مديرة مبادرة لغتي الإماراتية بدرية آل علي لـ"هي": نغرس حب اللغة العربية في قلوب وعقول الأطفال
دبي :سينتيا قطار Cynthia Kattar
تصوير: هيثم علي Haitham Ali
بعد تخرجها في جامعة الشارقة كلية الإعلام، عملت الإماراتية بدرية آل علي في نادي سيدات الشارقة في القسم الإعلامي، لتكون بداية مسيرتها المهنية في حقل العمل، والتي من خلالها اكتسبت الكثير من الخبرات في وقت قصير، حيث ترأست عددا من اللجان التطوعية وفي مجالات مختلفة رياضية، خيرية، مسرحية. ومن خلال وجودها حصلت على عدد من الشهادات التقديرية في مجال التطوير الإداري، لتتبوّأ بعد عشر سنوات منصب رئيسة قسم الاتصال المؤسسي. في عام 2016 ، اختيرت لتكون مديرة مبادرة لغتي التي تهدف إلى غرس حب اللغة العربية. في هذا اللقاء تكشف لنا بدرية عن أبرز أهداف ونشاطات مبادرة لغتي، إضافة إلى أبرز التحديات التي تواجهها اللغة العربية في عصر التكنولوجيا.
في عام 2016 عُيِّنت مديرة لمبادرة "لغتي". أخبرينا أكثر عن أبرز أهداف هذه المبادرة المميزة؟
انطلقت مبادرة "لغتي " بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، استنادا إلى إيمان سموه بأهمية إيجاد منظومة تعليمية متطورة تؤهل الأطفال لمواكبة العصر وتقنياته المختلفة، وتكرس اعتزازهم بهويتهم ولغتهم العربية. وتسعى المبادرة منذ انطلاقها حتى اليوم لدعم كل ما من شأنه أن ينهض بالواقع الفكري والعلمي لدى أفراد المجتمع وتحديدا الأطفال، حيث نعمل على غرس حب اللغة العربية في قلوبهم وعقولهم، وتعريفهم بأهميتها، وما تحمله من مخزون ومعرفة بين طياتها، من خلال تهيئة البيئة الجاذبة والمحفزة للأطفال لكي يبدعوا في شتى المجالات، عن طريق مواكبة متغيرات العصر ودمج أحدث تقنيات التعليم لتكون بذلك من اللغات الرائدة في المعارف والتطورات الحديثة، إلى جانب تيسير العملية التعليمية للهيئة التدريسية.
في مقال أخير لك، سلّطت الضوء على أهمية الكتاب الرقمي في عصرنا الحالي ومدى انتشاره في العالم. كيف تواكب الإمارات العربية المتحدة المظاهر التكنولوجية المتطوّرة عموما والكتاب الرقمي خصوصا الذي وصل عدده العام الفائت إلى 162 مليون كتاب في العالم؟
دولة الإمارات من الدول السباقة في استقطاب التكنولوجيا والبحث عن كل جديد، حيث بدأنا نشهد المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات ومكتبات عامة، تدعم خياراتها المعرفية ومناهج تعليمها بأجهزة حاسوب متقدمة تمتاز باشتمالها على برامج قراءة تكنولوجية قادرة على تصفح الكتب الرقمية، والتي أثبت فيه مبادرة "لغتي" ومقرها إمارة الشارقة، حضورها الفاعل والمؤثر في أن تكون منطلقا جديدا يدعم التعليم باللغة العربية بوسائل ذكية للأجيال الجديدة من طلاب مدارس إمارة الشارقة، وأن نسهم في تأسيس مجتمع المعرفة ونكون شركاء في تطوير مخرجات التعليم في الدولة والإمارة، ويتجلى هذا الإنجاز في تنفيذ ثلاث مراحل من أصل تسع خصصناها للمبادرة وزّعنا خلال مرحلتها الأولى التي نفذت على مدار ثلاثة أعوام - 2013 2016 أجهزة لوحية على 5060 طالبا وطالبة في مرحلة رياض الأطفال، و 232 معلما ومعلمة.
وما أبرز الصعوبات التي تواجهونها في هذا الإطار؟
هناك بعض الصعوبات التي نواجهها، نتيجة عدم دراية جميع الكوادر التعليمية بالتكنولوجيا الحديثة، وعدم استخدام المبادرة بشكل منتظم لنتمكن من تحصيل النتائج، إضافة إلى الصيانة الدورية التي تحتاج إليها الأجهزة.
كيف تفسّرين تراجع اللغة العربية لدى الجيل الجديد؟ وما أبرز أسبابه؟
إن دولة الإمارات دولة عالمية منفتحة على العالم ويوجد بها الكثير من الجنسيات الأخرى. فالتركيبة السكانية أحد العوامل المهمة التي أثرت في تراجع اللغة العربية، بما فيها الأيدي العاملة الأجنبية في المنزل، وضعف التقنيات الجديدة والمواد التعليمية المتوفرة باللغة العربية،كما أن أغلب الأسر تفضل التعليم الخاص على الحكومي، ومن المعروف أن التعليم الخاص يعتمد بالأساس على اللغة الإنجليزية ونصاب قليل من اللغة العربية والتربية الإسلامية. وإلى جانب متطلبات سوق العمل، فإن أغلب التخصصات والمهن التي تدرس باللغة الإنجليزية، لأن لغة التخاطب اليومية والرسمية فيها هي الإنجليزية بحكم تعدد الجنسيات العاملة فيها، إضافة إلى تفضيل الجيل الجديد الأعمال والأفلام والبرامج الأجنبية على العربية.
ما الخطوات التي يجب أن يعتمدها الأهل والمدارس على حد سواء لتشجيع الأطفال على تعلّم اللغة العربية وإتقانها؟
الكل شريك في العملية التربوية، فيجب ترسيخ هذه الثقافة المجتمعية، التي تؤكد أهمية غرس حب اللغة العربية بين الأطفال، بكونها لغتنا الأم ولغة القرآن الكريم، وندعم ذلك من خلال إيجاد محتوى قيم وجاذب باللغة العربية سواء من خلال التطبيقات الذكية وطرح اللغة العربية بطريقة جديدة تفاعلية كما تستخدمه لغتي من خلال تطبيق " حروف"، أو من خلال إيجاد كتب قيمة وذات محتوى شائق وممتع للأطفال، فضلا عن أهمية استخدام اللغة العربية اثناء المحادثات في البيت ومع الأصدقاء.
ما أبرز نصيحة تلقّيتها على الصعيد الشخصي والمهني؟
من أهم النصائح التي تلقيتها، ودائما ما تبقى عالقة في ذهني هي التي تتعلق بأسرتي، وأن تبقى دائما أهم أولوياتي الحياتية، أما على الصعيد العملي فتلقيت الكثير من النصائح من المقربين ومن أصحاب الخبرة، وتحديدا في بدايتي العملية، وأهمها ضرورة التغيير المهني لكونه أحد أهم أسرار النجاح الوظيفي والحفاظ على الأداء الوظيفي العالي.
ما مشاريعك المستقبلية؟
أطمح إلى الانخراط في مشاريع تنموية وتعليمية جديدة، من شأنها أن تثري الإمارة. كما أطمح إلى زيادة المعرفة والمخزون الثقافي، فهو السلاح الوحيد الذي سيبقى لي حتى بعد التقاعد الوظيفي.