آل كارداشيان.. حكاية أشهر عائلة إنفلونسرز لم تغرب عنها شمس التريند منذ نهاية التسعينيات!
أن تكون عضواً في عائلة "كاردشيان" معناه أن تكون مشهوراً ومليونيراً دون أن تفعل شيء له قيمة أو أهمية كبيرة، ورغم ان بداية شهرة العائلة تعود إلى نهاية تسعينيات القرن الماضي، لكن الغريب أن شهرة أفراد العائلة لم تخفت أبداً، وخلال السنوات الماضية بزغت فيه شهرة شخصيات أخرى من مشاهير الغناء والتمثيل والموضة، وخفتت شهرتها بعد سنوات، لا زال اسم كاردشيان ساطعاً في سماء التريند ويتصدر الأخبار، وكأن تلك العائلة ذات اللقب الغريب، المهووسة بالشهرة تمتلك سراً خفياً يجعل الجمهور لا يمل من متابعة أخبار زواجهم وطلاقهم وأزماتهم وأزيائهم.
في البدء كانت الجريمة!
في منتصف التسعينيات قام المحامي "روبرت كاردشيان" بالمشاركة في فريق الدفاع عن صديقه لاعب كرة القدم الامريكية الشهير "أو جى سيمبسون"، المتهم بقتل زوجته السابقة وصديقها، ونجح مع مجموعة من كبار المحامين في الحصول على البراءة لموكله بعد مُحاكمة صاخبة، شهدت تغطية إعلامية وتليفزيونية غير مسبوقة، وتعرض كل من شارك في المحاكمة التي استمرت حوالي عام إلى ملاحقة وسائل الإعلام، وكانت شخصية المحامي "كاردشيان" مثيرة للجدل؛ فقد كان قادراً على تفنيد كل الإتهامات الموجهة إلى "أو جاى سيمبسون"، رغم وجود كثير من الشكوك التي تدينه بالفعل، وبدأت صور وأخبار المحامي "كارداشيان" وعائلته تحظى بمساحة كبيرة في متابعات الصحف والبرامج التليفزيونية.
كانت محاكمة "أو جاى سيبمبسون" نقطة إنطلاق عائلة كاردشيان نحو النجومية وتصدر التريند قبل أن يتبلور المصطلح نفسه؛ فهم لا يفعلون شيئاً تقريباً سوى الحرص على البقاء في دائرة الضوء دائماً، وبدأت "كيم" وهي واحدة من بنات "روبرت كاردشيان" في الإنطلاق في طريق الشهرة وإعتلاء منصة التريند؛ وذلك من خلال العديد من الاخبار التي تُشبع جمهور النميمة والقيل والقال، وكانت في البداية صديقة وstylist المليارديرة بالوراثة "باريس هيلتون" حفيدة صاحب سلسلة فنادق "هيلتون" العالمية، وربما اقتنصت بعض البريق من هذه الصحبة، ولكن كان تسريب شريط فاضح لها مع صديقها المغني "راى جي" هو بداية هوس عالمي بتتبع أخبار "كيم كاردشيان" المثيرة، وأخبار باقي أفراد عائلتها أيضاً ومن يرتبطون بهم أيضا، وأصبح أى شىء تفعله "كيم كاردشيان" مهما بلغت تفاهته خبراً مؤثراً ومصدراً لتريند على مواقع التواصل الإجتماعي.
أن تعيش في أكذوبة كبيرة!
أن تكون مشهوراً وفقط فهذا معناه أن تلك الشهرة محدودة وقابلة للإنطفاء في أى وقت، و"كيم كاردشيان" وعائلتها لا يملكون مواهب فنية استثنائية تمنح شهرتهم تلك الاستمرارية المُستمرة منذ ما يزيد على ربع قرن من الزمان؛ فأفراد العائلة "كورتني" و"كيم" و"كيندال" و"كايلي" يعملون في مجال الأزياء والدعاية، بالإضافة إلى تليفزيون الواقع، وقبل وجود قنوات اليوتيوب التي تمنح أي شخص القدرة على مُشاركة تفاصيل حياته اليومية إلى الملايين، كانت عائلة كاردشيان تعيش في منزل واحد مع كاميرات تنقل واقع حياتهم اليومية إلى الجمهور المُتشوق لمتابعة تفاصيل ويوميات أفراد العائلة الشهيرة في حلقات برامج متعددة، من أبرزها برنامج "The Kardashians"، وقبلها Keeping Up with the Kardashian.
لا يوجد لدى العائلة ما تُقدمه للجمهور من فنون ترفيهية سوى تقديم حياتهم الخاصة، مع بعض الاصطناع الذي يمنح واقعهم بعض الجاذبية؛ فمن المؤكد أن العائلة تُدرك وجود الكاميرات حولهم، ويتصرفون بطريقة تضمن جذب الجمهور، وهذا على عكس شخصية ترومان التي جسدها الممثل جيم كاري في فيلم The Truman Show (عرض ترومان)؛ فقد تابع أغلب البشر حياة ترومان منذ طفولته، ولم يكن يدري أنه يعيش داخل ستديو كبير، وكل من حوله ممثلين يُجسدون أدوار مكتوبة، وكان جهله بهذا وتلقائية تصرفاته مصدر جاذبية برنامجه، وحينما أدرك الحقيقة رفض أن يعيش تلك الأكذوبة المصنوعة، ولكن في حالة "كاردشيان" سعى الجميع إلى تكريس الأكذوبة وتأكيدها؛ فقد أصبحت مصدر دخلهم وثروتهم وشهرتهم.
إنفلونسرز المتعة والشعور بالذنب!
لم تتوقف عائلة "كاردشيان" عن صناعة الجدل والتريندات، وورث أحفاد وحفيدات المحامي "روبرت كاردشيان" وزوجته "كريس جينر" تلك الشهرة والتأثير حتى على الأجيال الجديدة التي وُلدت في بدايات الألفية الجديدة، ورغم وفاة "روبرت كادرشيان" عام 2003 إلا أن الرياضي المعروف "بروس جينر" الزوج الثاني لكريس جينر أصبح جزء أصيلا من العائلة، وأنجب "كيندل" و"كيلي"، وأصبح عضوا من أعضاء برامج الواقع التي تصنعها أسرته.
يجد أي محلل لشهرة عائلة "كاردشيان" نفسه في حيرة؛ فهي تقدم برامج تخلو من أى إبداع أو قيمة حقيقة، وحتى على مستوى الترفيه هى لا تقدم شكلا فنيا جيدا أو مضمونا، ويُمكن أن نقول أنها شهرة تعتمد على الدعاية المُبالغ فيها، وتضخيم الأخبار لتحقيق الشهرة للشهرة، والاهتمام بهذا النوع من برامج الواقع وأخبار عائلة كاردشيان يُحقق نوعا من المُتعة يُطلق عليه (المتعة المصحوبة بالشعور بالذنب) أو Guilty pleasure، وهو مصطلح يصف الشخص الذي يستمتع بعمل فني أو ترفيهي يعرف جيداً أنه سيء ورديء ومع ذلك يُواظب على متابعته بإهتمام وشغف.