أبو بكر شوقي لـ"هي": فكرة "يوم الدين" بدأت منذ 10 سنوات وهذه قصة بطل الفيلم
حفاوة كبيرة قوبل بها فيلم "يوم الدين" في عرضه الأول في مصر ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الجونة المقام حاليًا، ورغم حالة التأثر المصحوبة بالبكاء التي رافقت الحضور طوال مشاهدة الفيلم، إلا أن روح الأمل والتفاؤل كانت حاضرة أيضًا مع روح "بشاي" بطل الفيلم الذي جسده العم راضي جمال، مريض الجذام المتعافي، والذي رصد الفيلم معاناته مع التهميش في المجتمع بسبب هيئته ومرضه.
عن أجواء الفيلم والجدل الذي حدث حوله، حاورت "هي" مخرج العمل المرشح للمشاركة في الأوسكار؛ أبو بكر شوقي، وإلى نص الحوار:
كيف جاءتك فكرة الفيلم في البداية؟
فكرة الفيلم بدأت منذ 10 سنوات عندما قدمت فيلمًا تسجيليًا قصيرًا في معهد السينما، حيث ذهبت وقتها إلى مستعمرة الجذام وقمت بعمل لقاءات مع الناس هناك، وعندما سمعت تلك الحوارات تمنيت أن أقدم من تلك القصص فيلم روائي طويل، عن شخص مريض بمرض الجذام، يسافر من أجل البحث عن عائلته في الصعيد، لكني وضعت الفكرة جانبًا، وبعدها عندما كنت أدرس بالجامعة في نيويورك وأقدم مشروع تخرجي هناك قررت تقديم أول فيلم روائي طويل عن مرضى الجذام، فكنت أشعر بالفكرة جيدًا واشعر أنها قريبة مني وأعلم ملامح هذا العالم جيدًا.
كيف كان رد فعل بطل العمل راضي جمال عندما عرضت عليه فكرة فيلمك؟
راضي جمال استقبل الفكرة بترحاب شديد لأن عادةً يطلب البعض منهم أن يقوموا بعمل لقاءات أو أفلام تسجيلية عنهم ويتم تصويرهم كما هم، لكن نادرًا عندما يُطلب منهم التمثيل، فالعم راضي رحب بالموضوع سريعًا وبدأنا العمل على المشروع.
جازفت وجعلت البطل الأساسي للعمل هو شخص حقيقي كان مريضًا بالجذام فكم من وقت أخذته لتأهيله وتدريبه على التمثيل؟
دربنا راضي جمال على التمثيل وان يكون جاهزًا لتصوير الفيلم، في حوالي 4 أشهر، وكل من شاركوا في العمل بالتمثيل لأول مرة بداخلهم موهبة جيدة نتج عنها هذا النجاح.
هل تم تصوير بعض مشاهد الفيلم في مستعمرة الجذام الحقيقية؟
لا، فالتصوير تم في أماكن خيالية لأن هناك أكثر من مستعمرة موجودة في مصر، ونحن قمنا بالتصوير في مكان ما بالبحيرة، وأنا مكثت كثيرًا في مستعمرة للجذام وأعرف ناسها ووصفها جيدًا، ونحن صورنا في أماكن خيالية ولم نكن نريد ربط تلك الأماكن بالأماكن الحقيقية.
هل تم ترشيح أبطال آخرين للعب دور البطولة قبل عم راضي؟
وقت المشروع الوثائقي الأول كان البطل الأساسي فيه "سيدة" لازلت على علاقة طيبة بها، ووقت كتابة السيناريو جاءت على بالي، وعندما بدأنا في التحضير الفعلي للسيناريو أصيبت بتعب شديد ولم تعد قادرة على المشي وكان من الصعب أن تؤدي الدور، فبدأت أبحث عن أشخاص آخرين ووقع اختياري وقتها على راضي.
إلى أي مدى قصة "بشاي" في الفيلم قريبة من قصة "راضي" في الواقع؟
قصة راضي قريبة من قصة بشاي في الفيلم في الجزء الخاص بمرض الجذام، لكن هناك فارقًا كبيرًا وهو أن راضي لم يكن يعاني من أي مشكلات مع عائلته في المنيا، فكان يزورهم باستمرار وعلاقته بهم جيدة، لكنه عاش تجربة التهميش وأن تتم معاملته على أساس شكله.
كذلك هناك صدفة أخرى وهي أن زوجة "راضي" توفيت في الواقع أيضًا مثلما توفيت في الفيلم، وأنا في البداية كنت كتبت في السيناريو أن بطل العمل زوجته ستتوفى خلال الأحداث، وفي أثناء حديثي معه اكتشفت أن زوجته توفيت بالفعل منذ سنوات، بالإضافة إلى أشياء أخرى حدثت جعلت من راضي الشخص المناسب لأداء الدور نظرًا لأنه عاش التجربة.
حدثنا عن كواليس اختيارك لأغنية "الولا ده" لفرقة الفور إم لتكون حدث رئيسي بالعمل؟
تلك الأغنية سمعتها في صغري، وكنت أبحث عن أغنية تليق مع أجواء الفيلم وجهاز "الووكمن" الذي ارتبط به بطل العمل طوال الفيلم، وبالفعل اخترت تلك الأغنية وجلست مع الفنان عزت أبو عوف وطلبت منه إعطائي تصريح لاستخدام الأغنية، وفعلًا وافق دون شروط، وهذا شيء يحسب له.
البعض يصنف الفيلم أنه روائي وآخرون صنفوه بأنه فيلم وثائقي ما تعليقك؟
"يوم الدين" من المفترض أنه فيلم روائي لكننا مزحنا بين الروائي والوثائقي بالفعل، اخترنا شخص عاش تجربة المرض لكن القصة والأحداث كلها من وحي الخيال، فهي عبارة عن شخص يبحث عن أسرته في الصعيد بالعربة "الكارو" التي يمتلكها.
ما الهدف الأساسي من فيلم "يوم الدين"؟
الهدف الأساسي من الفيلم هو أن يعامل الناس بعضهم البعض بشكل جيد دون النظر لخلفية الشخص أو شكله، بل يتم التعامل معهم على أساس شخصيتهم فقط.
مشروع فيلم "يوم الدين" حصل على جائزة "أروما" بمهرجان الجونة في الدورة الماضية لكن ما الدعم المعنوي الذي قدمه المهرجان للفيلم فيما بعد؟
هم دعمونا في تحقيق الدعاية الإعلامية وأن نشارك بالفيلم في المسابقة الرسمية بدورة هذا العام، وهذا شرف كبير لنا.
ما تعليقك على الجدل الذي حدث حول اختيار فيلمك ليكون الفيلم المصري الذي سيشارك في مسابقة الأوسكار؟
لابد وأن يعرف الجمهور أن قاعدة اختيار الفيلم المصري للمشاركة في الأوسكار؛ واضحة جدًا، والقاعدة الوحيدة هي أن يكون الفيلم قد عُرض تجاريًا لمدة أسبوع بحد أدنى، كما أن لجان مشاهدة الأفلام من الطبيعي أن تكون قد شاهدت الفيلم حتى إن لم تُعرض تلك الأفلام تجاريًا، ولا أعلم من أين جاء هذا الجدل، والفيلم سيُعرض لمدة أسبوع أو أكثر قبل أن يترشح رسميًا للأوسكار، وهذا هو المهم.