الدراما الكورية.. الرابح الأكبر فى عالم المنصات الإلكترونية
منذ حقبة التسعينيات والثقافة الكورية الجنوبية تتمدد في العالم بأكمله، هذا التمدد معروف في العالم بمصطلح "هاليو" أو الموجة الكورية التي وجدت أرضية عربية كبيرة عامي 2004 و2005 بعد عرض مسلسلات "خريف قلبي" و"أغاني الشتاء" متبوعين بالمسلسل التاريخي "جوهرة القصر" أو Dae Jang Geum ومن بعدها انطلقت عروض المسلسلات الكورية في مختلف القنوات الفضائية وأصبحت تعرف تحت عنوان K Drama، حتى اطُلقت بعد هذه العروض بسنوات من مصر أيضًا قناة "كوريا تي في" وذلك تحت مظلة رسمية من كوريا الجنوبية والموجهة للمنطقة العربية وحققت نجاحًا كبيرًا، لكنها توقفت لأسباب إدارية ولم يمنع هذا التوقف من تنامي المد الكوري من خلال بوابة الدراما التليفزيونية التي وجدت طريقًا آخر مؤحرًا عبر المنصات الإلكترونية التي تحولت بدورها إلى وسيلة لنشر "هاليو" في العالم.
التقدم الحقيقي الذي حققته الدراما الكورية الجنوبية نجد آثاره انعكست على القنوات الفضائية في البداية في مطلع الألفية الجديدة بعد أن وجدت انطلاقتها من مصر ثم القنوات الفضائية الخليجية التي حرصت على أن يكون ضمن برامجها مسلسلات كورية ثم مع قرب انتهاء العقد الاول من الالفيه الجديده ازداد انتشار المسلسلات الكوريه سواء القناة الفضائية التي أطلقتها السفارة الكورية في المنطقة العربية أو مع انقضاء العقد الثاني من الألفية الجديدة، والذي شهد العالم مع بدايته انتشار فيروس كوفيد 19، الأمر الذي أطلق العنان بشكل موسع وكبير للمنصات الإلكترونية مما ساهم بنشر المسلسلات الغير أمريكية عبر المنصات الأمريكية في أنحاء العالم بأكمله.
ومع هذا الانتشار للمسلسلات غير الأمريكية وحصول بعضها على شعبية كبيرة جدا من مختلف شعوب العالم خاصة وأن هذه الشعوب تقضي وقتها في الحظر الذي يمنعها من التجوال والذهاب إلى العمل مما جعل المنصات الإلكترونية واحدة من اهم وسائل الترفيه وقضاء الوقت وجدت الدراما الكورية الجنوبية طريقها إلى مختلف الأذان والانظار.
على منصة شاهد التي تعد واحدة من أكثر المنصات انتشارًا في المنطقة هناك عشرات المسلسلات الكورية، لكنها لا تحظى بمثل الشعبية التي تحظى بها على منصة عالمية مثل "نتفليكس" التي تضم عدد أكبر من المسلسلات الكورية، بعضها إنتاج أصلي في منصة "نتفلكس"، لا يمر أسبوع دون أن يتصدر مسلسل كوري جديد قائمة العشرة الأكثر مشاهدة، هذا الأسبوع ما زال على القائمة لعدة أسابيع متتالية في مراكز مختلفة مسلسل من المنتجات الاصلية لنتفلكس وهو Squid Game الظاهرة التي تحولت لأيقونة عالمية مع بداية عرض موسمه الأول المكون من 9 حلقات في شهر سبتمبر الماضي، قبل أن يتحول بحلول شهر نوفمبر إلى أكثر مسلسلات المنصة مشاهده في 94 دولة، وحظى باهتمام عدد من المشتركين قدرتهم المنصة برقم يتخطى 142 مليون مشترك.
على قائمة عام 2021 حتى تاريخه يحتل المسلسل المركز الرابع، كما يحتل نفس المركز في قائمة أعلى المسلسلات مشاهدة لهذا الأسبوع، وتقريبًا منذ بداية عرضه لم يغادر هذه القائمة فى مصر، هذا الاهتمام العالمي تحول لأنشطة متنوعة، منها ممارسة الألعاب الشعبية التي تضمنها المسلسل، والتى تحولت لتريند على مواقع التواصل الاجتماعي والعاب شهيرة تمارس في عدد من الدول وهي بالطبع العاب شعبية كورية أي أن الثقافة الكورية انتشرت بشكل عالمي، هذا النجاح الكبير بالتأكيد تحول بشكل عملى من قبل المنصة إلى تجديد المسلسل لموسم ثاني.
هذا الأسبوع أيضًا يستمر المسلسل الغرائبي Hellbound فى التواجد فى قائمة أعلى المسلسلات على المنصة ويحتل المركز السادس، والذي تدور أحداثه عن محقق قتل زوجته ويعاني من الاكتئاب والحزن على رحيلها على الرغم من مرور عدد من السنوات، بينما يحقق في حوادث قتل تقوم بها كائنات خرافية من المفترض أنها تعاقب المخطئين ويروج أكثر لهذه الكائنات وقتلها الوحشي للبشر جماعة متطرفة تستغل الأمر لصالحها.
ما بين عرض هذان المسلسلان تصدر مسلسل الجريمة والحركة My Name قائمة العشر الأفضل بعد انطلاق عرضه شهر أكتوبر الماضي، وهو أيضًا واحد من مسلسلات "نيتفليكس" الأصلية والذي تتناول أحداثه فتاة صغيرة تنضم لعصابة حتى تنتقم لمقتل والدها، قبل أن تقودها رحلة الانتقام إلى الانضمام لسلك الشرطة واكتشاف حقائق تغير من وجهة نظرها في عملية الانتقام كليًا، خلال تصدر My Name للقائمة قبل تراجعه خلال شهر نوفمبر، بدأ الاهتمام بالمسلسل التاريخي The King Affection الذي تدور أحداثه في زمن كان يعتقد فيه أن مولد التوأم هو علامة شؤم، لذلك عندما أنجبت الأميرة المتوجة توأمًا، أستقر الرأي على أن يتم التخلص من الفتاه والابقاء على الصبي، لكن وفاة الصبي في فترة شبابه دفع الأم إلى استدعاء الفتاة إلى القصر لتلعب دور الأمير المتوفي.
الاهتمام بالمسلسلات الكورية سيظل يتصاعد بشكل كبير خلال الفترة المقبلة خاصة أن الموضوعات التي يتم اختيارها تقع في دائرة الذوق العام لمتابعي المسلسلات في المنطقة، حيث تعتمد معظم هذه المسلسلات على القصص الرومانسية وقصص الانتقام وصعود البطل التي تحظى باهتمام الكثير من محبي المسلسلات، وفكرة أن يتعرف المشاهدون على ثقافات مختلفة هي فكرة جذابة جدًا، لذلك سيزداد الاهتمام بالمسلسلات الكورية بشكل أكبر خلال الفترة القادمة من الناحية الإنتاجية، تحديدًا على المنصات الكبرى الموجهة للمنطقة مثل نتفليكس إنتاجًا والمنصات الأخرى شراءًا، حيث التوسع أكثر في إنتاج وتبني المسلسلات من المنطقة الآسيوية خاصة مع النجاح الكبير الذي حققته خلافا لمسلسلات من دول أخرى مثل إسبانيا أو ألمانيا التي حققت بعض مسلسلاتها نجاحا كبيرا لكنه مقتصرا على عناوين بعينها مثل Money Heist و Dark