كريم قاسم: ارتجلت 75 % من مشاهدي في "ليل خارجي"..وعمرو عابد "ضربني بجد"

أثار فيلم "ليل خارجي" في عرضه ضمن فعاليات مهرحان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ40، إعجاب عدد كبير من الحضور الذين أشادوا بأداء أبطاله وقصة الفيلم الذي يلعب بطولته مجموعة من النجوم المصريين وهم كريم قاسم ومنى هلا وعمرو عابد وبسمة وأحمد مالك وعدد من ضيوف الشرف.

الفيلم الذي تدور أحداثه حول ثلاثة أشخاص هم مو وتوتو ومصطفى والذين يلتقون في ظروف غير متوقعة وتتقاطع حيواتهم معًا، ويدخلون مغامرة لم تكن في الحسبان؛ حرصت "هي" على معرفة كواليس تصويره وظروف صناعته، خصوصًا أنه كان قائمًا على الجهود الذاتية لبعض من المشاركين فيه، فالتقينا بالفنان كريم قاسم الذي كشف تفاصيل التحضير لدوره وعلاقته بزملائه.

فريق عمل "ليل خارجي" بعد عرض الفيلم بمهرجان القاهرة

في البداية حدثنا عن السبب الذي جذبك لأداء شخصية "مو" في فيلم "ليل خارجي"؟

الفيلم مصنوع بشكل إنساني جدًا في التعامل مع الشخصيات، بدون الحكم عليها، فكل الشخصيات في الأحداث تتحول، وكل منهم له أكثر من جانب، وجميعهم يمرون بتجربة ورحلة تغيرهم للنقيض، وكل هذا صنع المؤلف والمخرج بذكاء وحنكة، وما أكد ذلك هي ردود أفعال الجمهور الذي شاهد الفيلم في مهرجان تورنتو، حيث قالوا لنا وقتها إننا نشعر أننا اخترقنا المجتمع المصري الذي لا نراه إلا في الأخبار فقط، حيث رأوا طبقات مختلفة وعاشوا الصراع بينها وتفاعلوا على المستوى الإنساني مع تلك الشخصيات وهو ما أسعدنا كلنا، فكون فيلمًا مصريًا استطاع التواصل مع كل هذه الثقافات بشكل إنساني فهذا في حد ذاته إنجاز.

الفنان كريم قاسم

قلت في الندوة التي تلت عرض الفيلم إن المخرج سمح لكم بالارتجال.. فلأي مدى ارتجلت في دورك؟

ارتجلت في شخصية "مو" التي قدمتها بنسبة 75 %؟

هل الارتجال يمثل عبء بالنسبة لك؟

بالتأكيد، لكن الارتجال الذي قمنا به ارتجال "مؤمّن"، أي أننا نفهم الشخصية جيدًا ونعرف بماذا تشعر في الوقت الحالي، وماذا تريد من الشخصية التي أمامها ومن المشهد ككل الذي قرأنا تفاصيله كثيرًا، كما أن المخرج أحمد عبد الله قال لنا ارتجلوا ولا تهتموا بترتيب بعض المعلومات على سبيل المثال، فهو يطلب منا مشاعر أو معلومات معينة ويترك لنا حرية التعبير عنها، لكننا لا نلقي إفيه أو نقول أي شيء، وهذا ما أقصده بـ"الارتجال المؤمّن".

أبطال فيلم ليل خارجي

وهل هذا الارتجال يمحي بذلك دور المؤلف شريف الألفي؟

لا، هذ لا يعتبر إلغاء لدور المؤلف، لأنه ارتجال خاص بالحوار وليس بالقصة، فنحن ملتزمون بالقصة 100 %، كما أن الكوميديا التي ظهرت بالفيلم كلها تخرج من طباع وصفات الشخصية نفسها التي يقوم كل منا بتجسيدها وحسب بيئته الاجتماعية، فمثلًا شخصيتي "مو" في أحد المشاهد كانت تريد رد الإهانة لكن بطريقته، وهو ما جعل الضحك مختلفًا.

قدمت ثنائي جيد مع الفنان شريف دسوقي الذي جسد شخصية السائق والذي يعتبر الفيلم أول أعماله السينمائية.. حدثنا عن العلاقة بينكما في الواقع؟

منذ أن قابلت شريف للمرة الأولى وقمنا بأول بروفة، أحببته كثيرًا، رغم أني في البداية اقترحت على أحمد عبد الله ترشيح أحد الأسماء المعروفة لأداء هذا الدور، لكن بعدما قابلته لم أرَ غيره في شخصية "مصطفى" وحدثت بيننا علاقة صداقة بشكل سريع جدًا، كما أننا كنا نساعد بعضنا البعض في أشياء كثيرة، خاصًة أن الفيلم تم تصويره في 21 يومًا متفرقة على مدار 8 أشهر، وهذا كان تحدي كبير لنا، فكنا نحاول أن نلتقي كثيرًا ونحضر جيدًا قبل التصوير.
كريم قاسم وشريف دسوقي  

الفنان عمرو عابد صديقك ظهر معك في أحد مشاهد الفيلم مؤديًا شخصية "بذرة".. كيف تقيّم أداؤه؟

عمرو عابد فاجئني، ولم أكن أعلم كيف سيقدم الشخصية، أو ماذا سيفعل في المشهد الذي جمعني به، لكني فوجئت به يرتجل، ويتحول تمامًا عند بدء التصوير كما أنه ضربني في أحد المشاهد بشكل حقيقي لدرجة أنني قمت في اليوم التالي وأنا أعاني من تورم في جسدي.. وبالرغم من أننا كنا نلعب سويًا "بلاي ستيشن" قبل تصوير المشهد بأسبوع، فأنا لم أكن أعلم أنه سيهين الشخصية بهذه الطريقة، كما أنني لم أتوقع ما سيفعله.

عمرو عابد في مشهد من فيلم "ليل خارجي"

قيل إن الفيلم كان من المفترض أن يكون توزيع المنتج محمد حفظي لكنه تراجع بعدما علم أن الفيلم سيشارك في مهرجان القاهرة، مما سيجعل البعض يتهمه بمجاملة "ليل خارجي".. ما تعليقك؟

أي مهرجان دولي محترم يحتكم في النهاية للجنة تحكيم مكونة من أعضاء وممثلين من كل مكان وهم من لهم القرار النهائي، ومن يقول إن محمد حفظي سيجامل "ليل خارجي" فهو بذلك يظلم الفيلم.

ما ردك على مقارنة "ليل خارجي" بفيلم "ليلة ساخنة" للراحل نور الشريف؟

شخصيات كل فيلم مختلفة عن الأخرى والفيلم الذي يعبر عن رحلة شخصيات معينة موجود في كل العالم، لكن في النهاية هذا فيلم مختلف عن "ليلة ساخنة" ويعبر عن عصر مختلف، وأنا كنت أريد أن يعبر فيلمنا عن شخصيات حقيقية موجودة في 2018، كما أنني أعتقد أن المقارنة لا يمكن أن تضره.

مشهد من فيلم "ليل خارجي"