موسم جديد من The Movies That Made Us..الحنين لحكايات أفلام هوليوود الأكثر شعبية
وراء كثير من الأفلام الشهيرة التي تركت بصمتها في وجداننا قصص تصلح موضوعات أفلام مؤثرة؛ ولهذا يُمكن أن تُشاهد حلقات الموسم الثاني من وثائقي The Movies That Made Us "الأفلام التي صنعتنا" الذي بدأ عرضه مؤخراً على شبكة "نتفليكس" وكأنك تُشاهد نفس الأفلام من زاوية درامية أخرى.
يحكي "الأفلام التي صنعتنا" قصة صناعة أربعة أفلام شهيرة، عُرضت في الفترة بين مُنتصف الثمانينيات ومُنتصف التسعينيات، وتحول هذه الأفلام من مجرد أفكار على الورق إلى أعمال إبداعية خالدة أحبها ملايين البشر حول العالم، وأصبحت جزء من الثقافة الشعبية الإنسانية، وهى أعمال يكن نجاحها الأسطوري متوقعاً.
تصوير العودة للمستقبل مرتين!
لم يكن صُناع فيلم Back to the Future "العودة للمستقبل" يأملون في أكثر من نجاح الفيلم بدرجة جيد؛ فقد عانى الثنائي "بوب جال" و"روبرت زيميكس" من الفشل في عدة أفلام كتباها معاً وأخرجها "زيميكس"، ولم يؤمن بموهبتهما سوى المخرج "ستيفن سبيلبرج"، وقد دأب على التأثير على شركات الإنتاج لمنحهما الفرصة تلو الأخرى، وكان سيناريو فيلم "العودة للمستقبل" عن عالم غريب الأطوار يحول ثلاجة إلى آلة زمن، وعن صديقه الشاب الذي يُسافر عبر الزمن بواسطة هذه الثلاجة، وبدأ تصوير الفيلم مع الممثل الشاب "إيريك شولتز" بعد إعتذار "مايكل جيه فوكس" الذي كان مرتبطاً بتصوير مسلسل تليفزيوني، وبعد حوالي شهر ونصف من التصوير أصبح واضحاً أمام "بوب جال" و"روبرت زيميكس" أن أداء البطل المائل للميلودرامية والكآبة يُفسد حالة الفيلم، وقررا محاولة إسناد الدور إلى "مايكل جيه فوكس" بأى طريقة، وقد وافق بشرط تصوير مشاهده بعد مواعيد تصوير مشاهد المسلسل الذي يعمل به.
هذا القرار الجنوني كان يعني إعادة تصوير كثير من مشاهد الفيلم، وبوجود "مايكل جيه فوكس" بدأ العمل في الاتجاه إلى مستوى أخر، وكان يُعاني الإجهاد وقلة النوم، وربما كان ذلك سبباً في أنه كان تلقائياً في التعبير عن حالة إرتباك شخصية البطل "مارتي مكفلاى"، وظهر كشاب حائر يجد نفسه وسط ظروف عصيبة وخيالية، ولكن ردود أفعاله المُحببة كانت تثير ضحك وتعاطف الجمهور، ولم يتوقع ممثل السيت كوم الذي كان في بداياته الفنية أن يحقق الفيلم هذا النجاح الكبير، وأن يُصبح مشهوراً في العالم كله، وأن يتحول الفيلم إلى ثلاثية سينمائية أيقونية من ثلاثة أجزاء.
كيف أعاد سبيلبرج الديناصورات للحياة!
لم تكن مشكلة فيلم Jurassic Park "حديقة الديناصورات" في اختيار الممثلين، ولكن في اختيار شكل الديناصورات التي تظهر في حديقة ترفيهية داخل الفيلم، وكان الاختيار بين تصوير الديناصورات بالتقنيات الموجودة وقتها، والتي تجمع بين صُنع نماذج آلية مُتقنة للاستخدام في اللقطات المقربة، واللقطات التي تصور نماذج مُصغرة ثابتة للديناصورات يتم تحريكها يدوياً وعن طريق المونتاج تبدو كما لو كانت تتحرك، وكان عيب هذه الطريقة أنها تبدو مُصطنعة على الشاشة، ولكن خبير كمبيوتر شاب عمل سراً على تطوير تقنية تحريك على الكمبيوتر وقدم نتائجه لستيفن سبيلبرج الذي انبهر بها وتغير شكل ومشاهد الفيلم تماماً.
جوليا روبرتس ..سندريلا ديزني الجديدة!
فيلم المخرج الشهير "جاري مارشال" Pretty Woman "إمرأة جميلة" يحكي علاقة بين رجل أعمال ثري ووسيم وفتاة ليل استأجرها لتكون مرافقة له أثناء اسبوع عمل يقضيه في هوليوود، والفكرة تصلح موضوعاً لفيلم هوليوودي يبحث عن الإثارة، ولكن المُدهش أن هذا الفيلم من انتاج استديوهات "ديزني"، وهو يصور حكاية تشبه حكايات عالم "ديزني"، وبطلته مثلها مثل أي أميرة قدمتها "ديزني" في أعمالها الشهيرة مثل "سندريلا" و"سنو وايت"؛ الفتاة الفقيرة التي تحلم بالزواج من الأمير الوسيم، ولكن في المعالجة العصرية الواقعية التي كتبها "جيه. اف. لوتون" لم تكن مهنة الفتاة مقبولة حسب معايير "ديزني"، وكانت شخصية البطلة في الفيلم تتعرض للتنمر والإحتقار من بعض شخصيات العمل، وفي الواقع توسلت الممثلة المغمورة – وقتها – "جوليا روبرتس" إلى النجم الوسيم "ريتشارد جير" كى يقبل بطولة الفيلم الذي رفضه أكثر من مرة، وكان السبب الأهم للرفض هو أنه لا يعرف بطلته.
نجاهلت "ديزني" معاييرها، وأنتجت الفيلم للكبار، وما حدث لسندريلا في حواديت "ديزني" حدث لجوليا روبرتس في الواقع؛ فقد أصبحت بين يوم وليلة بطلة فيلم حقق ايرادات أسطورية، ووجه معروف في العالم كله، ونجمة مطلوبة في العديد من المشاريع السينمائية الجديدة، وطلتها وملابسها أصبحت موضة لدى الفتيات في العالم كله.
رجل المطر أوقف فوريست جامب!
في يوم ما توقف مشروع فيلم Forrest Gump "فوريست جامب" وكاد ينتهي للأبد، وكان رأى شركة الإنتاج أن هوليوود لا تحتاج إلى حكاية مؤثرة أخرى عن رجل بريء ولطيف يُعاني من مرض عقلي، وكان المقصود فيلم Rain Man "رجل المطر"، إنتاج 1988، وبطولة "داستن هوفمان" و"توم كروز" وقد حصد الجوائز وإعجاب الجمهور في شباك التذاكر.
رغم ذلك كان هناك من يؤمن أن "فوريست جامب" عمل مُختلف ويستحق السيناريو الخاص به أن يتحول إلى عمل سينمائي، ومع وجود "توم هانكس" وفريق العمل المثالي تحت إدارة المخرج "روبرت زيميكس" كان الرهان على إضافة عمل ابداعي جديد؛ فمخرج العمل هو الذي قدم لهوليوود أشهر وأهم أعمال حقبتي الثمانينيات والتسعينيات، ومنها مثلاً "العودة للمستقبل"، و"الأرنب روجرز" و"الموت حليفها"، وهو قادر على تقديم الدراما الإنسانية المؤثرة الممزوجة بلمسات إنسانية وكوميدية، ولهذا كان اختيار "توم هانكس" الذي بدأ مسيرته ممثلاً لأفلام الكوميديا الخفيفة، وكان يرغب في تغيير النوعية التي يقوم بتمثيلها، ويقدم أعمال من نوعية درامية مُختلفة، وجمعت شخصية "فوريست جامب" بين الامرين؛ فهو طفل منطوي يعيش في جسد رجل ناضج، وكان الممثل الطفل الذي بجسد شخصية "جامب" في طفولته ملهماً لتوم هانكس بصورة كبيرة؛ وكانو يتصرف بتلقائية وردود أفعاله تحمل الدهشة الدائمة، وظل "هانكس" يراقبه، ويقلده، واستلهم من تصرفاته شخصية "فوريست جامب" الغريبة الأطوار والمثيرة للتعاطف.
الصور من الحساب الرسمي لتوم هانكس على أنستجرام والفيديوهات المرفقة