لماذا يستمر محمد سعد في تقديم نفس نوعية الأفلام بعد 10 سنوات من الإخفاق؟!
مسرحية محمد سعد الجديدة حيث شهد الموسم السينمائي في عيد الفطر الماضي منافسة شرسة بين 5 أفلام سينمائية، حققت معظمها إيرادات ما بين كبيرة ومقبولة لكن تذيل فيلم وحيد قائمة المنافسة وكان بعيدا تماما عنها وهو فيلم "محمد حسين" للفنان محمد سعد، الذي لم يحقق سوى ما يقارب الـ4 مليون جنيه بعد 3 أسابيع من عرضه ليكمل سعد إخفاقاته في شباك التذاكر المستمرة منذ 10 سنوات، إذا لماذا يستمر الفنان محمد سعد في تقديم أفلام سينمائية رغم الخسائر؟!
تراجع الأفلام الكوميدية وعدم وجود بطل مساعد
أفلام محمد سعد الأخيرة افتقدت للفكرة الجيدة القادرة على الانسجام مع المحيط السينمائي الذي بات متغيرا بشكل مستمر، فبعدما كانت الأفلام الكوميدية هي بطلة كل موسم، أصبحت أفلام البطولة الجماعية وبعدها أفلام الأكشن هي صاحبة السيطرة على شباك التذاكر، لم يستطع محمد سعد أن يفهم التغير الذي يحدث في السوق السينمائي ولم يتغير تفكيره في اختيار الأفكار أو المؤلف أو نوعية الأبطال الذين يقفون أمامه.
وهذا ما يؤكده الناقد أندرو محسن لـ"هي" الذي يرى أن من أهم أسباب فشل أفلام محمد سعد في السنوات الأخيرة هي تصميمه على تكرار نفسه فقال: "لم يستوعب محمد سعد صدمة فشل فيلمه "كركر" 2007 الذي بدأ منحنى الإيرادات من خلاله في الهبوط ـ ما عدا فيلم"تتح" ـ الذي حقق إيرادات مقبولة وقت عرضه، حيث استمر بعد ذلك سعد في إعادة أفكاره، ولم يطور من نوعية الكتابة أو يمكن القول أنه بات غير قادرعلى اختيار المؤلف الجيد القادر على تقديمه بشكل جديد، فضلا عن نوعية الأبطال التى يختارها سعد من أجل أن يقفوا أمامه فجميعهم غير قادرين على مساندته ومساعدته، وقد يكون هذا بسبب أن سعد يرغب دوما في تصدر المشهد وأن يقدم كل من المؤلف والمخرج والأبطال رؤية سعد السينمائية فلذلك نرى أفلامه بهذه الطريقة، وأصبح يدور في فلك الفشل المستمر الذي لا ينقطع".
أزمة في قراءة توجهات جمهور السينما
محمد سعد قدم خلال 9 سنوات 7 أفلام سينمائية جميعها دار في فلك الشخصية المعروفة التي بدأ بها محمد سعد حياته السينمائية فمن "اللمبي 8 جيجا"، و"تك تك بوم"، و"تتح"، و"حياتي متبهدلة"، و"تحت الترابيزة"، و"محمد حسين" وفكرة محمد سعد عن الكوميديا لا تزال واحدة لا تتغير لدرجة جعلت الجمهور يمل من شخصياته في وقت يعيش سعد حالة نكران لهذه الحقيقة.
الناقد طارق الشناوي أكد لـ"هي" أن أزمة محمد سعد الحقيقية تكمن في نكران حقيقة التغير الذي تشهده السينما خلال السنوات الماضية، وأنه فقد قراءة المشهد وأصبح مع الوقت يفقد جمهوره الذي لا يزال مؤمنا به ويفضل مشاهدته، وأن السبب الحقيقي لفشل سعد يكمن في هذه الحالة التي يصدم فيها النجم الكوميدي ويعيش في حالة من إنكار الحقيقية".