في مشاركة الفيلم بالمهرجانات؟
بدرجة كبيرة طبعا، مثلا مهرجان كان دائما ما يهتم بحجز أماكن للمخرجين الكبار بأفلامهم، وان كان مؤخرا بدا يعطي مساحة لتجارب المخرجين الشباب الذين يستحقون بالطبع، والدليل عرض "يوم الدين" للمخرج أبو بكر شوقي، حتى لا تصبح السيطرة للمخرجين الكبار فقط.
وما تقييمك لمهرجان "الجونة" في دورته الثانية؟
لم أتمكن من متابعة كل الفعاليات التي يقيمها المهرجان لإصدر حكما حولها، لكن يبدو أن فريق المهرجان يكتسب خبرة ويثبت أقدامه، ويتضح أن هناك توازنا في اختيار مجموعة من أفضل الأفلام في دورة هذا العام.
وهل هذا الاختيار يصعب المنافسة بين "الجونة" و مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي تترأس دورته القادمة؟
هناك تنافس وسباق بين المهرجانين على الأفلام، فهم اخذوا أفلاما كنا نرغب في عرضها، ونحن حصلنا على أفلام حاولوا الفوز بعرضها في المهرجان، وهذه حالة حلوة ومطلوبة فالجميع يبذل مجهود لتقديم برنامج مميز.
وهل تغضبك المقارنة بين المهرجانين؟
لا تغضبني لكنها صعبة؛ فكل مهرجان منهم له طبيعة خاصة؛ "الجونة" يشبه مدينته، وأجواءه حميمية وأصغر من حيث عدد الأفلام المعروضة فيه، والتي تصل إلى 80 فيلم، في حين "القاهرة" يعرض هذا العام نحو 160 فيلم، اي الضعف، ونتساوى في عدد الضيوف الاجانب، ويصل عددهم إلى نحو 300 ضيف، هذا الى جانب ان القاهرة هو مهرجان البلد وله تاريخه وسط المهرجانات الدولية، وصفة الدولية ميزة تنافسية، لكن التصنيف الدولي لا يعني شئ إذا لم تتم الاستفادة منه في تقديم وجبة سينمائية وفعاليات مميزة، وهذا ما نعمل عليه في دورة هذا العام، كما أنا أطلقنا منصة جديدة لصناعة السينما تضاف إلى الورش.
وهل أنجزت تحضيرات الدورة الجديدة؟
أنجزت حوالي 90% من تحضير برنامج الافلام، واستقبلنا 105 مشروع سنختار منها 15 فقط لملتقى القاهرة السينمائي، قطعنا "شوط" جيد، ونحاول ايجاد دعم من القطاع الخاص وراعي حتى نحقق طموحاتنا لأن ميزانية وزارة الثقافة لا تكفي لتقديم المهرجان بالشكل الذي تخيلناه، فهي لا تتعدى ربع ميزانية الجونة أو ثلثها.
وأين ستقام الفعاليات هذا العام؟
الأوبرا هي مقر المهرجان هذه السنة، وهناك عروض خارجها، في سينمات وسط البلد، ونحاول تصليح الشاشات بسبب شكوى بعض صناع الأفلام منها قبل ذلك، ولأن المسألة مكلفة فإننا نضعها في أولوياتنا.
وما جديدك؟
فيلم "رأس السنة" من تاليفي وانتاجي، ونبدأ تصويره خلال هذه الأيام في الغردقة، وسعيد بفريق عمله الذي يضم النجوم اياد نصار وشيرين رشا واحمد مالك وانجي المقدم، ومن اخراج محمد صقر، وهو مخرج شاب موهوب.