هل النجوم أيضا لا يتذكرون قيمة زملائهم إلا بعد الموت؟!
لو كانوا استمعوا إلى كل هذا المدح وكل هذا الوفاء قبل الرحيل، لربما كانوا تأثروا إيجابيا كثيرا، وعاشوا وقتا إضافيا من السعادة، وتخلوا عن هاجس كونهم مهملين، ولم يعد أحد يتذكرهم. هذا هو ملخص الفكرة التي يسوقها بعض المشاهير استنكارا لعبارة أن الجمهور وصناع الفن لا يتذكرون النجوم الا بعد وفاتهم وبعد فوات الآن، حيث يبدأون في كيل المديح وتذكر قيمة الفنان بعد أن يوارى الثرى، ولكن الحقيقة أن أغلب النجوم باتوا متمسكين بتلك العادة للأسف، والنماذج كثيرة!
سباق النجوم في نعي محمد متولي
مثلا بعد وفاة الفنان الكبير محمد متولي، تبارى النجوم في كيل المديح له ولدماثة خلقة ولاتساع موهبته، وأغلبهم أكدوا أنه كان متفانيا في عمله، وكان يستحق أكثر مما هو فيه، اللافت أن الفنان الموهوب قبيل رحيله ورغم أنه لم يتوقف عن العمل، إلا أنه أصبح غائبا عن الأدوار الكبيرة رغم قيمته الكبيرة، وأصبحت أدواره هامشية تقريبا، مثل دوره الأخيرة مثلا في "سابع جار".
كما أنه لم يكن مدرج في قائمة المكرمين بأي مناسبة فنية، رغم أن فنانين كثر يشاركون في تنظيم تلك الأنشطة التكريمية ولديهم علاقات وطيدة بأصحابها، بخلاف أن المشاهير الكبار لديهم سلطة لترشيحه في أعمالهم لو هم أرادوا، ولكن هذا كان يحدث عن استيحاء، وبشكل نادر، والمفارقة أن الجميع تذكره وتذكر أهميته فور أن غادر الحياة مساء أمس ـ السبت ـ.
الفنان اللبناني نهاد طربيه..عرفان بقيمته بعد فوات الأوان
الأمر تكرر كذلك مع الفنان اللبناني الكبير نهاد طربيه الذي غادة الحياة قبل أسابيع قليلة، فالكل تسابق في نعيه، وفي لوم القائمين على المشهد الثقافي اللبناني لعدم الاهتمام بتاريخه الفني، فيما أغلب المشاهير لم يذكروا حتى متابعيهم فيما قبل بإرث هذا الرجل، ولا بقيمته.
المخرج إبراهيم الشقنقيري..أخيرا تذكره النجوم
ولم تختلف الحالة كثيرا مع المخرج الراحل إبراهيم الشقنقيري الذي فارق الحياة قبل أيام، بعد أن أثرى الشاشة التليفزيونية بكم هائل من الأعمال التي لا تنسى وأبرزها "ساكن قصادي"، حيث فجأ تذكره صناع الفن ونجومه، رغم أنه لم يكرم مؤخرا، كما أننا لم نشاهد أي من الفنانين حتى في زيارة جماعية له كتعبير بسيط عن العرفان بقيمته.