سر مسلسل "الهيبة" الذي جعل الجمهور متشوقاً لمتابعته
مسلسل "الهيبة" نجح في حلقاته الاولى بخطف الكثير من المشاهدين في رمضان 2017 الى عالمه الخاص، واستطاع الى اليوم بأن يكون حديث الجميع في الحلقات الاولى من عرضه بعدما استقطب المشاهدين كالأسرى خلف شاشات التلفزة. لكن، ما سر "الهيبة" الذي جعل المشاهد أسيرا لاحداثه من الحلقات الاولى؟.
عوامل كثير منحت مسلسل "الهيبة" الزخم لمتابعته. وليس بأولها "عالمه الخاص" الذي نقل المشاهد الى واقع يمكن اسقاطه على بيئة لبنانية يعيشها البعض بالتفاصيل المملة، فيما البعض الآخر الذين لا يبعدون بالكيلومترات القليلة عنها يكتفون بسماع الكثير من الحكايات والاخبار عنها ويعتبرون ان اناسها وكل ما يجري فيها هم من "كوكب آخر"...هذا العالم المتداخل في عمق الداخل اللبناني، استقطب حشرية المُشاهد نحو بيئة العشائر والمافيات ومهربي السلاح اضافة الى تحمس المشاهد الذي ينتظر وقوع "عليا" بغرام "جبل" بين كل لحظة واخرى.
احداث متسارعة وغنية بالتشويق
الاحداث المتسارعة والغنية بالمحتوى ضمن الحلقات الاولى كانت كذلك عامل جذب كالمغناطيس للمشاهد الذي يعيش في عصر يغلب على تسميته "عصر السرعة". فلا يكاد يمر مشهد في الحلقات الاولى من مسلسل "الهيبة" الا ويحمل بجزئه حكاية وحدثا بعيدا عن الحشو والتكرار واللف حول الموضوع..فكل مشهد هو بحد ذاته حدث لا يمكن تفويته.
ابطال مسلسل "الهيبة"
ولأبطال مسلسل "الهيبة" حكاية أخرى، فثنائية النجمين تيم حسن ونادين نجيم بدأت تترسخ كإحدى طقوس موسم دراما رمضان، وتتصوب الأنظار نحوهما بسؤال مختصر "ماذا سيقدمان للجمهور من جديد". وبالفعل، نجح النجم السوري في كسر الصورة السائدة عنه بالرومانسية والجنتلمان ليفاجئ المُشاهد بدور لم يعهده من قبل من خلال تجسيده زعيم عشيرة ذات سلطة ونفوذ و"هيبة"، بكل ما لأبعاد الشخصية من تفاصيل تتعلق بالشكل والتصرفات الى المفرادت.
اما نادين نجيم، فهي كذلك استطاعت ان تعطي دورها كسيدة آتية من عالم الاغتراب غموضا آسراً نحو توقع تصرفاتها في البيئة الغريبة التي ستتورط بها وكأنها "آتية اليهم من عالم الفضاء"، ونجحت النجمة اللبنانية بترجمة الكثير من الانفعالات والكلمات ونقلها للمشاهد عبر تعابير نظراتها وملامحها بدون كلام ناطق.
منى واصف..صرخة في الذاكرة
وليست النجمة القديرة منى واصف تحتاج الى إثناء في دورها بشخصية "الست ناهد"، فهي اضافة حقيقية لكل عمل تشارك فيه، حتى ان الفنان تيم حسن يشعر ببالغ الفخر لمشاركتها بالعمل فنشر مؤخرا صورة برفقتها وذكرها بعبارة تلامس نجوميتها فكتب قائلا :""أحد المغتربين قال لي في أحد التكريمات: "طلعت من الشام صغير وباقي بذاكرتي صرخة منى واصف".
وتابع: "إنتِ ذاكرتنا... سيدة الأداء العربي منى واصف، وقفتك في "الهيبة" إضافة لنا جميعاً وشرف لي أن أمثّل أمامك، الله يطول عمرك وشكراً يا ست الكل".
أبطال مسلسل محترفون
ابطال العمل كفريق أبدعوا جميعا في شخصياتهم الى حد "التلبس"، وكانوا جميعهم كحبات العقد التي أكملت المسلسل، وبينهم اويس مخللاتي وسامر كحلاوي وعبدو شاهين ووجيه صقر وغيرهم.
ولا يُمكن إلا وان تُرفع القبعة الابداعية لكل من كاتب العمل هوزان عكو والمخرج سامر البرقاوي الذي نقل اجواء العمل بمشهدية لمَّ فيها تفاصيل العمل بطريقة محترفة.
وبعد مرور الاسبوع الاول على عرض حلقات مسلسل "الهيبة"، يُمكننا الاستعانة بمقولة "جبلية" من "جبل" شيخ الجبل" والتي اصبحت لازمة له في المسلسل وهي : "لا تهكلوا للهم" طالما ان الدراما اللبنانية- السورية مع هكذا نجوم وطاقم عمل وحبكة درامية مُتمكنة......على أمل تكون الحلقات المقبلة من المسلسل على قدر التوقعات وبنفس نجاح الحلقات الماضية حيث لا يمكن ان تكتمل صورة الحُكم على المسلسل الا بعد انتهائه.