ممنوع الاقتراب ومسموح بالتصوير..نصائح هوليوودية للنقابات العربية لحماية صناع الأعمال الفنية
لم تتوقف الدراما العربية عن التصوير واللهاث للحاق بمواعيد العرض اليومي في شهر رمضان، وكان الأمر مُدهشاً؛ فأزمة فيروس كورونا أوقفت كاميرات تصوير الدراما في العالم كله، وكانت التوقعات أن يحدث نفس الشىء في إستديوهات مصر والوطن العربي، وبعض النجوم دافعوا عن تمسكهم بإستمرار التصوير بدلاً من المطالبة بإجراءات تؤمن حياتهم، وقال البعض أنهم سيلتزمون بإجراءات التأمين الإحترازية اللازمة، ولكن الحقيقة كانت واضحة؛ فشركات الإنتاج لم تقدر على الإستغناء عن موسم درامي يدر عليهم الملايين، واستمر التصوير حتى الأيام الأخيرة من رمضان، بدون إجراءات سلامة واضحة، وتسابقت وحدات الإخراج في تصوير المزيد من المشاهد، وأظهرت لقطات الاحتفال الجماعية بنهاية التصوير أن الإجراءات الإحترازية كانت شكلية، وأن كل شىء كان يسير كما لو كانت الحياة اليومية آمنة، وكانت إصابة الفنانة "رجاء الجداوي" بالفيروس إشارة مؤسفة للدراما العربية، لا حصانة لأحد والوقاية ليست ترفاً، والعمل يجب أن يكون في ظل بروتوكولات صارمة تضمن أمان الجميع من يعمل في مجال الدراما.
الدراما العربية والحذر الغائب
نتمنى للفنانة "رجاء الجداوي" وكل مُصاب بكورونا تمام الشفاء، ونتمنى أن تعمل الدراما العربية بحذر أكبر، وربما على صُناع المسلسلات العربية متابعة جدل العودة للتصوير في هوليوود وأوروبا باهتمام؛ فالاستديوهات متوقفة منذ شهور، ونزيف الخسائر المالية ضخم للغاية، وقد توقفت دور السينما والمسارح وأماكن الترفيه في كل العالم، ورغم ذلك تدرس هوليوود وأماكن أخرى في العالم العودة لتصوير الأعمال الفنية، وعودة فتح دور السينما، مع مُقترحات الأخذ بإجراءات احترازية مشددة؛ لضمان أمان جميع العاملين أمام وخلف الكاميرات؛ ومن هذه المقترحات الكشف اليومي على كل العاملين في مواقع التصوير بأجهزة قياس درجات الحرارة، ونفس الشىء مع الجمهور الذي سيرتاد المسارح ودور السينما خلال الشهور القادمة، ومرافقة طاقم طبي مُدرب لفرق التصوير، ومراقبة ومتابعة إلتزام الجميع بإجراءات الحماية الشخصية أمام وخلف الكاميرات، وهى إجراءات صعبة ومُكلفة، لكنها قد تحد من إحتمالات الإصابة.
بروتوكول صارم ملزم لشركات الإنتاج
الأفكار التى يتم مناقشتها حول توحيد بروتوكول تصوير الدراما حول العالم يتناول كثير من التفاصيل؛ منها منع جميع مشاهد التقبيل والتلامس الجسدي، ويشمل المنع العناق والقبلات بين الآباء وأبنائهم أو أقاربهم، وسيتم تصوير مشاهد التجمعات مثل غرف الدراسة المُغلقة، وكذلك مشاهد التجمعات داخل السجون، والحفلات الجماعية بحرص شديد، وهناك أفكار للتحايل على ذلك المنع من خلال تصوير مشاهد الممثلين بشكل مُنفصل، وإعادة تركيبها من خلال تقنيات الجرافيك، وعلى مستوى العمل داخل موقع التصوير يُنصح بالتعقيم المستمر لأى أدوات داخل المواقع، وعزل الممثلين والحرص على عدم اختلاطهم بالآخرين أثناء فترة التحضير للتصوير، ويُمنع استضافة أى فرد خارج الطاقم لمتابعة أو مشاهدة التصوير، و يُمنع تجمع أفراد طاقم التصوير لتناول الوجبات فى أوقات راحة التصوير، وستكون الوجبات في عبوات للاستعمال مرة واحدة، كما يدعو البروتوكول الممثلين إلى ارتداء ملابسهم بدون مُساعدين بقدر الإمكان، وتقليل أوقات القيام بتسريح الشعر والماكياج واستخدام ألواح بلاستيكية شفافة تفصل بين كراسي الأشخاص في غرف الماكياج المشتركة، وتحاول النقابات الفنية والاستديوهات الأمريكية والبريطانية الإتفاق على أفضل الإجراءات الإحترازية قبل وأثناء التصوير، والتشديد على إجراء اختبار كورونا لكل أفراد العمل قبل بداية التصوير، وستظل قائمة الممنوعات حتى ظهور اللقاح الواقي من فيروس كورونا، وانتشاره بشكل عام، وسيكون هذا البروتوكول مُلزماً لشركات الإنتاج والعاملين داخل الصناعة، وليس مجرد اجتهادات شخصية.
عودة الكاميرات للدوران
داخل استديوهات التصوير في هوليوود تدور خطط أو آمال العودة لتصوير الأفلام والمسلسلات خلال شهرى يوليو وأغسطس القادمين، وهناك بعض البروتوكلات التي يحاول الجميع الاتفاق عليها من أجل أمان الجميع، ومنها مثلاً تحديد تجمعات فرق التصوير، وأن يكون التعامل مع المؤلفين والمنتجين والمشرفين الذين يمكن الاستغناء عن حضورهم الشخصي من خلال تقنية الإتصال عبر الفيديو، والحرص على التباعد بين الأشخاص بمسافات آمنة بقدر الإمكان، وتأجيل الأعمال التي تتطلب أعداد كبيرة من الكومبارس أو أطقم التصوير، وهذا يعنى أن الأفلام الملحمية ضخمة الإنتاج ستتأثر خلال المرحلة القادمة، وقدمت هيئة الفيلم البريطاني دليل إرشادات مُفصل ووافي "يمكن قراءته من هنا" مكون من 44 صفحة تشمل التفاصيل التي تساعد الاستديوهات على العودة للعمل بمواصفات آمنة إلى حد كبير.
الوجهة آيسلندا وكوريا الجنوبية
لم تتوقف "نتفليكس" عن خطط التصوير، وتوجهت إلى أقل دول العالم تأثراً بفيروس الكورونا، وأكثرهما صلاحية لتصوير بعض أعمالها المُجدولة على قائمة التصوير، وهما آيسلندا وكوريا الجنوبية، وبدأت جمهورية التشيك في فتح أراضيها لفرق التصوير الأجنبية للعمل على أراضيها مع استثناء الممثلين من شرط ارتداء الكمامات أثناء التصوير، والكشف الإجباري كل 14 يوم على أى فرد في فريق العمل للتأكد من خلوه من الإصابة، وأعلنت سلوفاكيا أن أراضيها مفتوحة للتصوير مع إجراءات احترازية لكل فرق التصوير المحلية والأجنبية، وفي نيوزلندا استمر المخرج "جيمس كاميرون" في تصوير سلسلة أفلام Avatar "أفاتار"، وعزل نفسه تطوعاً بعد نهاية التصوير، وبدأت إسبانيا السماح بإستئناف التصوير، وستبدأ أعمال شهيرة مثل La casa de papel التصوير قريباً، واشترطت بريطانيا العزل أسبوعين على أى فريق تصوير أجنبي يصل إليها قبل السماح لأفراده بالعمل على أراضيها، وهناك إجراءات أخرى تتعلق بطيران وتنقل فرق التصوير بأمان.
هل يُمكن أن تضع النقابات الفنية وشركات الإنتاج المصرية والعربية بروتوكولات للعمل داخل مواقع التصوير؟ وهل نقتدي بالاستديوهات العالمية في فرض الكشف المُسبق على الممثلين وفريق العمل؟ وهل يُفرض الكشف اليومي على درجة حرارة أفراد فريق العمل؟ وهل تُمنع زيارات الاستديوهات، والوجبات الجماعية، وحتفالات نهاية التصوير العبثية؟ أسئلة مطروحة على الجميع، ونتمنى أن يتبنى أهل المهنة من العُقلاء مهمة وضع بروتوكول مُلزم لشركات الإنتاج وعدم الإعتماد على الإجتهادات الشخصية والفهلوة؟!