جوجل يحتفل بذكرى ميلاد ابن سينا .. تعرفوا عليه عبر هذه المعلومات
احتفل محرك بحث جوجل بذكرى ميلاد ابن سينا الطبيب والفيلسوف والشاعر، والذي يعتبر أحد أشهر علماء البشرية في الطب والفلسفة والرياضيات.
ولد أبو علي الحسين بن سينا في قرية أفشنة بالقرب من بخاري في أوزبكستان في أغسطس سنة 370ه 980م ، وتوفى في همدان عام 427هـ 1037م.
ابن سينا الشيخ الرئيس والمعلم الثالث
لقب ابن سينا باسم الشيخ الرئيس وسماه الغرب أمير الأطباء وأبو الطب، والمعلم الثالث بعد أرسطو والفارابي، كما عرف بأرسطو الإسلام، ألف الكثير من الكتب في الطب وغيرها، ومن أشهر أعماله كتاب القانون في الطب، كما يعتبر أول من وصف التهاب السحايا وصفًا صحيحًا.
ابن سينا حفظ القرآن كاملا وهو ابن عشر سنوات
عاش ابن سينا في أواخر القرن الرابع الهجري وبدايات القرن الخامس، تلقى تعليمه على يد أبيه، ولما أصبح في عمر عشر سنوات، كان ابن سينا قد أصبح حافظاً للقرآن مثلما حفظ الكثير من القصائد العربية وغيرها من الأعمال الأدبية.
ابن سينا بدأ في تعليم نفسه بنفسه وعمره 18 عاما
وحين بلغ الثامنة عشرة من العمر أحس أنه لم يعد بحاجة لمعلميه فمضى يواصل دراسته بنفسه، وهكذا حصَّل معرفة معمقة في علوم الطب والشريعة والغيبيات.
علاج الأمير نوح بن منصور السمندي
ومما كان له أبلغ الأثر في تطوره الفكري تمكنه من الإطلاع على موجودات المكتبة الغنية في قصر السمنديين، وهم أول عائلة حاكمة كبيرة من أصول محلية ظهرت في فارس بعد الفتح العربي، وقد سمح لابن سينا بدخول تلك المكتبة العظيمة بعد نجاحه في علاج الأمير نوح بن منصور السمندي من مرض عجز كل أطباء عصره المشهورين عن علاجه.
سجن ابن سينا وهروبه إلى أصفهان
حتى إذا بلغ العشرين من عمره توفي والده، فرحل ابن سينا إلى جرجان، وأقام بها مدة، وألف كتابه القانون في الطب، ولكنه ما لبث أن رحل إلى "همدان" فحقق شهرة كبيرة، وصار وزيرا للأمير شمس الدين البويهي، الذي توفي لاحقا مما تسبب في سجن ابن سينا، ولحسن حظه، استطاع أن يهرب إلى أصفهان وفيها أنهى كتابه القانون في الطب، كما أنهى أيضاً كتابه الشهير كتاب الشفاء.
ووفاة ابن سينا وعمره 58 عاما
أصاب جسده المرض واعتلّ، وعلم أنه لا فائدة من العلاج، فأهمل نفسه، فتاب وتصدق بما لديه من مال للفقراء، وأعتق غلمانه طلباً للمغفرة، وتوفي في يونيو 1037م، في سن الثامنة والخمسين من عمره.
اتهام ابن سينا بالزندقة
أثارت شهرة ابن سينا ومكانته العلمية حسد بعض معاصريه وغيرتهم، ووجدوا في نزعته العقلية وآرائه الجديدة في الطب والعلوم والفلسفة مدخلا للطعن عليه واتهامه بالإلحاد والزندقة، ولكنه كان يرد عليهم بقوله: "إيماني بالله لا يتزعزع؛ فلو كنت كافرا فليس ثمة مسلم حقيقي واحد على ظهر الأرض".
مؤلفات ابن سينا في علم الفلك والرصد
كان لابن سينا ريادات في العديد من العلوم والفنون، ففي مجال علم الفلك استطاع ابن سينا أن يرصد مرور كوكب الزهرة عبر دائرة قرص الشمس بالعين المجردة، واشتغل ابن سينا بالرصد، وتعمق في علم الهيئة، ووضع في خلل الرصد آلات لم يُسبق إليها، وله في ذلك عدد من المؤلفات القيمة، منها: كتاب الأرصاد الكلية ، رسالة الآلة الرصدية ، كتاب الأجرام السماوية، كتاب في كيفية الرصد ومطابقته للعلم الطبيعي، مقالة في هيئة الأرض من السماء وكونها في الوسط، كتاب إبطال أحكام النجوم.
ابن سينا درس جيولوجيا الأرض
وله أيضا قيمة في علم طبقات الأرض خاصة في المعادن وتكوين الحجارة والجبال، فيرى أنها تكونت من طين لزج خصب على طول الزمان، وتحجر في مدد لا تضبط، فيشبه أن هذه المعمورة كانت في سالف الأيام مغمورة في البحار، كما ذكر الزلازل وفسرها بأنها حركة تعرض لجزء من أجزاء الأرض؛ بسبب ما تحته، ولا محالة أن ذلك السبب يعرض له أن يتحرك ثم يحرك ما فوقه.
اهتمامات ابن سينا بعلم النبات
وكان لابن سينا اهتمام خاص بعلم النبات، وله دراسات علمية جادة في مجال النباتات الطبية، وقد أجرى المقارنات العلمية الرصينة بين جذور النباتات وأوراقها وأزهارها، ووصفها وصفا علميا دقيقا ودرس أجناسها، وتعرض للتربة وأنواعها والعناصر المؤثرة في نمو النبات.
ابن سينا صنف الأدوية ورتبها
وكان لابن سينا معرفة جيدة بالأدوية وفعاليتها، وقد صنف الأدوية في ست مجموعات، وكانت الأدوية المفردة والمركبة التي ذكرها في مصنفاته وبخاصة كتاب القانون لها أثر عظيم وقيمة علمية كبيرة بين علماء الطب والصيدلة، وبلغ عدد الأدوية التي وصفها في كتابه نحو 760 عقَّارًا رتبها ألفبائيا.
اكتشافات ابن سينا الطبية
بالرغم من الشهرة العريضة التي حققها ابن سينا كطبيب والمكانة العلمية العظيمة التي وصل إليها حتى استحق أن يلقب عن جدارة بأمير الأطباء، فإنه لم يسعَ يوما إلى جمع المال أو طلب الشهرة، فقد كان يعالج مرضاه بالمجان، واستطاع ابن سينا أن يقدم للإنسانية أعظم الخدمات بما توصل إليه من اكتشافات، فكان أول من كشف عن العديد من الأمراض التي ما زالت منتشرة حتى الآن، فهو أول من كشف عن طفيل "الإنكلستوما" وسماها الدودة المستديرة، وهو بذلك قد سبق الإيطالي "دوبيني" بنحو 900 سنة، وهو أول من وصف الالتهاب السحائي، وأول من فرّق بين الشلل الناجم عن سبب داخلي في الدماغ والشلل الناتج عن سبب خارجي، ووصف السكتة الدماغية الناتجة عن كثرة الدم، كما كشف لأول مرة عن طرق العدوى لبعض الأمراض المعدية كالجدري والحصبة، وذكر أنها تنتقل عن طريق بعض الكائنات الحية الدقيقة في الماء والجو.
ابن سينا أظهر براعة في علم الجراحة والبصر
كان ابن سينا سابقا لعصره في كثير من ملاحظاته الطبية الدقيقة، فقد درس الاضطرابات العصبية والعوامل النفسية والعقلية كالخوف والحزن والقلق والفرح وغيرها، وأشار إلى أن لها تأثيرا كبيرا في أعضاء الجسم ووظائفها، ويظهر ابن سينا براعة كبيرة ومقدرة فائقة في علم الجراحة، فقد ذكر عدة طرق لإيقاف النزيف، سواء بالربط أو إدخال الفتائل أو بالكي بالنار أو بدواء كاو، أو بضغط اللحم فوق العرق، كما يعتبر ابن سينا أول من اكتشف ووصف عضلات العين الداخلية، وهو أول من قال بأن مركز البصر ليس في الجسم البلوري كما كان يعتقد من قبل، وإنما هو في العصب البصري.