رؤية نقدية ـ "Joker" ملحمة إنسانية و تمثيلية..أصبح لدينا جوكر جديد!

Joker.. هو بمثابة رسالة عالمية وجرس انذار لكل المتجبرين.. جوكر يدافع عن المهمشين والمنبوذين والفقراء ويحذر منهم اذا لم يتم التعامل معهم بعدالة.. من لا يعشق تلك  الأفلام التي تحكي عن البشر وبالأدق عن الآم البشر؟!

قصة الفيلم

قصة الفيلم تحكي عن آرثر فليك "خواكين فينيكس" .. مهرج يحاول أن يصبح نجم ستاند أب كوميدي لكنه يتعرض لإيذاء نفسي وبدني من أناس كثر حوله.. فيتحول إلى الشرير جوكر.

معنى اسم آرثر فليك
آرثر فليك.. اسم آرثر يعني النبيل و الشجاع وكلمة فليك تشير إلى رقعة قماش ليس لها قيمة.. وكأن تود فيليبس يرسل برسالة مبدئية من خلال الاسم وهو أن ذلك الشخص هو في الأصل شخص طيب لكن الأذى الذي لاقاه من خلال معاملته كقطعة قماش مهملة ،هو الأمر الذي حوله ليصبح الجوكر.

مرحلة التحول
حتى يتحول آرثر لجوكر فعليه أن يمر بمجموعة من المواقف أو الحوادث أو الظلم او الإيذاء التي ستبرر هذا التحول.. وهي تظهر كأنها مواقف مصطنعة وغير مقنعة على الأقل كان يجب أن  تكون مقنعة بشكل أكبر وأكثر مما كانت عليه، فالتحول للشر والقتل كان غير منطقي.

ملحمة إنسانية

أكثر ما يميز جوكر هو الرسالة الإنسانية التي يحملها والتي ظل المخرج يؤكد عليها طول الوقت بأكثر من طريقة سواء عن طريق الجمل المباشرة أو من خلال الصورة أو المونتاج.، فمثلا من خلال الصورة.. ستجد البطل يرتدى نفس طقم الملابس طوال الفيلم.. هناك طقم واحد يخرج به.. فضلا عن طقم العمل.

من خلال المونتاج.. أكثر من لقطة أظهرت التناقض بين ما يعيش فيه الفقراء من فقر شديد وما يعيش فيه الأغنياء من ثراء فاحش، وفيما يتعلق بالكلام المباشر.. جملة من الطبيبة النفسية لجوكر عندما تم منع تمويل علاجه حيث قالت له " لا يهتمون بي او بك"، فيرد عليها" مع من على أن اتكلم".

براعة التمثيل
الآن يمكن أن نقول بكل ثقة أنه قد أصبح لدينا جوكر جديد اسمه خواكين فينيكس الذي استحوذ على الشخصية نفسيا وجسديا، حيث كان يرقص وكأنه مهرج حقيقي، وقد خاض خواكين تحد كبير حيث فقد 25 كيلو من وزنه.. لأنه فقير ومعدم كان لابد أن يظهر بهذا الشكل، أيضا التحول النفسي كان مهما من الضعف للقوة.. سنرى ذلك في طريقة مشيته وحديثه ونظراته.

الضحكة 
كانت هناك "ضحكة" يضحكها خواكين طول فترات الفيلم بدا اختيارها غير موفق رغم أنها أداها بشكل جيد.

باقي الأبطال
روبرت دي نيرو.. الذي جسد دور موراي فرانكلين مذيع البرامج الشهير الأنيق المثير للاشمئزاز.. وكأنه جسد الدور بطرف لسانه أو بطرفة عين، كما أن فرانسيس كونري أو بيني فليك التي لعبت دور والدة جوكر.. دورها كان صعبا ومعقدا لكنها أدته باحترافية.

اسقاطات وإشارات 
هناك أكثر من رمز أو إسقاط يحدث في الفيلم دون أن يصرح به المخرج بشكل مباشر، أول كلمة في الفيلم نسمع مذيع راديو يتحدث عن القمامة.. وآرثر فليك في الكادر.. وكأن المخرج يقول أن مثل هولاء الأشخاص تتم معاملتهم كالقمامة بل والبعض ينظر إليهم وكأنهم قمامة.
نظرة خواكين للمرأة التي يحبها وهناك حاجز سلكي بينهم.. الوصول إليها صعب بسبب فوارق وحواجز كثيرة.

موسيقى الفيلم

وكأن الموسيقى تتحول نفسيا مع البطل.. ومؤلفتها هي الأسلندية هيلدر جوانادوتير صاحبة موسيقى فيلم The Revenant  و مسلسل   تشرنوبيل .