ماذا سيحدث الآن بعد وفاة ملكة بريطانيا... تفصيلا
من المقرر أن تدخل بريطانيا في حداد رسمي يستمر لمدة عشرة أيام، حدادا على وفاة الملكة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II ملكة بريطانيا والتي توفيت في يوم الخميس من هذا الأسبوع والموافق ليوم 8 سبتمبر 2022، عن عمر يناهز 96 عام، وبينما تجري حاليا استعدادات إقامة جنازة رسمية للملكة، تتم حاليا أيضا استعدادات تنصيب الملك الجديد للبلاد وهو أمير ويلز السابق تشارلز والذي أصبح يعرف باسم ولقب تشارلز الثالث King Charles II ملك بريطانيا.
A statement from His Majesty The King: pic.twitter.com/AnBiyZCher
— The Royal Family (@RoyalFamily) September 8, 2022
إعلان الملك الجديد لبريطانيا
وفقا للقانون البريطاني فإن تشارلز الثالث 73 عاما، أصبح فعليا ملك لبريطانيا، بعد وفاة والدته الملكة إلا أن البروتوكول الملكي ينص على أن الإعلان الرسمي للملك الجديد لبريطانيا لا يتم رسميا إلا في اليوم التالي لوفاة الملكة، ومن المقرر أن يتم إعلان تشارلز الثالث ملك لبريطانيا بعد اجتماع لمجلس ولاية العرش Accession Council والذي عادة ما يقام في قصر سانت جيمس في لندن، ووفقا للتقارير المنشورة فإن الاسم الرمزي أو الكودي لعملية إعلان تشارلز الثالث رسميا ملك للبلاد هو عملية Spring Tide (المد الربيعي).
عملية جسر لندن وعملية يونيكورن
أما فيما يتعلق بعملية إعداد جنازة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية ونقلها إلى مرقدها الأخير فهي عملية تفصيلية معقدة تحمل الاسم الرمزي عملية London Bridge أو جسر لندن وهو مخطط تفصيلي يتضمن سلسلة من الإجراءات التي سيتم اتخاذها عند وفاة الملكة في لندن حيث يوجد قصر باكنغهام وهو مقر إقامتها الرسمي أو وندسور حيث توجد قلعة وندسور والتي اعتادت الملكة على قضاء معظم وقتها في غير أوقات العمل الرسمي، على مدار الأسبوع، والتي أصبحت مقر إقامتها الرسمي منذ بداية أزمة تفشي جائحة كورونا في الأشهر الأولى من عام 2020، وحتى وفاتها، كما أصبحت أيضا المكان الذي تقوم فيه بممارسة مهام عملها الرسمية وعقد مقابلات العمل خلال العامين الماضيين.
وفقا للتقارير المنشورة فإن عملية جسر لندن تم البدء في إعدادها والتخطيط لها منذ ستينيات القرن الماضي، ولكن لم يتم الكشف عنها إلا في عام 2018، وتم الكشف عن بعض تفاصيلها في عام 2019، وكان يفترض أن تدخل عملية جسر لندن حيز التنفيذ بمجرد الإعلان رسميا عن وفاة الملكة، ولكن لأن الملكة توفيت في منزلها الصيفي، قلعة بالمورال وليس في لندن أو وندسور، فإن العملية البديلة والتي تعرف باسم عملية Operation Unicorn أو عملية يونيكورن هي التي ستدخل حيز التنفيذ.
عملية يونيكورن
وفقا للتقارير المنشورة فإن عملية يونيكورن هي بمثابة نسخة معدلة من عملية جسر لندن، وتختلف عنها فقط في جزء الإجراءات التي سيتم اتباعها لنقل جثمان الملكة من اسكتلندا إلى مرقدها الأخير حيث من المتوقع أن يتم نقل جثمان الملكة أولا على متن القطار الملكي إلى قصر هوليرود (وهو مقر الإقامة الرسمي للملكة في اسكتلندا) في العاصمة الإسكتلندية إدنبره، قبل يتم نقل الجثمان في نعشها الخاص في موكب ملكي خاص من طريق رويال مايل Royal Mile حيث يوجد قصر هوليرود إلى كاتدرائية سانت جايلز حيث سيقام قداس خاص من أجل الملكة، بعدها سيتم وضع النعش مرة أخرى في القطار الملكي لإعادة الملكة إلى قصر باكنغهام في لندن استعدادا لإقامة مراسم الجنازة.
التقارير تحدثت أيضا عن احتمالية إجراء تعديل إضافي أو خطة طوارئ تتعلق بإجراءات نقل جثمان الملكة من إدنبره إلى لندن تتلخص في نقل جثمان الملكة عن طريق الجو، وليس عن طريق القطار الملكي، وفي تلك الحالة ستستخدم طائرة لسلاح الجو الملكي البريطاني في نقل جثمان الملكة، والتي ستقوم بنقل جثمان الملكة إلى قاعدة جوية عسكرية بريطانية ومنها إلى لندن، ويرجح أن تكون القاعدة العسكرية إما قاعدة برايز نورتون Brize Norton في غرب أوكسفوردشاير أو قاعدة نورثولت RAF Northholt التابعة للقوات الجوية الملكية البريطانية والتي تقع في جنوب روسليب، بالقرب من أوكسبريدج في هيلينغدون، غرب لندن الكبرى وتبعد نحو 6 أميال تقريبا عن شمال مطار هيثرو في العاصمة البريطانية لندن.
ماذا بعد نقل جثمان الملكة إلى لندن
سواء تم نقل نعش الملكة عن طريق الجو أو السكك الحديدية، فإن الخطوة التالية هي قيام لجنة خاصة مكونة من رئيسة الوزراء وأعضاء حكومتها، باستقبال نعش الملكة بمجرد وصوله إلى لندن، وبعدها سيتم نقل جثمان الملكة في موكب ملكي إلى قصر باكنغهام، وبعدها ستستكمل بريطانيا فترة الثمانية أيام المتبقية من فترة الحداد الرسمي على الملكة، قبل أن تقام جنازة الرسمية للملكة في اليوم العاشر والأخير من فترة الحداد الرسمي في كاتدرائية وستمنستر في لندن.
استنفار عام
خلال تلك الفترة ستكون جميع أذرع الدولة البريطانية في حالة استنفار العام، كما سيتم أيضا اتخاذ عدة إجراءات استثنائية تتضمن تنفيذ عملية أمنية واسعة استعدادا لمواجهة حركة السفر والتنقلات المزدحمة وإدارة الحشود غير المسبوقة التي يتوقع أن تتجمع في لندن لحضور جنازة الملكة.
يوم جنازة الملكة ومرقدها الأخير
يوم جنازة الملكة سيكون "يوم حداد وطني"، على الرغم من أنه لن يكون عطلة رسمية، بمعنى أنه إذا ما تصادف إقامة جنازة الملكة في يوم عمل رسمي وليس يوم عطلة أسبوعية، فسيكون الأمر متروكا لأصحاب العمل ليقرروا ما إذا كان بإمكان الموظفين الحصول على يوم إجازة في ذلك اليوم، لكن لن يتم إعلان يوم جنازة الملكة يوم عطلة رسمية.
من المقرر أن تتضمن جنازة الملكة نقل جثمانها في نعش من قصر باكنغهام إلى كاتدرائية وستمنستر حيث ستقام مراسم جنازة الملكة، ومن المتوقع أن يقوم بحضور الجنازة ألفين شخص من القادة والشخصيات الهامة من داخل وخارج الملكة إلى جانب أفراد عائلتها، وبعد انتهاء مراسم الجنازة سيتم نقل نعش الملكة باستخدام عربة مدفع خضراء استخدمت في نقل نعش والد الملكة، الملك جورج السادس King George VI، ومن قبله نعش والده، وجد الملكة، الملك جورج الخامس King George V.
بعدها ستسير العربة في موكب ملكي جنائزي على طول شارع ذا مول the Mall (وهو طريق شهير في ويستمنستر في وسط لندن يربط بين قصر باكنغهام وميدان ترافالغار في لندن)، ومنه إلى منتزه هايد بارك كورنر Hyde Park Corner، ومن هناك سيسير الموكب الملكي الجنائزي لمسافة 23 ميل حتى يصل إلى قلعة وندسور حيث دفن العديد من ملوك بريطانيا، وهناك سيكون في استقبال نعش الملكة، أفراد عائلتها وعلى رأسهم تشارلز الثالث، بعدها سيتم نقل نعش الملكة إلى كنيسة سانت جورج في قلعة وندسور حيث سيتم نقل نعش الملكة إلى المقبرة الملكية في القبو الملكية عن طريق مصعد خاص داخل كنيسة سانت جورج، سيهبط بنعش الملكة إلى مرقدها الأخير، إلى جانب زوجها الراحل الأمير فيليب Prince Philip والذي توفي في إبريل في العام الماضي، عن عمر يناهز 99 عام. يوم جنازة الملكة سيتضمن أيضا دقيقتين من الصمت حداد على الملكة في جميع أنحاء المملكة المتحدة في منتصف نهار ذلك اليوم.
موعد تتويج تشارلز الثالث ملكا لبريطانيا
من المقرر أن تقام مراسم تتويج تشارلز الثالث ملكا لبريطانيا في كاتدرائية وستمنستر في لندن وفقا للتقاليد الملكية، ولكن من غير المعروف حتى الآن متى ستتم إقامة مراسم التتويج إلا أنه من غير المستبعد أن تقام في وقت ما في العام المقبل جدير بالذكر أن مراسم تتويج الملكة الراحلة إليزابيث الثانية أقيمت بعد 16 شهر من وفاة والدها الراحل الملك جورج السادس.