كلهن صاحبات سعادة.. كيف تحولت برامج التليفزيون لنسخة واحدة بنفس الضيوف؟

أنوشكا سعيدة بضيوفها "فرقة الفور إم تعود على يديها" عزت أبو عوف يسترجع الذكريات مع شقيقاته مها ومريم وميرفت ومنال، فعلها في أكثر من برنامج "منها "صاحبة السعادة مع إسعاد يونس" وبيت العيلة" مع نجوى ابراهيم.. ما الجديد؟ في "صالون أنوشكا"، ما الجديد في "معكم" منى الشاذلي، ولا حتى حواديت غادة عادل في "تعشب شاي"، كلهن يحاولن أن يصبحن صاحبات سعادة على القنوات المصرية.. فأين السعادة في ذلك؟

نفس الأسئلة.. نفس الضيوف

تكرار الضيوف وتكرار الأسئلة سمة غالبة على برامج المنوعات المصرية، يخرجون من الاستديو إلى الآخر يحكون نفس الحواديت. النوستالجيا أغرقت شاشات الإعلام المصري، عزت أبو عوف يجتر ذكرياته مع شقيقاته من ستديو صاحبة السعادة لاستديو بيت العيلة "متوقف حاليا"، ويعيد الكرة مع أنوشكا غدا ـ الأربعاء ـ، وهكذا، مثله ضيوف كثيرون ونماذج متعددة.

برنامج واحد على كل الشاشات

لا أحد يغرد خارج السرب إلا قليلا، فما يتردد في الكواليس لصناع البرامج وبشكل صريح جدا وإن كان غير معلن :"عايزين برامج زي صاحبة السعادة"، القاعدة هي دعونا نستنسخ فكرة البرنامج الناجح ولا نبتكر أبدا، حتى تصبح الشاشة بمثابة برنامج واحد كبير ينتقل من هنا إلى هناك مع تغيير بعض الرتوش الطفيفة، هذا الحل الأسلم، خوفا من أي اخفاق محتمل، مع أن الاستنساخ نفسه اخفاق واضح تماما، وعلامة على الكسل، ولكنهم يغضون النظر.

"صاحبة السعادة" الحقيقية

مطربو التسعينيات ونجوم الإعلانات، والمذيعون القدامي، تيمة مكررة في أغلب البرامج الترفيهية عبر القنوات المصرية، حتى برامج التوك شو تستلهم نفس الأفكار في بعض فقراتها سواء برامج المذيعين أو المذيعات، وباتت القصص الترفيهية ولقاءات النجوم قاسما أساسيا حتى بالبرامج الجادة، وجميع المذيعون يتلقون نفس التعليمات:"عايزين نبقي زي صاحبة السعادة"، فالكل يجري وراء نجاح إسعاد يونس، دون أن يدروا أن لا أحد يمكن أن يتعلم التلقائية بالخبرة أو التقليد، وأن الجمهور يعرف جيدا كيف يفرق بين الأصل والنسخ المضروبة والتجارب التي لا تبعث على السعادة أبدا!