فيلم Hubie Halloween..هالوين "آدم ساندلر" يأتي مُبكراً !
احتفالات الهالوين جزء من ثقافة شعبية غربية تمزج بين الرُعب والمرح، وهو مزحة فولكلورية هدفها تذكر الأموات والترحم عليهم، ولكنها تأخذ شكلاً فنياً لطيفاً يُحولها إلى مهرجان للأزياء الغريبة والماكياج المخيف، ويُحاول كل شخص الإجتهاد ليبدو مثل شبح أو زومبي أو مسخ مخيف، وتعكس السينما الأمريكية طقوس هذا اليوم في أفلامها التي تتواكب مع يوم الهالوين الذي يحتفل به العالم في 31 أكتوبر، و شبكة "نتفليكس" تعرض فيلم Hubie Halloween "هوبي هالوين" قبل أسابيع من موعد الهالوين الفعلي، ويقوم "آدم ساندلر" ببطولة الفيلم بمُشاركة عدد من ضيوف الشرف مثل "كيفن جيمس" و"ستيف بوسمي" و"شاكيل أونيل" و"راى ليوتا".
أحمق المدينة
من أشهر الشخصيات التي تُقابلنا في الأفلام الكوميدية شخصية البطل الساذج، الذي يثير المشاكل ويسخر منه الجميع، هو المتشرد كما قدمه "شارلي شابلن"، والأحمق مثل "جيري لويس"، و"العبيط" كما يتصرف "إسماعيل ياسين" في أفلامه، وهذا المتشرد الأحمق ينتصر على الجميع في النهاية، وينجح غالباً في إنقاذ من حوله من كارثة محققة، وتُحبه بطلة الفيلم الحسناء، وهذه المفردات الدرامية غير المنطقية تُمثل جزء من تعاطف المُشاهد مع الحالة الكوميدية لشخصية البطل الكوميديان، ومُكافأة درامية للشخصية التي أضحكت المُشاهدين؛ ولأننا في النهاية نُشاهد عمل كوميدي، ولن يكون منطقياً أن تكون نهايته حزينة.
من السهل على المشاهد التعاطف مع "هوبي" في فيلم "آدم ساندلر"؛ فهو شخص خجول وغريب الأطوار، يعيش في مدينة "سالم" الصغيرة، وهى مدينة لديها اهتمام فولكلوري قديم بالهالوين، والأحداث تدور في فترة احتفالات الهالوين، وتمتزج خطوط الدراما بالفيلم بين علاقة "هوبي" بأمه وجيرانه ومواطني المدينة، وبين إختفاء شخصيات وإشاعات وجود مذؤوب خلف هذه الحوادث، و"هوبي" شخص مرتبط للغاية بالنظام وتقاليد المدينة، ولهذا هو مصدر إزعاج للجيران والشرطة والمجتمع، ويطارده الصبية الصغار كلما ظهر في مكان ما، ويقذفونه بكل ما تطاله أيديهم من زجاجات فارغة وأحجار وأى شىء أخر، وبدلاً من محاولة إصلاح علاقاته الإجتماعية السيئة مع الجميع، يقوم بتحويل تُرمس القهوة الخاص به إلى أداة خارقة تصد مقذوفات الصبية، وهو يستخدم التُرمس العجيب في استعمالات أخرى غريبة ومُضحكة.
مُراقب الهالوين
قدم "آدم ساندلر" فيلم Uncut Gems في العام الماضي، وهو كوميديا سوداء من إخراج الأخوين "صفدي"، وهو عن تاجر ألماس يعاني الديون والمشاكل، ويدخل في مغامرات بحثاً عن المال، وقدم "ساندلر" في الفيلم أداء مُتميز عبر عن شخص مهووس بالسعى للثراء السريع، وحصل الفيلم على التقدير النقدي وجوائز التمثيل، وبدا أنه يُقدم نقلة نوعية في مسيرته الفنية، وخلال لقاء تليفزيوني هدد مازحاً بأنه سيعود لتقديم الأفلام السخيفة لو لم يُرشح للأوسكار، وهو لم يُرشح بالفعل، ودوره في "هوبي هالوين" يؤكد أنه لم يكن يمزح، وأنه نفذ تهديده بالفعل.
"ساندلر" يعود لمساره القديم في تقديم كوميديا تعتمد على الهزل وبعض ثيمات الرعب الخفيفة، والأداء الصارخ والصوت المصطنع المُزعج، ويعتمد الفيلم على قصة متواضعة درامياً تدور في أجواء الهالوين، وقد شارك "آدم ساندلر" في كتابتها مع "تيم هيرليهي"، وأخرج الفيلم "ستيفن بريل"، الذي أخرج وشارك في كتابة بعض أفلام "آدم ساندلر" الأولى مثل Little Nicky وMr. Deeds، والفيلم يحمل ملامح كوميديا "ساندلر" المعروفة، أو يُمكن أن نقول أنه إعادة تدوير لأداءه وشخصيات أفلامه السابقة.
الفيلم لا يُقدم جديداً كعمل كوميدي، وعلى مستوى المضمون يُحاول التعامل مع حالة "هوبي" كشخص مُعتل إجتماعياً يعاني من التنمر، وهو شخص مهووس بمهمته الأولى، وهى مراقبة "الهالوين"، والتأكد من عدم ارتكاب أى شخص أي خطأ يُفسد روتين الاحتفال، ولهذا يتعرض لكل أنواع المقالب والتخويف ممن حوله، ويضحك الآخرون ويستمتعون بتدبير المقلب وراء المقلب له.
المتنمرون و"هوبي"
رغم هشاشة "هوبي" نفسياً إلا أنه لا يتوقف ولا يمل عن أداء واجبه نحو المجتمع، وهو يؤمن في قرارة نفسه بأنه مثل بطل خارق يُدافع عن الناس مهما بلغت درجة إيذائهم له، وهو يرى الشر المُتربص بهم، وهم لا يروه، وسواء كان مصدر الشر جار مذؤوب أو قاتل مُتسلسل مجهول فإن "هوبي" مُستعد دائماً لمواجهته بالترمس متعدد الوظائف.
"هوبي هالوين" عمل كوميدي لطيف بشكل عام، ولكن أداء "ساندلر" الخشن لم يمنح الشخصية القدر الكافي من الدفء الإنساني، فالشخصية باردة ولا تُظهر أى نوع من المشاعر، وكل عواطفه جامدة، سواء تجاه الأشخاص الذي يقوم بحمايتهم من الأخطار، وحتى المرأة التى أحبها منذ كانا طفلين في المدرسة، وهى بالمقابل تدافع عنه دائماً أمام المتنمرين، وتمنحه كل الفرص للاعتراف بمشاعره، لكنه يتجمد أمامها دوماً، ويُرجىء الفيلم كل مشاعر الحب والغضب والتسامح والندم حتى الدقائق الأخيرة من نهاية الفيلم كأى عمل كوميدي نمطي.