مسلسل "لما كنا صغيرين".. الحكاية أولا !
قبل أن تسقط بقليل، هناك من انتشل ريهام حجاج كممثلة، لينسيهم مسلسلها الأول كبطلة مطلقة "كارمن" 2019، حيث كانت تجربة تعاني من عيوب شتى، وخسرت بها ريهام حجاج المزيد من رصيدها، ولينسيهم أزماتها المتوالية على السوشيال ميديا التي تقحم حالها فيها وكأنها عدوة نفسها، رغم أنها كانت تتلقى إشادات على موهبتها في أعمالها الأولى وعلى ذكائها في التعامل أيضا مع وسائل التواصل الاجتماعي.."لما كنا صغيرين" رغم أنه تجاريا واستسهالا يطلق عليه "مسلسل ريهام حجاج"، ولكنه في الحقيقة بدءا من اسمه الدافئ مرورا بتناول حدوته، هوعمل يحتفي بالدراما وفنيات تقديمها للجمهور وقصته هي البطل الأول.
"سليم ونهى وياسين ويحيى وحسن ووائل، وغيرهم".. أبطال كل منهم أخذ حقه كاملا، فيما الحدوتة لا تسلمك نفسها مرة واحدة، وربما تعتبر هذه ميزة أساسية للسيناريست أيمن سلامة، فما نعتقد أننا نعرفه ونكون على تمام الثقة بأنه الحقيقة، ينقلب إلى الوجه الآخر في لمحة واحدة. التشويق لعبة لا يملك أدواتها كثيرون بالطبع، وبروزة هذا التشويق دون افتعال لعبة أخرى يتقنها قلة كذلك بينهم المخرج محمد علي الذي صالح الجمهور على "الممثلة" هيفاء وهبي من قبل في "مريم" كتبه أيضا مالمؤلف أيمن سلامة "كان في مرمى النيران رمضان الماضي بعدما اقتبس قصة المسلسل الشهير " Breaking Bad" لتصبح مسلسل ولد الغلابة ومع ذلك أنكر ما قام به".
يرى محمد علي المخرج الذي لديه بصمات في مشوار كثير من نجوم التمثيل، دوما في البطل ما لا يراه غيره، بالتالي أنت تتفاجئ من كادر التمثيل لديه وتوزيعه للشخصيات حيث يأتي الأمر في صالح العمل وإن كان للوهلة الأولى يبدو غير متوقع، هنا كان من الطبيعي أن تدور أحاديث المجموعات المغلقة المهتمة بمتابعة الفنون عبر السوشيال ميديا عن لفتات ولمحات الأبطال في المشاهد وعلى رأسهم محمود حميدة وخالد النبوي، والأخير يعتبر من كتيبة النجوم المفضلين للمخرج وسبق وتعاون معه في "مريم" عام 2015.
بعد اقتراب مسلسل "لما كنا صغيرين" من نهايته ورغم بعض الهنات خصوصا فيما يتعلق بالمكياج والإكسسورات، والتي كان بها استسهالا وتظهر أزماتهما في مشاهد الفلاش باك، ورغم بعض المط، إلا أنه قفز إلى تفضيلات المشاهدة وحافظ على مكانه، ربما لأن اللعب على فكرة الصداقة والتقلبات بين الأحبة تبدو قريبة لأغلب الناس، كما أن الارتباك الذي يسيطر على المشاهد والحيرة التي تصيب متابعي العمل نظرا لعدم تقديم شخصيات العمل بوجهة نظر أحادية "خير تماما وشر مطلق" تزيد من الرغبة في المتابعة، كذلك خلفيات الشخصيات النفسية التي اهتم بها المؤلف كثيرا تجعلها جزءا من ذاكرة المشاهد وتتماس مع كثير من يومياته.
مبارايات التمثيل في مسلسل "لما كنا صغيرين" ـ تعرض لظلم في التلقي بسبب الأزمات التي وقعت بسبب تصريحات أبطاله ـ تعددت، خصوصا وأنه يضم مجموعة من أبرز الموهوبين على الشاشة من كافة الأجيال، أيضا الأحداث المتلاحقة التي لا تبدو وكأنها أبدا حشو أو تزاحم "قتل ـ طلاق ـ محاولات إجهاض ـ تلصص ـ خيانة ـ ممنوعات"، زادت من جرعة الحماس لملاحقة الحلقات، فيما كان الانتصار الأكبر هو أن صورة العمل جاءت رائقة وعصرية دون تلفيق، خصوصا بعد أن أصبحت الإضاءة الدافئة المبالغ فيها هي العنوان العريض والأساسي في أغلب المسلسلات سواء كانت هناك حاجة لها أم لا، ولكن الأمر هنا تم التعامل معه بحساسية ولطف ورقة.