بمناسبة يوم المرأة.. أشهر وأقوى الملكات في التاريخ
التاريخ مليء بقصص عن نساء ملهمات حققن ما يعتقد أنه مستحيل، ومن بين هؤلاء ملكات شهيرات استطعن أن يقدن أوطانهم كأفضل ما يكون، وأفضل بكثير من الرجال قبلهن أو بعدهن، وبينما يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة سيكون من الملائم للغاية أن نتعرف معا عن قصص هؤلاء الملكات، وكيف صنعت كل منهن علامة فارقة في تاريخ العالم:
كاترين العظيمة Catherine the Great (حكمت روسيا من 1762 إلى 1796)
قبل أن تعرف بلقب كاترين العظيمة وتحكم روسيا، كانت أميرة بروسية تنتمي لأسرة ملكية بعيدة عن العرش ومفلسة، إلا أن كاترين استخدمت ذكاءها ومكرها لانتزاع العرش والسلطة من زوجها تعس الحظ وقليل الحيلة، القيصر بيتر Tsar Peter، خلال فترة حكمها، وسعت حدود روسيا، ووفقًا لمجلة سميثسونيان Smithsonian Magazine، فإن كاترين قادت الإصلاحات القضائية والإدارية في روسيا، وأسست نظام رائد للتطعيم ضد الأمراض في روسيا، وكانت راعية لمجلات الفنون والإبداع وجمعت مجموعة فنية ضخمة شكلت الأساس لواحد من أعظم المتاحف في العالم، كما أسست أيضا أول مدرسة نسائية تمولها الدولة في البلاد ووضعت قانونها الخاص وروجت لنظام تعليم وطني.
حتشبسوت Hatshepsut (حكمت مصر 1478 قبل الميلاد - 1459 قبل الميلاد)
الملكة حتشبسوت هي فرعون مصر الخامس في الأسرة الثامنة عشرة، وثاني امرأة تحمل لقب فرعون، الملكة حتشبسوت الابنة الكبرى لتحتمس الأول Thutmose I، وتزوجت حتشبسوت من أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني Thutmose II عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها فقط، ولكن عندما توفي عام 1479 قبل الميلاد، تولت حتشبسوت منصب "الوصي" على العرش لابن زوجها الرضيع تحتمس الثالث Thutmose III، قبل أن يصبح حاكما مشاركا لها، بصفته الوريث الشرعي للعرش، وخلال فترة حكمها وسعت حتشبسوت حركة التجارة المصرية وأشرفت على مشاريع بناء طموحة، أبرزها معبد دير البحري الواقع في غرب طيبة حيث دفنت بعد وفاتها، وفقا لموقع History.com فإن تحتمس الثالث حاول بعد وفاتها محو كل آثار حكم حتشبسوت في البلاد، وهدم آثار لها وقام بتشويه تماثيل بنيت في عصرها وكاد ينجح في محوها من التاريخ حتى القرن التاسع عشر عندما وجد علماء الآثار ذكر الملكة لأول مرة.
الإمبراطورة الأرملة تسيشي Empress Dowager Cixi (حكمت الصين فعليا من 1861 إلى 1908)
بدأت الإمبراطورة الأرملة تسيشي حياتها في البلاط الإمبراطوري الصيني، كمحظية من الدرجة الأدنى للإمبراطور شيان فنغ Xianfeng ، لكن حظها الجيد جعلها تنجب ابنه الوحيد، مما زاد من نفوذها في البلاط الإمبراطوري الصيني، توفي شيان فنغ، عندما كان ابنها في السادسة فقط من عمره، ولحماية عرش ابنها، دبرت تسيشي انقلابا انتزع السلطة من مجلس الحكماء الوصي على العرش، خلال فترة حكمها، قامت تسيشي بقمع العديد من الثورات التي هددت حكمها بنجاح، ووفقا لموقع Britannica.com فإن الإمبراطورة الأرملة تسيشي أنشأت مدارس لدراسة اللغات الأجنبية في الصين، وأسست نظام خدمة جمركية رائد، وأنشأت ترسانات على النمط الغربي، كما تأسس في عصرها أول مكتب صيني للخدمة الخارجية مثبت تاريخيا، كما لعبت دور كبير في إنهاء الفساد الحكومي وتجنيد أصحاب المواهب في المناصب العليا.
إليزابيث الأولى Elizabeth I (حكمت إنجلترا من 1558-1603)
إليزابيث الأولى هي ابنة هنري الثامن وآن بولين، وشهد عصرها نهضة شاملة في بريطانيا في مختلف المجالات. وصلت إليزابيث الأولى إلى السلطة بعد وفاة أختها غير الشقيقة ماري Queen Marry، وشهد عصرها صعود للمذهب المسيحي البروتستانتي في إنجلترا بعد أن حورب بشدة واضطهد تابعيه في قصر الملكة ماري والتي لقبت بسبب قسوتها في قمع معارضيها، بلقب ماري الدموية؛ كما شهد عصر إليزابيث الأولى أيضا إنجازات عديدة أخرى مثل هزيمة بريطانيا للأسطول الإسباني القوي عام 1588؛ كما نجحت في الحفاظ على السلام داخل بلدها المنقسم سابقا؛ وخلق بيئة من الاستقرار السياسي والاجتماعي ازدهرت فيها الفنون، وذلك وفقا لموقع Biography.com. إليزابيث الأولى لم تتزوج حيث قطعت على نفسها عهدا عندما كانت لا تزال فتاة مراهقة بألا تتزوج أبدا.
كليوباترا Cleopatra (حكمت مصر من 51 قبل الميلاد إلى 30 قبل الميلاد)
اشتهرت كليوباترا بحياتها العاطفية المثيرة للجدل وتورطها في علاقة عاطفية مع اثنين من أكثر الرجال نفوذا في الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت وهما يوليوس قيصر Julius Caesar ومارك أنتوني Mark Anthony، وبالرغم من ذلك فلقد كانت حاكمة قوية، حيث قامت بجمع العديد من الجيوش لهزيمة شقيقها ومنافسيها على السلطة، واستطاعت أن تؤمن حكمها بنجاح لعدة سنوات. وفقا لموقع History.com فلقد كانت كليوباترا متعلمة وذكية للغاية، وتجيد التحدث بعدة لغات مختلفة.
الإمبراطورة سويكو Empress Suiko (حكمت اليابان من 592-628)
اشتهرت سويكو كأول إمبراطورة لليابان، وفي عصرها اعترف بالبوذية كديانة رسمية للبلاد وقدمت التقويم الصيني في اليابان، ووفقا لموقعHistory of Royal Women ، فإن الإمبراطورة سويكو تبنت أيضا خلال فترة حكمها لليابان النظام البيروقراطي الصيني، وقدمت أول دستور في تاريخ اليابان والذي "ركز على أخلاق وفضائل المسؤولين الحكوميين".
الملكة فيكتوريا Queen Victoria (حكمت إنجلترا من 1837-1901)
وصلت فيكتوريا إلى السلطة في ذروة الإمبراطورية البريطانية، والتي امتد حكمها في ذلك الوقت إلى ست قارات، وبالرغم من انتمائها للتيار البريطاني المحافظ إلا أنها ووفقا لموقع ListVerse فقد "ساهمت في إصلاحات سياسية واجتماعية واسعة النطاق في المملكة المتحدة وكذلك في الإمبراطورية البريطانية" من خلال إلغاء العبودية في جميع أنحاء الإمبراطورية البريطانية، كما قامت بدعم قانون المصانع "الذي قلل من يوم العمل في مصانع النسيج إلى عشر ساعات "وكذلك ساعد في وضع " قانون الإصلاح الثالث لعام 1884" والذي منح حق التصويت لجميع أصحاب المنازل الذكور ووسع حق التصويت فعليا ليشمل معظم الرجال البريطانيين، بعد أن كان يقتصر على الرجال من علية القوم.