الملكة إليزابيث تسقط والقصر يؤكد سلامتها
من العادي أن تعاني الملكة الأكثر جلوسا على عرش المملكة المتحدة من المرض، وان تخذلها قدماها فتسقط، ولكن غير المعتاد أن تسقط الملكة إليزابيث صريعة "لسانها" إلى حد أن يتدخل رئيس وزرائها ديفيد كاميرون لتأجيل موعد خطابها الرسمي فى البرلمان خوفا من تاثيرها على مستقبل البلاد ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي في استطلاع الرأي المقرر عقده قريبا.
الملكة الحريصة تماما على عدم التدخل فى الشأن السياسي، وترفض الادلاء برأيها في أي قضية تخص سياسات الحكومة المنتخبة، سقطت أمام اعترافات منسوبة لنائب رئيس الوزراء السابق نيك كليج نشرتها دورية الصن مؤخرا كاشفة عن تصريحات للملكة أدلت بها فى حفل غداء على شرف افتتاح البرلمان العام الماضي، واعربت فيها عن قلقها تجاه البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي.
موقف الملكة سليم
حفل الغداء الذي أقيم بقصر باكنجهام وبحضور عدد من النواب شهد بحسب الصحيفة تصريحات غير مسبوقة من الملكة أكدت فيها أنها لم تعد تفهم أوروبا، وابدت تشككا فى صحة مسار الاتحاد الأوروبي، كما وجهت انتقادات واضحة لقيادة الاتحاد، وهو ما نفاه المتحدث الرسمي لقصر باكنجهام الذى جدد تأكيده على سلامة "الموقف الرسمي للملكة" وحرصها على البقاء في وضع "الحياد السياسي" طوال 63 عاما هي فترة توليها العرش، كما رفض التعليق على قرار رئيس الوزراء بتأجيل خطاب الملكة أمام مجلس العموم البريطاني، بينما اكتفى نيك كليج بالتغريد مؤكدا أنه لا يتذكر هذا الحوار!!
اليزابيث المحايدة
يذكر أن الملكة اليزابيث توصف دوما بلقب المحايدة سياسيا و ليس مسموحا لها أن تدلي برأيها حول اى استطلاع رأي، أو كتابة أي خطاب عام حول قضية سياسية أو عالمية، وحتى عندما احتاجها ديفيد كاميرون لدعم بقاء اسكتلندا ضمن التاج البريطاني، لم يسمح لها بارسال رسالة مباشرة تحرض على التصويت ضد الاستقلال، وإنما اختارت عبارات "بدت محايدة" ولكنها في مضمونها طالبت الناس بـ"التفكير مليا" حول اختيارهم.
الملكة لم تسقط من قبل صريعة لسانها .. ولم يحدث أن تدخل رئيس وزراء لتأجيل كلمتها أمام مجلس العموم لأسباب سياسية .. فهل هو السن أم أن لدى الملكة رسالة لشعبها؟