محمد رمضان "نمبر وان".. الرهان الخاسر على التفوق بإثارة الجدل!
لا يستطيع محمد رمضان التوقف عن إثارة الجدل منذ سطوع نجمه إلى إصداره أغنية "نمبر وان" مؤخراً، ربما هذه النقطة من الجوانب الإيجابية والتي تساعده على تحقيق الجماهيرية والتواجد الإعلامي وفي أذهان الجماهير ولكن السؤال الذي يجب ان يدور في ذهن محمد رمضان: هل الجدل سيستمر دائماً في صالحه؟
محمد رمضان وسلاح الأرقام.. هل يستمر في صالحه؟
محمد رمضان بالطبع موهبة واضحة ولا يختلف عليها الكثيرون، وكذلك طاقة فنية و"كاريزما" طاغية أيضاً، وهي السبب الرئيسي في نجاح أعماله جماهيرياً رغم ضعف مستواها أو ضعف مستوى العناصر التمثيلية والفنية الأخرى في أعماله، وآخرها مسلسل "نسر الصعيد" الذي يعتبر أضعف أعمال محمد رمضان في مسيرته فنياً وليس جماهيرياً.
يعتمد محمد رمضان في تكوين جماهيريته وإثبات تفوقه على عدة عناصر أغلبها لا علاقه لها بالفن، وعلى رأسها الرغبة في إثارة الجدل سواء بقصد أو بدون، مثل طرحه أغنية تمجد أسطورته وتفوقه، وربما يثق انها ستثير إنقساماً حوله وانها ستعرضه للانتقادات من قبل أعداءه ومهاجميه، بالإضافة إلى أسلوبه المعتاد في إغاظه شخصيات مجهولة سواء في الأغنية أو بتصريحاته.
طرح عمل كأغنية "نمبر وان" من أجل أهداف غير فنية مثل توجيه رسائل للمهاجمين والمنافسين أو إثبات تفوقه أو إثارة الانتباه وقت بطولة كأس العالم دليل على إدمان محمد رمضان للجدل حوله، وهو السلاح الذي لن يقف بجانبه دائماً خاصة إذا كان ذلك الجدل لا علاقه له بالأعمال المقدمة، فسيأتي يوم يسأم فيه الجمهور من تصريحات محمد رمضان حول "رقم واحد" أو من صور سياراته وممتلكاته وغيرة زملاءه ومعاناته في البدايات.
اتبع عدد من الفنانين هذه الطريقة لضمان الاستمرار كنجوم لهم جماهيرية ومتابعة كبيرة، وفي النهاية تحولوا جميعاً إلى مواد للاخبار والسخرية وغابوا تماماً عن ممارسة مهنتهم الأصلية وتقديم الأعمال الهامة، وهي الميزة التي نخشى أن يفقدها محمد رمضان بتوجيه طاقته إلى المحافظة على تواجده وجماهيريته على السوشيال ميديا والإعلام بدلاً من توجيهها للتطور الفني و المنافسة الحقيقة على الشاشة.
وبالمناسبة، يمتلك محمد رمضان موهبة وجانباً في شخصيته لا تتواجد في معظم الممثلين على الساحة الفنية الآن، وهي قدرته على تقديم أعمال غنائية واستعراضية ناجحة ومميزة بالفعل، خاصة في "الراب" والمهرجانات والتي يتفوق بها، بدليل النجاح الساحق لأغنية "أقوى كارت في مصر"، والتي تقبلها الجميع بدون اتهام رمضان بالهوس بنفسه أو بمعاناته من مرض نفسي كما في أغنية "نمر وان" فقط لسبب وحيد هو موضوع وسياق الأغنية المبرر لصالح منتج إعلاني، وهو نفس السبب الذي ظلم أغنيته الجديدة التي جاءت بموسيقى جيدة ومناسبة له بأداء مقنع بغياب السياق والوقت المناسب لطرحها.. وكيف سيكون نجاح الكليب في حال تغيير موضوعها وكلماتها إلى موضوع عاطفي او اجتماعي عام وفي إطار فني بحت؟! بالطبع ستصبح الأغنية عملاً مهما في أرشيفه بدلاً من ان تصبح عبارة عن "برومو عن نفسه".
السلاح الثاني الذي يعتمد عليه محمد رمضان في إثبات تفوقه هو الحديث بالأرقام عن نجاحاته الفنية، على النقيض من قواعد الفن التي تعتمد على معايير أخرى لإثبات التفوق، ولكنها أيضاً لن تستمر إلى صالحه خاصة بعد حلوله في المركز الثاني في منافسة الأرقام في آخر 3 مواسم سينمائية، والتي جعلت أعداءه ومنافسيه يسخرون منه أو ينافسوه بنفس طريقته وسلاحه المعتاد.. وحتى على مستوى التأثير بالشخصيات الفنية في الجمهور والتي يتفوق بها محمد رمضان غابت أيضاً عن أعماله الأخيرة
يراهن محمد رمضان دائماً على جمهوره ويخاطبهم كأنه يعرفهم فرداً فرداً، ولا يعرف ان الثقة في الجمهور لوحده رهان خاسر ولكن السعي للتطور هو الضامن لوجود الجمهور، ورأى محمد رمضان بنفسه نماذج انتهت تماماً بسبب رهانها على الجمهور وثقتها بهم بدون محاولة لاستباق توقعات الجمهور أو برفض التطور والاعتراف بالاخفاق مثل التفوق وحجم الأجور.
من المحزن أن نشهد لحظة تحول محمد رمضان من فنان شاب يمتلك جماهيرية كبيرة وطاقة وطموحات فنية عالية إلى إسم فقط مثير للجدل والخلافات والهجوم ويخسر قطاعات كبيرة من الجمهور تدريجياً بسبب المواقف التي تتخذ ضد شخصه وليس فنه، بالإضافة إلى الصورة الذهنية التي تتكون عنه -بدون قصد بالطبع- انه عبارة عن شخص يحب النجاح لنفسه فقط ولو على حساب أعماله ولا يحب الخير لزملاءه و يعاني من النرجسية وتضخم الذات وغيرها من الاتهامات التي ستتحول باستمرارها إلى صورة ذهنية قد تدمر مشروعاً فنياً شاباً بنفس سرعه انطلاقه.