بعد الإيرادات القياسية لـ "Spider Man"..سلاسل الأفلام الشهيرة تعيد الحياة لدور العرض عقب الركود الطويل بسبب "كورونا"
ساهمت سلاسل الأفلام الشهيرة مثل جيمس بوند وسبايدر مان في إعادة الحياة لدور العرض بعد ركود فترة كورونا، الذي أثر بشكل كبير على صناعة السينما في عامي 2020 و2021، وانعكست آثاره على جميع قطاعات الفنون، في جميع أنحاء العالم وبدرجات متفاوتة، حيث تم إغلاق السينما، وتم إلغاء بعض المهرجانات أو تأجيلها، وتم نقل إصدارات الأفلام إلى تواريخ مستقبلية أو تأجيلها إلى أجل غير مسمى.
مرحلة إنقاذ السينما بعد فترة الركود
بعد فترة ركود وتدهور غير مسبوقة في صناعة الفن والترفيه حول العالم، شهد هذا العام فترة تعافي حقيقية، حيث قادت سلاسل الأفلام الشهيرة إيرادات السينما إلى التعافي بانطلاقة قياسية في أرقام الإيرادات.
أبرزها فيلم جيمس بوند "No Time to Die'' والذي شهد احتفالًا أسطوريًا في العرض الخاص له الذي أُقيم في قاعة ألبرت الملكية في لندن بحضور أفراد العائلة الملكية البريطانية، ونخبة من نجوم صناعة الفن في المجتمع، حيث أجمع النقاد على أن الفيلم قدم دليلًا عمليًا على أن صناعة السينما يمكن أن تعود إلى سابق عهدها قبل فترة الإغلاق بسبب وباء فيروس كورونا الذي سيطر على العالم، وأثر على صناعة الفن بشكل كبير.
وكشف موقع deadline عن الأرقام الكاملة لأرباح الفيلم بإجمالي إيرادات بلغت قيمتها 22 مليون دولار خلال يومين فقط من طرحه، وأفادت تقارير أخرى أن الفيلم حقق أرقامًا قياسية في شباك التذاكر في المملكة المتحدة، وحقق إيرادات في عطلة نهاية الأسبوع، أكثر من أي فيلم آخر في تاريخ أفلام جيمس بوند، ليصبح بذلك أعلى فيلم في العام من حيث الإيرادات، بعد أربعة أيام فقط من عرضه في السينما.
فيلم جيمس بوند "No Time to Die'' ينقذ السينما
وحقق الفيلم أرباحًا بقيمة 88 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل 119 مليون دولار، في 54 سوقًا، ليصبح بذلك الفيلم الأول من إنتاج هوليوود الذي يتخطى حاجز 100 مليون دولار، قبل عرضه في الصين، التي تعتبر ثاني أكبر سوق للأفلام في العالم، منذ أن بدأ الوباء قبل أكثر من 18 شهرًا.
أما في المملكة المتحدة وأيرلندا، أعلنت دور العرض عن ما يقرب من 26 مليون جنيه إسترليني من مبيعات التذاكر خلال الأيام الأربعة الأولى من العرض، حيث توجه الجمهور الذي كان يترقب صدور الفيلم الذي تأخر طرحه ثلاث مرات، إلى قاعات السينما بأعداد كبيرة. كما حقق الفيلم الذي استمر عرضه ثلاثة أيام في عطلة نهاية الأسبوع، من الجمعة حتى ليلة الأحد؛ رقما قياسيُا قدره 21 مليون جنيه إسترليني، وفقًا لجمعية السينما البريطانية.
واتفق النقاد في المملكة المتحدة، إلى حد كبير، على أن الفيلم، وهو آخر رحلة لدانيال كريج في دور جيمس بوند، لاقى احتفالًا يليق به، كما أشادت كل من الجارديان والتلغراف والتايمز بالفيلم، حتى أن صحيفة الجارديان وصفت الفيلم بأنه "ملحمة أسطورية"، يقدم للمشاهدين الإثارة، والأكشن، والدراما، والكوميديا، والرعب، كل هذا في عمل واحد.
في حين أفادت صحيفة التليغراف أن الفيلم كان مُرضيًا للغاية ومتناسقًا بشكل كبير مع آداء وشخصية وأسلوب دانيال كريج في التمثيل، كما كتبت صحيفة التايمز في تقييمها عن الفيلم: "إنه ممتاز للغاية".
فيلم سبايدر مان يتجاوز التوقعات
في يوم الإثنين، الموافق 13 ديسمبر/ كانون الأول، تم الكشف عن فيلم سبايدر مان الجديد "No Way Home"، ولاقى الحدث صدى واسعًا، صاحبه ظهور ردود فعل وتغطيات في كافة الصحف العالمية، وتفاعلًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وتقييمات وتحليلات من نقاد صناعة الفن والترفيه للفيلم الذي أثار حالة من الجدل والترقب حتى قبل عرضه.
سجل فيلم سبايدر مان "No Way Home" بطولة توم هولاند وزندايا، والذي تم عرضه مؤخرًا في دور العرض، أرقامًا قياسية في شباك التذاكر، وحقق 50 مليون دولار في إيراداته الافتتاحية، وفي ذات السياق، أفاد موقع CNN أن سهم شركة AMC Theaters للسينما ارتفع بنسبة 20٪ بعد أنباء معاينة الإيرادات يوم الخميس.
وأفاد مراقبوا السينما آنذاك أنه إذا تحققت التوقعات بشأن إيرادات الفيلم، فسيكون "No Way Home" أول فيلم في عصر الوباء يتجاوز 100 مليون دولار في عطلة نهاية أسبوع واحدة، مع العلم أنه لم يحقق تلك الإيرادات سوى فيلم واحد فقط، وهو "Venom: Let There Be Carnage" للمخرج أندي سركيس وإنتاج شركة سوني، حيث بلغت الإيرادات الأولية 90 مليون دولار أمريكي على الصعيد المحلي.
وبالفعل تجاوز الفيلم التوقعات، بتحقيقه أرقامًا قياسية في الأيام الأولى لعرضه في السينما بأمريكا والعالم، حيث حقق في عطلة نهاية الأسبوع الأول له 253 مليون دولار في أمريكا الشمالية، وفي شباك التذاكر الدولي، حقق أرباحا بلغت 334.2 مليون دولار على مدار خمسة أيام، ليحتل المركز السابع لهذا العام حتى الآن، والمرتبة الرابعة لهوليوود، وأصبح صاحب الرقم الثالث كأكبر افتتاحية عالمية على الإطلاق بمبلغ 587.2 مليون دولار، وعبور علامة 500 مليون دولار يجعله الفيلم السادس فقط على الإطلاق الذي يحققه في انطلاقته الأولى.
تقييمات النقاد لفيلم "No Way Home"
وفي تقييمات الفيلم، وصفه النقاد بأنه فيلم أسطوري، لا يباريه من حيث مستويات الترقب سوى فيلم جيمس بوند "No Time to Die"، موضحين أنه يحتوي على عمق جديد لم يتم استكشافه في أفلام سبايدرمان السابقة.
أما صحيفة الجارديان، والتي كتبت مقالًا عن الفيلم بعنوان "فيلم سبايدر مان No Way Home.. متعة متفرقة في تكملة طموحة"، أفادت أن جون واتس، مخرج الفيلم، قام بعمل قوي للغاية، حيث تم تكليفه بتحدي كبير بعد عام صعب، في محاولة لتقديم مغامرة مثيرة ومصممة ببراعة من شأنها إرضاء قاعدة جماهيرية واسعة حول العالم، لا سيما مع قصة الفيلم التي تُحدث تغييرًا جذريًا في مخططات الدمار الشامل لمعظم أفلام الأبطال الخارقين، والتي جعلت مارفل تتباهى بحقيقة أنها وضعتنا جميعًا أسرى أمام عمل متقن بعناية.
أحدث تقارير شباك التذاكر
في أحدث التقارير عن إيرادات شباك التذاكر في عطلة نهاية الأسبوع، كشف موقع فوربس أن فيلم جيمس بوند "No Time to Die" حصل على 570 ألف دولار أخرى، في أمريكا الشمالية مقابل 160.5 مليون دولار من الإيرادات المحلية.
كشف التقرير أيضًا أن الفيلم حقق 100 مليون دولار في الخارج على وجه التحديد في فروع توزيع شركة MGM، وهو رقم قياسي لأول مرة لأحد أفلام جيمس بوند، وفي نفس الوقت سجل الفيلم 2.813 مليون دولار أخرى في الخارج.
وبذلك يصل إجمالي إيراداته العالمي إلى 771 مليون دولار، وهو ما يزيد بمقدار 50 مليون دولار عن فيلم F9، الذي يعتبر أقرب منافس له في هوليوود، حيث بلغ إجمالي إيراداته 721 مليون دولار، وأكثر بمقدار الضعف من فيلم "Black Widow"، الذي سجل 380 مليون دولار.
فيلم "Venom: Let There Be Carnage"
في حين أنهى فيلم "Venom: Let There Be Carnage" للمخرج آندي سركيس وبطولة توم هاردي عطلة نهاية الأسبوع بمبلغ 212 مليون دولار محليًا، و493 مليون دولار في جميع أنحاء العالم، بميزانية قدرها 110 مليون دولار.
ويتوقع المحللون مزيد من التعافي في إيرادات السينما بعد فترة الركود التي أصابت صناعة الأفلام حول العالم، مع بعض الأفلام المقرر طرحها والتي ارتبط الجمهور بأجزائها السابقة، مثل فيلم "The Matrix Resurrections" بطولة كيانو ريفز وكاري آن موس، ومن المقرر طرحه 22 ديسمبر.