بينها الاستغلال الذكي للثقافة الشعبية والبساطة.. 7 خطوات وراء نجاح حمادة هلال في "المداح 2"
الدراما بشكل عام فن لا يمكن تجاهل أثره في أي مجتمع، والنماذج المثيرة للجدل للشخصيات الملتزمة بشكل خاص تحظى باهتمام كبير من الجمهور، لكونها لا تخرج عن نسق الأغلبية، وذلك لما تناله من تركيز من متابعيها، وهو ما حدث مع الفنان حمادة هلال في مسلسل "المداح _ أسطورة الوادي"، الذي نجح ببساطة في أن يحقق نجاحًا مستمرًا بأقل مجهود ودون حملة دعائية صاخبة.
سر خلطة "المداح 2"
على الرغم من أن دور حمادة هلال في شخصية "صابر المداح" لا يسعى إلى الترويج لانتهاج أي معتقد أو الانضمام لفئة بعينها، إلا أنه قدم عددًا كبيرًا من العادات والأفكار والموضوعات التي تتعلق بالدين ومعتقدات شريحة كبيرة من الجمهور تجاهها، وسواء كان الأمر مقصودًا أم لا، إلا أنه أصبح شيئًا ملموسًا وحقيقة على أرض الواقع، ظهرت آثارها في الأصداء الواسعة والإشادات الواضحة لـ شخصية "صابر المداح"، على الرغم من أن الأمر لا يزال مجرد فن، لا يعبّر إلا عن نفسه، سواء من الواقع أو من خيال المؤلف، وهو ما يحسب له وللمسلسل ككل.
النجاح رغم التيمات المكررة
في كثير من الأعمال الفنية، لا تحقق الأجزاء الثانية نفس القدر من النجاح الذي حققته الأجزاء الأولى، لأسباب مختلفة، لكن الأمر مختلف مع حمادة هلال في مسلسل "المداح"، فبالرغم من أن أدائه للشخصية لم يتغير في الجزأين الأول والثاني، وبالرغم من أن قصة المسلسل ككل تبدو بسيطة أو بمعنى أدق "تيمة" مكررة في الدراما المصرية، وهي سمة تنطبق على الكثير من أعماله الفنية وليس المداح فقط، إلا أن الجمهور يُقبل على متابعتها؛ أولًا لتقديم حماده هلال لها بشكل بسيط دون تعقيدات فنية مملة أو مرهقة للمشاهد، ثانيًا لكونها تدور جميعًا في الإطار الاجتماعي العائلي المحبب لقطاع عريض من الجمهور المصري والعربي.
ابتعاد عن النمطية
سنوات طويلة من الجدال والرد والنقاش، حول حقيقة تقديم صورة رجال الدين في السينما والدراما، ويستمر حمادة هلال في مخالفة القاعدة من خلال مواصلة تقديم شخصية "صابر المداح" في الموسم الرمضاني الحالي، وخالف كل التوقعات من ناحية الصورة النمطية عن هذا العالم، إذ أن رجل الدين هنا ليس دورًا ثانويًا بل بطل العمل الذي تدور الأحداث حول دخوله في اختبارات متتالية بين إيمانه وبين رغبات نفسه وشرور المحيطين به.
أيضًا كان الأداء والملابس واللحية الحقيقية والتصرفات وطريقة الحديث والنظرات، حتى نطقه للغة العربية ومخارج الحروف، كل شيء تم وضعه في مكانه بدقة في الشخصية، وكأنه نموذج حقيقي من الواقع بلا تصنّع جاء ليقضي على حالة التشبع التي لا تنتهي من النماذج المغايرة التي يتم تقديمها من خلال "لحى مصطنعة" أو طريقة كلام غير واقعية.
استغلال الثقافة الشعبية
بالإضافة إلى ما يتناوله المسلسل من خلال النموذج الصوفي الذي يصل لدرجات عليا من الكرامات ومواجهة الجن، وهي القصص التي تنال اهتمامًا خاصًا من الجمهور، ويصدقها البسطاء جدًا في الواقع، أيضا إطار وصول حمادة هلال للجمهور من خلال "صابر المداح" كان من خلال موضوع متجذر في الموروثات والثقافة الشعبية، حيث يفنده العمل ويحاول الرد على ما يتم تداوله حوله.
الوصول للجمهور بالعفوية
بالرغم من عدم إجادته للترويج بشكل مكثف لأعماله الفنية، أو بمعنى أدق الترويج بشكل احترافي، إلى أن حمادة هلال يصل للجمهور باستمرار، وقريب منه بتصرفاته وأفعاله، سواء بالتفاعل معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال تصريحاته العفوية الخالية من التصنع، سواء عن حياته الشخصية أو المهنية، مما ساهم في انتشار أعماله الفنية التي عادة ما يجيد اختيارها مثل مسلسل "المداح" الذي لاقى نجاحًا كبيرًا في جزئه الأول، بل ونزولًا على رغبة الجمهور، تم تقديم جزء ثاني منه خلال الموسم الرمضاني الحالي، والذي لم يقل نجاحه عن الجزء الأول.
سلاح السوشيال ميديا
عادة ما يعاني نجوم الفن من أضرار وسلبيات مواقع التواصل الاجتماعي، سواء فيما يتعلق بنقد أعمالهم الفنية أو التدخل في حياتهم الشخصية، لكن على الجانب الآخر، بعض الفنانين أجادوا الوصول للجمهور من خلال هذه الوسائل، وتمكنوا من الاستفادة من إيجابياتها بشكل أكبر من أقرانهم، على رأسهم حمادة هلال، فهو على الرغم من انضمامه لمواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات طويلة، إلا أنه غير طريقته للتواصل مع الجمهور خلال العامين الماضيين وأصبح أكثر تفاعلًا مع المتابعين.
احسن وقت تقعد فيه في الشمس بالنهار pic.twitter.com/quYe6XTrQH
— Hamada Helal (@Hamadahelal) January 31, 2020
استغلال تريند "البديهيات"
على مدار السنوات الماضية لفت حمادة هلال الانتباه إلى "لزماته" والكوميديا الناتجة عنها، خاصةً فيما يتعلق بتكرار بعض الكلمات والجمل، أو ما يعرف بتريند "البديهيات"، بدءًا من أغنيته الشهيرة عن ثورة يناير ثم تريند "الشاي" وغيره الكثير، حيث عاد حمادة هلال للساحة محققا انتشارا كبيرا بين الجمهور، بعد استغلال تريند السخرية من هذه البديهيات لصالحه، حيث يتعامل معها بصدر رحب، فيزيد تفاعل الجمهور معه وإشادتهم بروح الدعابة التي يتصف بها.
الصور من حساب حمادة هلال بإنستجرام