فلسفة فاروق الفيشاوي في التعامل مع المرض..لم يخف إصابته بالسرطان ولم يتوقف عن بث الأمل
لم يتخل الفنان فاروق الفيشاوي عن الأمل والتفاؤل منذ إعلانه عن إصابته بمرض السرطان في شهر أكتوبر من العام الماضي، خلال فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي، فنادرًا ما نجد فنانا يعلن بصراحة تفاصيل مرضه بل ويستقبل نبأ إصابته بمرض خطير بابتسامة، بل ويسعى ليجعل أيامه المتبقية محاطة بالحب والأمل.
فاروق الفيشاوي.. النموذج الإيجابي لمحاربي السرطان
الفنان فاروق الفيشاوي الذي رحل قبل ساعات قليلة عن عمر ناهز 67 عامًا، كان نموذجًا إيجابيًا في تقبله لمرضه، فلم يستسلم لفكرة التعب والمعاناة وتوقف الحياة الناتجين عن إصابته بمرض كالسرطان، لكن كانت له فلسفته الخاصة في المواجهة، فلم يستهن بمرضه، لكنه لم يضخّم منه، فتعامل معه كأنه "دور برد" سيصاب به لفترة وينتهي تمامًا ويعود كما كان.
كان مليئًا بالأمل، ولم تتغير محبته للحياة ولمن حوله.. كان حريصَا طوال الوقت على طمأنة محبيه على حالته، ظهر بكامل قوته يعلن عن مرضه أمام الجميع ويعدهم بأنه ييخرج من تلك الأزمة أقوى مما كان، لدرجة أثارت استغراب البعض وتساؤلاتهم.. كيف لشخص علم لتوه بإصابته بمرض خطير؛ أن يأتي بكل هذا التفاؤل والهدوء والقوة؟!
رسائل أمل من الفيشاوي جمهوره
لم يرد الفيشاوي السير على نفس المنهج الذي ينتهجه البعض، عند إصابتهم بأحد الأمراض، ومحاولة إخفائها عن جمهورهم، لكنه قرر مصارحة محبيه بكافة التفاصيل الدقيقة لما مر به، فيبدو أنه وجد أن دعم محبيه أقوى من العلاج الكيميائي، ويساعده أسرع في الشفاء.
وبالفعل لم يكن يخفي الفيشاوي أي تفصيلة عن حالته الصحية، وبدأ يظهر في اللقاءات التلفزيونية، ليس فقط ليروي تفاصيل مرضه، بل لبث رسالة أمل لمن يعانون مثله، بأن يواجهوا المرض بشجاعة ويتخلوا عن حالات اليأس والإحباط التي قد تصيبهم، خاصة في ظل وجود بارقة أمل لهم، حيث كشف حينها عن وجود علاج جديد وفعال للسرطان، حصل مخترعيه على جائزة نوبل لعلاج هذا المرض.
ماذا فعلت أسرة فاروق الفيشاوي في أيامه الأخير؟!
ولم تتوقف رسائل فاروق الفيشاوي عن الأمل، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، فلم تتوقف حياته، بل حرص على الظهور في العديد من الفعاليات الفنية والاجتماعية وأيضًا مواصلة مشواره الفني، من خلال عودته للمسرح بمسرحية "الملك لير" مع الفنان يحيى الفخراني، وبالفعل قدم عدة عروض منها لكن حالته لم تسمح له بالسفر مع باقي فريق العمل لعرضها في السعودية في الأيام الماضية.
وبالرغم من المحاربة ضد المرض، والصراحة التي اتبعها مع محبيه حول كل تفاصيله، إلا أن فلسفة فاروق الفيشاوي مع تعامله مع المرض، تغيرت بشكل كلي عندما أصيب بالوعكة الصحية الأخيرة؛ حرصت أسرته على التكتم على تفاصيل تدهور حالته، وحتى رفضوا الإعلان عن اسم السمتشفى الذي يعالج به، واكتفوا فقط بالتصريح بأن حالته حرجة، إلى أن تم الإعلان أنه قد دخل في غيبوبة بعد تدهور حالة الكبد، وسرعان ما تم إعلان خبر الوفاة بعد ساعات.