مهرجان فينيسيا يحتفي بالمرأة وحكايات العائلة.. ترشيحات مشاهدة أبرز أفلام الدورة 79
تبدأ وقائع الدورة رقم 79 لمهرجان فينيسيا يوم 31 أغسطس الجاري، وتستمر حتى 10 سبتمبر القادم، وقد حاول منظمو المهرجان الحصول على أهم وأجمل أفلام العام ليضموها لقوائم عروض المسابقة، ورغم التنوع الكبير في موضوعات الأفلام المُشاركة في مهرجان فينيسيا لكن واحد من أبرز ملامح الدورة هو الاحتفاء بالمرأة؛ بداية من تصميم بوستر الدورة الذي يصور لبؤة برأس إمرأة تنطلق إلى أعلى، أو من خلال الحفاوة بإنجازات المرأة في السينما متمثلاً في تكريم الممثلة الفرنسية "كاترين دي نيف" عن مجمل أعمالها، أو حصول الممثلة الأمريكية "جوليان مور" على مقعد رئاسة لجنة تحكيم أفلام المسابقة الرسمية، وعرض أفلام عن شخصيات نسائية شديدة الخصوصية؛ مثل (الشقراء) Blonde الذي يتناول سيرة أيقونة هوليوود "مارلين مونرو"، وهناك العديد من الأفلام المُبشرة الأخرى عن المرأة والعائلة والحياة، ننتقي بعضها من قائمة الأفلام التي تُنافس في المسابقة الدولية الرسمية في سطور المقال القادمة.
نتفليكس تفتتح المهرجان!
فيلم (ضوضاء بيضاء) White Noise هو فيلم إفتتاح المهرجان، وهو أحدث إنتاجات شبكة نتفليكس، التي تشارك بقوة في المهرجان بعدد من الأعمال منها فيلمى (شقراء) Blonde، و(باردو) Bardo، ومسلسل الجريمة الدنماركي القصير (كاوبوي كوبنهاجن) Copenhagen Cowboy، وبعيداً عن خلافات نتفليكس العميقة مع بعض المهرجانات؛ مثل مهرجان كان، نجد مهرجان فينيسيا يمنح المنصة العملاقة الفرصة للتواجد المتميز داخل واحد من أهم مهرجانات السينما في العالم، وينافس على جوائز المسابقة الرسمية بأعمال قد تكون من أهم الأعمال التي ستترشح لجوائز الأوسكار القادم.
يقدم فيلم (الشقراء) من اخراج "أندرو دومينيك" دراما عن "مارلين مونرو"، ويُسلط أضواء على مناطق رمادية من حياتها الخاصة، وهو مأخوذ عن رواية للكاتبة "جويس كارول أوتس"، وهى رواية لا تُصنف كسيرة ذاتية؛ ولهذا لا نستطيع التعامل مع الفيلم على أنه سرد مُخلص تماماً لحياة "مارلين مونرو" كما نعرفها، والأرجح أنه سيكون سرداً يمزج بين بعض وقائع حياة نجمة هوليوود الشهيرة، وبعض الحكايات الشخصية من كواليس حياتها الخاصة، مع بعض التصرف والخيال.
تجسد "كيت بلانشيت" أحد الأدوار الصعبة والمُعقدة، من خلال فيلم (تار) TÁR، تأليف واخراج "تود فيلد"، ويتناول شخصية "ليديا تار"، وهى مؤلفة موسيقية شديدة الموهبة وأول من قاد أوركسترا سيمفوني ألماني، وتدور الأحداث قبل أيام من تسجيل سيمفونيتها التي ستغير حياتها بصورة جذرية.
حكايات قاتمة عن العائلة!
مخرج الفيلم الفائز بالأوسكار قبل عامين (قصة زواج) Marriage Story "نواه بومباتش" يقدم فيلم الإفتتاح "ضوضاء بيضاء"، وتُشارك في بطولته زوجته المخرجة وكاتبة السيناريو "جريتا جرويج"، والفيلم كوميديا سوداء يقوم فيها "آدم درايفر" بدور أستاذ جامعي، ويشارك زوجته هاجس القلق من الموت، ويسرد العمل الحياة اليومية للزوجين وأبنائهم والمجتمع المحيط بهم، ونظرتهما القاتمة لمصير العائلة أثناء مواجهة كارثة بيئية أصابت بلدتهم. يُنتظر أن تعرض نتفليكس الفيلم في وقت لاحق لم يتحدد بعد خلال الخريف القادم.
تأخذ أزمة الأب في فيلم المخرج "دارين أرونوفسكي" The Whale(الحوت) منحنى مختلف وأقل فلسفة من )ضوضاء بيضاء(، وإن كان يشترك معه في القتامة والأجواء النفسية المرهقة، ويجسد الممثل "براندون فريزر" في الفيلم دور مدرس لغة إنجليزية منطوي ويُعاني من السمنة المُفرطة، وهو يحاول التواصل مع إبنته المراهقة التي إنفصل عنها مبكراً منذ كانت طفلة صغيرة، وهذا التواصل هو الشعرة الأخيرة التي يتمسك بها لإنقاذه من الإكتئاب الذي سيطر عليه، وتقوم بدور الإبنة الممثلة "سادي سينك"، التي تُجسد شخصية "ماكس" في المسلسل الخيالي Stranger Things (أشياء غريبة).
أباء وأمهات وأباء!
في فيلم (الإبنة الخالدة) The Eternal Daughter للمخرجة "جوانا هوج" نتابع حكاية مخرجة في منتصف العمر تصحب والدتها المسنة إلى فندق قديم وغامض في الريف الإنجليزي، وكان المكان يوماً منزل تعيش فيه الأم، وتكشف الحبكة كثير من الأسرار التي تتعلق بماضي الأم وحياتها المبكرة داخل جدران المكان، وأيضاً أسرار المكان الذي يبدو كمنزل أشباح مرعب في فيلم رعب كلاسيكي.
علاقة من نوع أخر بين أب وإبنه، يصورها فيلم The Son (الإبن)، وهو استكمال لمشروع المخرج " فلوريان زيلر" والذي بدأه بفيلم (الأب) بطولة أنطوني هوبكنز" و"أوليفيا كولمان"، وفيلم (الإبن) من بطولة "هيو جاكمان"، ويصور حياته الهادئة المستقرة بصحبة زوجته وإبنهما، ويتبدل هذا الهدوء والأستقرار، ويتحول إلى صخب حينما تحضر زوجته السابقة مع إبنهما المراهق المضطرب.
فيلم L’immensita لا يختلف كثيراً عن الأفلام السابقة التي تتناول العائلة وتحتفي بالعلاقات بين أفراد الأسرة، وهو من اخراج "ايمانويل كيرياليس"، وتجسد فيه "بينلوبي كروز" دور كلارا، وهى زوجة ترغب وزوجها في الإنفصال، ولكن شدة حبهما لأبنائهما تمنعهما من تنفيذ قرارهما، وتدور أحداث الفيلم في أجواء سبعينيات القرن الماضي، وفي الفيلم الياباني "حب الحياة" Love life اخراج "فوجي فوكادا" تصوير لحياة زوجة سعيدة في حياتها تفاجىء بعودة والد إبنها المفقود منذ سنوات طويلة، بعد أن أصبح مُشرداً هزيلاً ويعاني من الصمم، وتقرر أن تقوم برعايته.
الصور من الموقع الرسمي لمهرجان فينيسيا.