رؤية نقدية..Mission: Impossible Fallout.. دراما أكثر ومطاردات تحبس الأنفاس
توم كروز وأفلامه عادة ما يشبهون بعضهم البعض، أفلام الحركة التى تحمل اسم نجم الشباك تدور غالبًا فى فلك واحد مهما أختلف نوعها سواء كانت خيال علمى أو دراما أو كوميديا رومانسية، دائمًا ما يكون الفارس الوسيم المقاتل الشجاع الذى يخوض أخطر المواقف ويتفوق فى النهاية ويكشف المؤامرة الكبرى عليه، فى شباك التذاكر هو ايضًا فارس لم يفقد بريقه على مدار أكثر من 30 عام، تحقق أفلامه إيرادات تتناسب مع إنتاجها هو يملك القدرة على الإختيار والعمل فى المشروع حسب قدرته وتتنوع أفلامه حسب ضخامة الإنتاج ما بين المتوسط والمرتفع، عالم Mission Impossible السينمائى يضم 6 أفلام من بطولته آخرهم Fallout كعادته ينفذ كروز المشاهد الخطرة في الفيلم ومن ضمنها مشهد المطاردة بالدرجات النارية المفروض في معظم أفلامه، والقفز من وعلى المباني والطائرات لكن في الوقت ذاته لا يمكن وصف الفيلم بأنه فيلم حركة تقليدي في الحقيقة يبدو الفيلم قريب الشبه من بطلة لامع وجذاب لا يحمل الكثير من العنف وهذه المشاهد العنيفة لا كريهه ولا منفره.
الحفاظ على طابع تصنيف أفلام السلسلة العمرى ليكون مناسب لأكثر من 13 عام يفتح مساحة أكبر لفئات مختلفة من الجمهور وبالتأكيد يوسع من شعبية كروز خاصة أن أعماله الأخرى لا تحظى بنفس شعبية "مهمة مستحيلة" القادمة من أصل مسلسل تليفزيونى ظهر بنسختين الأولى فى ستينيات القرن الماضى والثانية فى ثمانينيات نفس القرن وفى عام 1996 بدء عرض سلسلة الأفلام من بطولة كروز، المعادلة التى حافظت عليها جميع النسخ الخاصة بعالم "مهمة مستحيلة" هى أن تصل لمعظم الفئات العمرية لتحقق نجاح وشهرة أكثر وفى الأساس تعتمد على الإبهار والتكنولوجيا المتوفرة لفريق المهمات المستحيلة والتى تمكنه من التغلب على صعبا المهمات المكلف بها، لذلك لم يكن للخطوط الدرامية أثر كبير وبدت الحلقات التليفزيونية وكأنها نسخ مكرره مهمة صعبة يتخطاها الفريق بمساعدة بعضهم البعض والتركيز كان على الشخصيات وتنوعها والإبهار فى التكنولوجيا القادم من الخيال وإمكانية جعله قابل للتصديق فى المسلسل دون مغالاة لكن سلسلة الأفلام تفوقت فى أنها منحت بشكل تدريجى مساحة أكبر للدراما وتفاعلات أعمق وأكثر تعقيدًا بين الشخصيات، ليس فقط على صعيد مشاعر الحب سواء الرومانسية أو مشاعر الصداقة لكن فيما يتعلق بأزمات الشخصيات الاخلاقية فعلى الرغم من كون هذا الفريق ظاهريا مكون من مجموعة من المرتزقة لكنهم محددى الولاء يواجههون مجموعات أخرى من المرتزقة تتصارع ازماتهم الإخلاقية منهم من يركز على المادة وآخرون يملكون اتجاهات فكرية هى التى تحركهم، الأجزاء الأخيرة تركز على النوعية الأخيرة ممثلين فى الاناركيين الراغبين فى تدمير العالم بشكله الحالى وغتاحه الفرصه لنظام جديد أن ينشأ وذلك عن طريق القيام بعمليات ارهابية على نطاق واسع من المفترض أن تتسبب فى كوارث لا يمكن إحتوائها، هذا التوجه والتحول ربما يتماشى أكثر من الوضع السياسى العالمى ويعبر عنه بشكل كبير.
التحول الكبير فى سلسلة الأفلام بدء مع تولى المخرج ج. ج. إبرامز مسئولية إخراج وكتابة وغنتاج الجزء الثالث منها واستمر كمهندس للسلسلة فى الأجزاء التالية من موقعه كمنتج، دخول إبرامز منح الحيوية للسلسلة وصنع لها طابع خاص أو تأسيس جديد يعتمد على ما سبق لكنه عصرى ولا يمكن إغفال أن جزء كبير من النجاح الخاص بالسلسلة يرجع لإبرامز، فأفلام أخرى لتوم كروز تدور فى نفس الفلك لكنها لم تكون على نفس القدر من النجاح ربما أبرزها الافلام التى تعتمد على أصل روائى يركز على شخصية جاك ريتشر التى قدم منها فيلمان حتى الآن، الدراما التى زادت جرعتها لم تؤثر بأى حال على السمة الرئيسية فى عالم "مهمة مستحيلة" ككل، التكنولوجيا المبهرة ودقة تنفيذ مشاهد الحركة والإثارة التى تصل لأعلى مستوياتها فى مشاهد المطاردات موجودة وبنفس القوة والتنفيذ الجيد فى الجزء السادس.
تحولت السلسلة لنرتبط أكثر بشخصيات ثابتة بدلا من التحولات السريعة فى كل فيلم على حدة واختفاء الكثير من الشخصيات الثرية دراميًا ويمكن استغلالها لو امتد وجودها لأكثر من فيلم، كشخصية آوين (فيليب سيمور هوفمان) من الجزء الثالث، تجمع الأناركيين الذى يحمل عنوان "المنظمة" هو محور آخر جزئين من السلسلة وشخصية سوليمن (شين هاريس) زعيم المنظمة الراغب فى إنشاء نظام عالمى جديد الأمر الذى يحدد شكل مختلف يميز الصراع ويمنحه عمق ومساحة لمناقشة أفكار أكثر ثراء مما يضيف للدراما فى السلسلة وبالطبع إلى جانب الشخصيات التى أصبحت ثابتة فى مغامرات العميل إيثان هانت (توم كروز)، لوثر (فين راميز)، بنجى (سايمون بيج)، إليسا (ربيكا فيرجنسون) التى ربما تحمل علاقة رومانسية بينها وبين هانت فى الافلام المقبلة، يحرص صناع السلسلة على ضم العديد من الوجوه الصاعدة الشهيرة فاستغلال جيرمى راينر من قبل يقابله فى هذا الجزء هنري كافيل صاحب شخصية سوبرمان وفينيسا كيربي صاحبة شخصية الأميرة مارجريت شقيقة ملكة بريطانيا إليزبيث الثانية من خلال مسلسل The Crown.