نظرة على ملابس حداد سيدات العائلة المالكة البريطانية على مر السنين
كانت جنازة الأمير فيليب زوج ملكة بريطانيا، هي الأولى من نوعها لأحد كبار أفراد العائلة المالكة البريطانية منذ وفاة الملكة إليزابيث الأم عام 2002، وتم اختيار ملابس الحداد مع مراعاة التقاليد الملكية.
تخلت الملكة إليزابيث الثانية عن ملابسها ذات الألوان الزاهية من أجل ارتداء ملابس سوداء بالكامل خلال فترة الحداد التي استمرت أسبوعين.
وفيما يلي نتعرف على تاريخ ملابس الحداد لدى العائلة المالكة البريطانية على مر السنين.
ربما تكون الملكة فيكتوريا أكثر شخصية ملكية ترمز إلى ملابس الحداد بشكل بارز في التاريخ الملكي، فبعد وفاة زوجها الأمير ألبرت غير المتوقعة في عام 1861، سجلت خسارتها علنًا، إذ اشتهرت بارتداء الأسود لمدة 40 عامًا بعد وفاته.
وقال ماثيو ستوري Matthew Storey أمين المتحف التاريخي للقصور الملكية، إن فستان الحداد كان جزءًا من الثقافة الملكية الأوروبية لعدة قرون، لكنه وصل إلى ذروته في القرن التاسع عشر فبعد وفاة الأمير ألبرت في عام 1861، تخلت الملكة فيكتوريا عن الملابس الملونة واعتمدت مع بقية أعضاء الديوان الملكي الملابس السوداء، مما تسبب في رواج بيع أقمشة الحداد في جميع أنحاء البلاد ".
وفي عام 1938، بعد وفاة جدة الملكة إليزابيث الثانية، كونتيسة ستراثمور، تراجع استخدام اللون الأسود لفترة وجيزة، إذ ظهرت الملكة إليزابيث الأم وهي ترتدي فستاناً أبيض صممه نورمان هارتنيل تكريما لوفاة والدتها.
ومن هنا جاء مفهوم الحداد الأبيض white mourning على غرار ماري، ملكة اسكتلندا، التي تم رسمها في ثوب حداد أبيض بعد أن فقدت العديد من أفراد عائلتها في القرن السادس عشر.
وفي فبراير 1952، عندما توفي الملك جورج السادس، كانت ولية عهد بريطانيا الأميرة إليزابيث والأمير فيليب يستمتعان بإجازة قصيرة في كينيا، وعندما عادت سريعا إلى المملكة المتحدة بعد سماعها بوفاة والدها، واضطرت إلى انتظار الموظفين لتقديم ملابس حداد قبل أن تغادر الطائرة.
لذا أصبح من ضمن البروتوكول الملكي أن تحتفظ سيدات العائلة المالكة البريطانية دائما بملابس باللون الأسود في حقائب سفرهن، ولكن ليس لارتدائها في المناسبات الرسمية الخاصة برحلاتهن، بل لاستخدامها حال وفاة أي فرد من أقربائهن أو أصدقائهن المقربين أثناء وجودهم خارج البلاد.
وفي جنازة الملك جورج السادس، ظهرت الملكة إليزابيث الثانية وشقيقتهما الأميرة مارغريت والدتهما الملكة إليزابيث الأم وجدتهما الملكة ماري تك بحجاب أسود طويل، وهو تقليد لطالما ظهر في جنازات كبار أفراد العائلة المالكة البريطانية.