لماذا يعتبر الزواج الملكي أمراً معقداً ومثيراً للجدل؟
يعتبر الزواج من أصعب القرارات الحياتية بشكل عام، ولكن يأتي الزواج الملكي أكثر تعقيدًا، إذ ظلت حفلات الزفاف الملكية لعقودًا طويلة بعيدة كل البعد عن قصص الحب الخيالية، فكان هناك الكثير من الحسابات السياسية التي تحكمها.
فنحن نرى فقط الجانب الخيالي من القصة وهو الأزياء الوهمية وحفلات الزفاف الأسطورية والماسة التي تحصل عليها العروس من أميرها، لتذكرنا بقصة ساندريلا لكن الواقع أكثر تعقيدًا، ولكن لماذا يعتبر الزواج الملكي معقد؟.
لم يكن الزواج من أجل الحب
اتبعت حفلات الزفاف الملكية نفس الأنماط والتقاليد التي اتبعتها لمئات السنين، حتى أوائل القرن العشرين، حيث استخدامت الزيجات الملكية لأغراض سياسية، للمساعدة في تشكيل التحالفات.
بعض الزيجات كان استثنائي
تزوج الملك إدوارد الرابع في عام 1464، من حبيبته إليزابيث وودفيل، وهذا كان أمر صعب لسببين الأول أنها كانت أرملة، والثاني هو أن كان مفترض أن يتزوج الملك من أميرة فرنسية لأسباب سياسية، لكنه تزوج من وودفيل سرا.
أما الملك إدوارد الثامن فاختار التخلي عن العرش وامتيازاته الملكية، حتى يتمكن بالزواج من "واليس سيمبسون" المرأة التي أحبها، والتي ألتقى بها عام 1934 منذ أن كان أمير ويلز، وهي سيدة أمريكية سبق لها الزواج، وكان ذلك الحب مخالفة صريحة للدستور الملكي البريطاني وبروتوكول الزواج الخاص بولي العرش، إذ لا يٌسمح للملك الزواج من أمرأة مطلقة.
ولذلك اضطر الملك إدوارد الثامن، التخلي عن الحكم وعن ألقابه الملكية والاحتفاظ فقط بلقب دوق وندسور، ليستطيع الزواج من حبيبته واليس سمبسون.
زيجة حالفها الحظ
بالرغم من أن الملكة إليزابيث الثانية، التزمت بالتقاليد الملكية عند سن الزواج، وتم الكشف عن خمسة أزواج محتملين للأميرة الشابة، وكان من بينهم الأمير فيليب ولكن من حسن حظها أنها وقعت في حبه في النهاية، إذا أنها من أكثر الزيجات الناجحة في العائلة المالكة البريطانية.
قانون الزواج الملكي
يظل الزواج الملكي معقد بسبب القانون الذي وضعه الملك جورج الثاني"King George II " لعام 1772، فطبقا له فإن الأفراد الرئيسيين للعائلة المالكة البريطانية، لا يمكنهم الزواج دون الحصول على إذن من ملك أو ملكة بريطانيا، كما لا يمكنهم الزواج من مطلق أو مطلقة أو من شخص يدين بالمذهب الكاثوليكي.
لكن في عام 2013، تم تعديل القانون بحيث يلزم فقط ورثة العرش البريطاني من الأول للسادس بالحصول على إذن الملكة قبل الزواج، كما أصبح الزواج من مطلقة أقل صعوبة عما كان عليه في الماضي، خاصة بعد أن تمكن الأمير تشارلز"Prince Charles" من الحصول على إذن من الملكة والزواج من سيدة سبق لها الزواج وهي زوجته كاميلا دوقة كورنوال عام 2005.
توتر بين الملكة إليزابيث الثانية والأميرة مارغريت بسبب قانون الزواج الملكي
تسبب قانون الزواج الملكي في توتر بين الملكة إليزابيث الثانية وشقيقتها الأميرة مارغريت، لأن الملكة رفضت بشكل قاطع الإذن لها بالزواج من النقيب بيتر تاونسند.
بدأت مغامرات الأميرة مارغريت في سن مبكر، إذ كانت في الـ 18 من عمرها، عندما أحبت كابتن بيتر تاونسند والذي كان يكبرها بـ 16 عاما، وكان متزوج ولديه أولاد، وعندما حصل على الطلاق من زوجته عام 1953، فكان عليها أن تختار بينه وبين المزايا التي تحظى بها كأميرة بريطانية، لذلك تراجعت عن الفكرة.