Mortal Engines في مواجهة Robin Hood..هل تتراجع أفلام المستقبل الكارثي؟
هناك الكثير من التفاصيل التى تجمع بين فيلمى Mortal Engines و Robin Hood فى أحدث نسخه، فكلاهما يعتمد على أصل ومرجعية سابقة وبريطانيا هى مكان أحداثهما، ويركز كلاً منها على بطل يدافع عن البشر ضد نمط حياة قمعي، الأول ينتمي بلا شك لأفلام الديستوبيا فهو سوداوي يرسم تفاصيل ما بعد كارثة مستقبلية تجمع بعدها البشر بشكل بدائي يعتمد على جمع المصادر المتبقية وسط صراعات دموية يأكل فيها الكبير الصغير، الغريب هو تحويل مسار الثانى وشكله ليكون هو الآخر منتمي لديستوبيا لكن فى الماضى أثناء الحروب الصليبية على الشرق فى تحول غير مفهوم لطبيعة روبن هود التى تدور فى عالم جاذب بطبيعته هو العصور الوسطى.
ما بين اختيار عالم ما بعد الكارثة فى الفيلمين فارق كبير، فالأول بطبيعته ينتمى لهذا العالم بحكم وجوده بنفس الصورة فى الرباعية الروائية للكاتب البريطانى فيليب ريفز والتى تصور لندن وقد تحولت بعد حرب طاحنه مستقبلية إلى مدينة متحركة عملاقة تعمل بالمحركات تبحث عن الموارد التى أصبحت شحيحة تلتهم فى طريقها المدن الصغيرة وتستعبد البشر الذين يحاولون الابتعاد عن هذه المدن العملاقة، هذه الحركة المستمرة جعلت من الاستقرار على الأرض استحالة فى القارة الأوروبية على عكس الشرق فى آسيا حيث تستقر العديد من الأعراق خلف حائط دفاعى يمنع المدن العملاقة من الهجوم والاختراق.
روبن هود فى نسخة 2018 يعتمد بشكل طفيف على الأسطورة المحلية الإنجليزية الشهيرة التى استلهمتها عشرات الروايات وصنع عنها افلام متعددة، لكنها المرة الأولى التى تحدث فيها هذه التغريبة والبعد المتعمد عن العالم المألوف لروبن، هذه النسخة التى اختار صناعها أن تكون هى الأخرى ديستوبيا لعالم تتحكم فيه السلطة الدينية مع السلطة السياسية فى البشر ومن خلالها ظهرت رؤية ساذجة للحروب الصليبية، فلكى يتحكم البابا فى موارد انجلترا واوروبا ويستولى على أموال الشعب يمول العرب ماديًا لتستمر حربهم ضد الصليبيين الذين يرسلهم البابا، وبالتالى تكون الحرب ذريعة لاستمرار الحصار والاستيلاء على الموارد، أجواء غريبة على قصة روبن البسيطة التى حُملت بأكثر مما تحتمل وبدون أى داعى جرها صناع الفيلم إلى شكل لا يناسبها فى خطأ فادح دفعوا ثمنه تحت دعوى التطوير بالضبط كما حدث فى فيلم The Three Musketeers عام 2011 مثله هناك مسحة من الحداثة تغلف الفيلم فى ملابس الشخصيات والديكور والأسلحة بالأضافة لإظهار ممارسات سياسية متطورة وأعمال شغب اقرب للمعاصرة جعلتها نسخة مكررة ومقلدة من أعمال متعددة جيدة الصنع بداية من 1984 وصولاً لـ Hunger Games.
بعيدًا عن تواضع الفيلمين فنيًا فى عناصر التمثيل والسيناريو، والفقر الواضح فى تنفيذ الخدع البصرية إلا أن Mortal Engines مسلى بشكل أو بأخر، مصنوع بشكل لا يختلف كثيرًأ عن أفلام الديستوبيا فى طبيعتها ليس متفوقًا لكنه مقبول، إلا أن اعادة إطلاق روبن هود وما يحمله من خطوط درامية مفتوحة تمهيدًا لوجود جزء ثانى تفاؤل مبالغ فيه لأمر مستبعد الحدوث بعد أن استطاع الفيلم أن يغطى فقط أقل من ثلث تكاليف إنتاجه من شباك التذاكر المحلى ولم يجلب إيرادات عالمية سوى 42 مليون دولار ليصبح المجموع أقل من تكاليف إنتاجه البالغة 100 مليون دولار، Mortal Engines ليس بعيدًا عن هذه الأرقام بدوره لكن لا تقف شركة إنتاج وتوزيع كبرى خلفه مثل روبن هود ولا يحمل بالطبع نفس القدر من الدعاية المجانية ولا النجوم.
الارتباط فرض نفسه بين الفيلمين لذهاب روبن هود إلى مساحة الديستوبيا لكن يجمع بينهما ايضًا ما هو اكبر باعتبارهم من أعلى الإخفاقات السينمائية فى العام ومؤشر لترشيد استغلال افلام الديستوبيا بعد تشبع الجمهور منها، وأغلب الظن أن هذه النوعية من الأفلام سيتوقف اعتمادها المفتوح لفترة فى محاولة للدراسة والعودة مرة أخرى بشكل مبهر.