سابع جار.. عودة ناجحة ومتقنة لدراما ربات البيوت!
دلال عبد العزيز لا تبرح "الكنبة"تقريبا مثل كل الأمهات في ظروفها، توبخ هذا وتدلل تلك، وتصرخ في وجه الثالث، تتحدث وكأنها لا تستند إلى حوار مكتوب ومعد مسبقا، كأنها ترتجل تماما، لمياء في مسلسل "سابع جار" أم مصرية حقيقية، واقعية العمل أعادت اكتشاف النجوم الكبار وجعلتهم كأنهم يمثلون لأول مرة بروح الهواة تماما، وفتحت الباب أيضا أمام المجربين الذين جاءوا من بيوتهم ووقفوا أمام الكاميرا دون فذلكة.. البساطة هي التي صنعت كل تلك البهجة في هذه البناية متوسطة الحال بجيرانها الذين يشبهون المشاهدين.
ما بين "سابع جار" و"ساكن قصادي"
لا يمكن مقارنة "سابع جار" بدراما "ساكن قصادي" الشهيرة التي عرضت في تسعينيات القرن الماضي.. ظروف العملين مختلفة، كما أن الأخير كانت حلقاته منفصلة متصلة، ربما التشابه فقط في التفاف الأسرة لمشاهدة الحلقات والتمتع بخفة الظل للأداء ومناقشة مشكلات تمس الناس، فيما "سابع جار" يبدو الآن عودة ناجحة جدا وصادقة لدراما "البيوت" حيث الواقعية كما نعيشها في منازلنا، دون تصرفات فجة، أو علاقات صادمة.
التطور الدرامي ينساب تلقائيات دون افتعال وهو ما يحسب لمؤلفته هبة يسري التي تشارك أيضا في الإخراج الى جانب كل من أيتن أمين ونادين خان، فيما يمكن تسميته بالمثلث النسائي الذي أضفى جوا خاصا جدا على العمل، الذي ربح سباق الدراما الجديد وخطف الأضواء بمدى تميزه واختلافه.
نساء "سابع جار"
الحوار يعتبر من أهم نقاط العمل فلا تضبط جملة مكررة أو مقحمة، أو متنافرة مع الشخصية، كما أن مجهود الممثلين وخصوصا الجدد، جعل المسلسل أكثر صدقا وعفوية، وقربا، فالدراما الجيدة هي التي يعرف صناعها بدقة نوعية الجمهور الذين يتوجهون إليه، وهذه هي نقطة الانطلاق التي جعلت صانعات مسلسل "سابع جار" يتفوقن بأقل الإمكانات المادية، في ديكور شبه ثابت، ونجوم بأجور لم تشكل عبئا كبيرا على الميزانية، وبالتالي كان الاهتمام بالتفاصيل أمرا أساسيا دون الوقوع تحت ضغط طلبات "النجم الأوحد" التي أفسدت كثير من التجارب.
النجوم يعيدون اكتشاف أنفسهم
الأمهات والأبناء والأحفاد والجدات والجدود في هذا العمل، البسيط البعيد عن التصنع، لن تضبط واحدا منهم يشعرك أنه يمثل أو يستعرض مساحات موهبته، كلهم يأخذون من أداء بعضهم البعض ويخرجون في النهاية بحدوتة حلوة ممتعة. الوجوه الجديدة تبدو متمكنة، والفنانون المعروفون يعيدون اكتشاف أنفسهم ومن بينهم شيرين وصفاء جلال، ومحمود البزاوي. الديكورات بطل رئيسي في المسلسل الذي بظهر متناغما تماما ويحمل عناية نسائية فائقة بتفاصيله القيمة جدا.