رائدة الأعمال السعودية ليلى الدباغ لـ"هي": الإصرار هو مفتاح النجاح
رائدة الأعمال السعودية ليلى الدبّاغ شخصية تنبض بالحياة ومغامرة عاشقة للتجارب الجديدة بتشجيع من أسرتها. ولدت في مدينة الظهران التي أتمت فيها دراستها الثانوية، لتنطلق بعدها إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث تخصصت في علم الاجتماع، وساعدها ذلك في التعرف إلى سلوكيات الأفراد خلال انطلاقتها في عالم الأعمال. ومن بيروت إلى لندن، حيث درست ليلى الإعلام والاتصالات في جامعة .Goldsmiths, University of London ومن لندن إلى دبي، اليوم ليلى الدبّاغ هي شريك ومدير إبداعي في متجر ومطعم The Light House في حي دبي للتصميم. تعرفوا معنا إلى تجربتها في عالم الأعمال من خلال لقائنا الممتع معها على صفحات مجلة "هي".
دبي: "لمى الشثري" Lama AlShethry
تصوير: "غيث طنجو" Ghaith Tanjour
حدثينا بداية عن مفهوم متجر ومطعمThe Light House ، كيف كان تأسيسه؟ وما منبع اهتمامك بهذا المجال؟
اكتشفت في مرحلة ما من حياتي ومن خلال التجارب التي خضتها أنني عاشقة كبيرة للطعام! عملت في عالم العلاقات العامة في لندن لسنوات عدة، حيث كنت مسؤولة عن عملاء في مجال الضيافة والطعام، تضمنت مهمتي التعرف أكثر إلى الطهاة وإلى روائعمكونات الطعام. تطور لدي شغف كبير بهذا العالم الرائع، وتشجعت لأصبح مدونة طعام حرة. بعد ذلك ساقتني الأقدار نحو The Light House لأصبح شريكا ومديرا إبداعيا. دخلت إلى هذا المشروع صدفة قبل الافتتاح ولكن بعد مرحلة التأسيس، عرض علي زوج أختي ) مؤسس هذا المكان) فرصة الانضمام إلى The Light House، كنت حينها أمر بمرحلة تأملية في حياتي المهنية، أحاول أن أقرر فيها خطوتي التالية. أحب هذا المشروع كثيرا فهو مكان يحتضن عشاق التصميم بمختلف جوانبه والقراءة المنوعة ومحبي الطعام اللذيذ باستخدام منتجات طبيعية ذات جودة عالية.
منذ بداية انضمامك إلى هذا المشروع وافتتاحه قبل عامين، كيف تصفين تأثير التجربة فيك؟ قبل عامين، كيف تصفين تأثير التجربة فيك؟
تعلمت كثيرا خلال هذين العامين، ذلك لأن مهمتي ليست وظيفة بإطار واضح ومهام معينة. توليت الكثير من الأمور التي لم يكن لدي بها أي سابق تجربة، مثل التوظيف واستصدار الرخص الحكومية المطلوبة للمشروع. إن الخوض في هذه التحديات هو شعور رائع، لأنه أشبه بدورة تعليمية مكثفة لأقصى حد، لا يمكن للكثير من الأشخاص تعلم هذا القدر من الأمور خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز 3 سنوات. هذا إضافة طبعا إلى أن هذه التجربة جعلتني أتعرف إلى نفسي أكثر، أصبحت أدرك بشكل أكبر ما يثير توتري، والأمور التي تفرحني وتوقد شغفي.
ما الذي يجعلك سعيدة بالعمل في هذا المشروع بصفتك شريكا ومديرا إبداعيا؟
هناك ثلاثة أمور تسعدني، وتدخل إلى قلبي السرور من خلال عملي فيThe Light House . أولا، العنصر الاجتماعي، يزورنا العديد من الضيوف يوميا، تتملكني سعادة قصوى لدى مشاهدتهم وهم يعيشون التجربة التي خلقناها لهم سواء من حيث المنتجات المعروضة أو الطعام الذي نقدمه أو الأجواء التي يحتضنها المكان. إنه لأمر ممتع لأقصى حد، خاصة عندما يشاركونني آراءهم، ولذا أمضي معظم وقتي في المتجر والمطعم، وأنهي أعمالي على الكمبيوتر وأراقب العمل. ثانيا، أحب حقيقة أن الناس يأتون إلى The Light House ليمضوا وقتا ممتعا مع أنفسهم أو مع عائلاتهم أو مع أصدقائهم. من النادر أننشاهد ضيوفا تبدو عليهم علامات الاستياء. ثالثا، الطعام، لدينا طهاة رائعون، وبيننا انسجام رائع في العمل وحب كبير لما نقدمه. مما لا شك فيه أن الشيف "إيزو آنيIzu Ani ، وهو شريك أيضا في المطعم، غني عن، وهو شريك أيضا في المطعم، غني عن التعريف، وبصمته الأيقونية معروفة لدى عشاق المذاق الغني في مطاعم فاخرة مثل "لابيتيت ميزون" .La Petite Maison
كيف تصفين تجربة وجود مشروعكم في موقع مثل حي دبي للتصميم؟
حي دبي للتصميم موقع مميز للغاية. منذ إنشائه، يمتلك القائمون على هذا الحي مثل ميثاء السويدي، ومحمد الشحي، والدكتورة أمينة الرستماني رؤية ناجحة وثاقبة، حيث استطاعوا جذب مجموعة منوعة من المستأجرين. تفهموا الطبيعة الفريدة لمشروعنا الذي يضم متجرا ومكتبة ومطعما، ونحن ممتنون لكل الدعم الذي يقدمونه لنا. أسهم موقعنا في حي دبي للتصميم في وجود تنوع مثير للاهتمام في زوار المكان، نستضيف نسبة كبيرة من الإماراتيين والسعوديين، إضافة إلى الجنسيات الأخرى. كما يسعدنا الحضور المستمر لمصممين داخليين وفنانين ومصممي أزياء ومبدعين.
ما النصيحة التي يمكن أن تقدميها للشابات اللاتي يخضن مجالات جديدة في عالم الأعمال؟
أنصحهن بداية بالتروي، وتناول الأمور خطوة بخطوة. في مجال ريادة الأعمال، قد تكون البدايات لأعظم الأفكار فاشلة ومتعثرة، إلا أن الإصرار هو مفتاح النجاح. إضافة إلى ذلك، فإن الانفتاح على الآخرين أمر مهم للغاية، خاصة أولئك الملهمين والذين لديهم معرفة بالأمور التي يتطلبها المشروع، لا يفيدنا كثيرا احتواء أفكارنا بشكل متملك، وعدم مشاركتها مع الآخرين خوفا من سرقتها. ثالثا، وهو الأمر الأهم، لا تنسوا أن تستمتعوا بأوقاتكم أثناء العمل! قد يركز الكثيرون على أهمية تحقيق الأرباح والانتقال من نجاح إلى آخر، لدرجة أنهم ينسون السبب الرئيس الذي دفعهم لخوض المغامرة من الأساس .. إنه الشغف بالمشروع.
كيف أسهمت المحطات التي توقفت بها في صقل شخصيتك بداية من الظهران إلى بيروت، لندن، ومن ثم دبي؟
لكل مرحلة جوانبها الإيجابية والسلبية. ساعدتني دبي كثيرا، لأنها تتمتع بالأمان والاستقرار، ولكوني سعودية وأتحدث العربية أسهم ذلك في تأقلمي بشكل أكبر، فطبيعة الخليج العربي متقاربة، وهو ما يجعلني على معرفة بالثقافة الإماراتية. استطعت منذ انتقالي إلى دبي قبل ثماني سنوات أن أعمل، وأدخر بعض المال، إلى أن أخذت الخطوة الكبرى لأصبح شريكا ومديرا إبداعيا في مشروع فريد. تتميز دبي بأنها مدينة ترضي جميع الأذواق، وأمارس فيها أسلوب حياة يناسبني كثيرا. وعلى الرغم من أني تركت قلبي في لندن الرائعة، إلا أنه علي أن أعترف بأني لم أكن لأستطع أن أعيش في لندن مثلما أحيا الآن في دبي.
ما الوجهة التي عشقتها وينتابك حنين العودة إلى زيارتها؟
طوكيو! يتمتع الشعب الياباني بمفهوم فريد تجاه الحياة بمختلف جوانبها، لديهم حس مجتمعي عالٍ، كما أنهم يمضون وقتا للتفكير في الأمور التي يمكن صنعها لتسهيل الحياة. على الصعيد الآخر، أتمنى زيارة زنجبار، لأستلهم من شواطئها الساحرة وتجربة السفاري ومشاهدة الطبيعة.