بعد عرض مسلسل Bridgerton.. من هي أول ملكة لبريطانيا ذات بشرة سمراء؟
تعرض شبكة نتفليكس Netflix مسلسلBridgerton المستوحى من روايات جوليا كوين الشهيرة، والذي يحكي عن ثمانية أشقاء مترابطين من عائلة "بريدجرتون" يبحثون عن الحبّ والسعادة في مجتمع لندن الراقي.
يعود بنا المسلسل إلى عام 1813، وهو يركز على التنوع العرقي في المجتمع البريطاني أكثر من الأحداث التاريخية، إذ أنه يعرض قصة الملكة شارلوت ذات البشرة السمراء التي قامت بدورها الممثلة غولدا روشوفيل، والتي يقع الملك في حبها ويتزوجها ويمهد عشقه لها لإضافة أعراق أخرى إلى القصة بدل الاكتفاء بتسليط الضوء على أصحاب البشرة البيضاء.
من هي الملكة شارلوت؟
ولدت صوفيا شارلوت في 19 مايو 1744 في ميرو بألمانيا، وكانت الابنة الصغرى للدوق تشارلز لويس فريدريك من مكلنبورغ، والأميرة إليزابيث ألبرتين من ساكس هيلدبورغهاوزن، حكمت أسرتها دوقية صغيرة شمال ألمانيا.
في سن السابعة عشرة، تم إرسال الأميرة الألمانية الشابة إلى إنجلترا لتتزوج الملك جورج الثالث، الذي لم تلتق به من قبل، تم الزواج بعد ست ساعات فقط من وصولها إلى بلدها الجديد في الكنيسة الملكية في قصر سانت جيمس في 8 سبتمبر 1761، واستمرت احتفالات الزفاف لمدة ثلاثة أيام، لتصبح شارلوت أول ملكة لبريطانيا ذات البشرة السمراء.
أنجب الملك جورج الثالث من زوجته شارلوت 15 طفلاً، عاش منهم 13 حتي بلغوا سن الرشد، وكان من بينهم اثنين من ملوك بريطانيا وهم جورج الرابع وويليام الرابع.
على الرغم من تحذيرات زوجها بألا تهتم بالسياسة، فإن الملكة شارلوت كان لها تأثير خفي على الملك وعلى الحكم، قضا الثنائي الملكي 25 عامًا من السعادة، إلى أن تدهورت صحة الملك العقلية على مر السنين، وأصبح تأثير الملكة أكثر بروزًا في ذلك الوقت.
ويُظهر مسلسلBridgerton أن الملكة شارلوت كانت تتعامل بغير مبالاة مع تدهور الصحة العقلية لزوجها، وهو ما حدث في الحياة الواقعية على مدار عقود طويلة.
كانت الملكة شارلوت راعية للفنون وخاصة الموسيقى، وأسست مع زوجها الملك جورج الثالث الأكاديمية الملكية للفنون، وفي أحد مشاهد المسلسل تم الإشارة إلى إنه يعود الفضل إلى جلالتها في اكتشاف موهبة موتسارت منذ أن كان في سن 8 سنوات.
وكانت الملكة شارلوت من هواة عالم النبات، إذ ساعدت في تطويرالحدائق النباتية الملكية المعروفة باسم "كيو"، وهي الآن ضمن مواقع التراث العالمي.
توفيت الملكة شارلوت عام 1818 عن عمر يناهز الـ 74 عامًا، بعد أن أمضت أكثر من 57 عامًا على عرش إنجلترا ودفنت في كنيسة القديس جورج، وتوفي زوجها بعدها بأقل من عام.
وعلى الرغم من مرور أكثر من 200 عام على وفاة الملكة شارلوت، فإنه لا تزال أصولها محل جدل، إذ قيل إنها من أصل أفريقي أو من عرق مختلط.