بين "الهيبة الحصاد" و"خمسة ونص" ..هيام وغرام من النظرة الأولى
المُتابع لـ مسلسلي "الهيبة الحصاد" و"خمسة ونص" لا بد وان يستوقفه "غراميات" أبطالها الذين يقعون صرعى الحب على عجل من اللقاء والنظرة الأولى، ولا يكتفون بذلك، انما ينجرفون نحو عواطفهم بشكل مبالغ يتجاوزون فيه حدود المعقول احيانا بتصرفاتهم التي تتخطى المنطق والواقع.
سيرين عبد النور وغرام من اللقاء الأول
نبدأ مع مسلسل "الهيبة الحصاد" الذي يلتقي فيه بطلي العمل من خلال مصعد المبنى المشترك الذي يقطناه، ويتبادل كل من نور رحمة (سيرين عبد النور) و"جبل" (تيم حسن) نظرات خاطفة لتنطلق بعدها شرارة الإعجاب بعدما تسنتجد نور بجارها للإختباء في منزله تفادياً لغضب حبيبها صاحب السلطة والنفوذ، في مشهد قد يبّرر تصرفها بذريعة الخوف والهرب من العنف..لكن المشهد الذي يليه يفاجئ الجمهور بطلب "نور" من "جبل" بإرتشاف القهوة داخل منزله، لتقتحم حياته وتبدأ زيارتها المتتالية له، فتبدو منجرفة بمشاعرها اتجاهه بشكل غير مقنع.
هذه المشاعر تترجمها نور نحو جبل بإهتمامها المكثف بموعد عودته للمنزل ومأكله ومشربه، فتقوم بإعداد "طبق المقلوبة" له على الرغم من أنها لم تطبخ في حياتها كما قالت، ولم تكتفي بذلك، انما تهديه عطراً وتصر بنفسها على نثره عليه بكل ما يحمل المشهد من رومانسية وتبادل لنظرات الحب، ضاربة بعرض الحائط هيبتها كإعلامية لها مكانتها في البلد ومتخلية عن ذكائها وحشريتها كإمرأة مثقفة لتغرق بغرام رجل لا تعلم عنه شيئا سوى ما أخبرها به.
كل ذلك الإندفاع ونظرات الحب واللهفة والإنتظار، حدثت على عجل في الحلقات الستة فقط من العمل، ما يطرح التساؤلات حول مدى استسهال العمل للحب بغية شد المتابعين بقصص غرامية تثير عواطفهم وترفع من نسب المشاهدة.
قصي خولي ...العاشق الولهان
ولا يعد مسلسل "خمسة نص" أحسن حالاً من منافسه "الهيبة الحصاد" بخصوص اعتماد حبكة "غرامية" مهزوزة ومبالغة بالنسبة الى المشاهد، خصوصا عندما نرى الهوس الكبير لـ غمار الغانم (قصي خولي) بالطبيبة "بيان نجم الدين" (نادين نجيم) بعد أول لقاء بينهما .
تنطلق قصة حب الثنائي بعد رواج شائعة حب بينهما بسبب تسريب احد الصحافيين صورة للقاء عابر جمعهما على باب قصر الزعيم السياسي "غانم الغانم"، والد غمار، بحكم متابعة الطبيبة بيان للحالة الصحية للوالد، وهنا، تبدو حالة المبالغة على أشدها في اهتمام الصحافة والإعلام بقصة حب طبيبة أورام سرطانية مع نجل زعيم واللذان يتصدران الصفحات الأولى لمعظم صحف البلد، حتى يخيل الى المشاهد بأن الثنائي يتفوقان على شهرة الثنائيات الملكية.
يصر "غمار" على تحويل الشائعة الى قصة حب تربطه بالطبيبة بيان، فيبدأ بمطاردتها في كل الأمكنة، ويحاول استمالتها واغرائها بتصرفات رومانسية مبالغة، مثل اهدائها العشرات من باقات الورود التي تحبها ...، الى ان تستجيب للقائه وهنا يفاجئها بموعد عشاء خيالي بالمكان الذي تفضله، ويقوم بتزيين المكان بأجواء رومانسية، ويغدق عليها الكلام المنمق، ما يجعلها تستسلم له، لتنطلق الأحداث مرتكزة على قصة الحب الجارفة بينهما.
وما بين الغراميات في "خمسة ونص" وما بين "الهيبة الحصاد"، أي قصة برأيكم جاءت أكثر اقناعاً للمشاهد؟.