البقع على الوجه ..كيف نحاربها؟
تعاني واحدة من كل ثلاث نساء من بقع الجلد، وغالبًا ما يكون فرط التصبغ ناتجًا عن ضعف الحماية من أشعة الشمس بالإضافة إلى العلاجات الدوائية، وطرق إزالة الشعر غير الصحيحة، والتغيرات الهرمونية. والنتيجة وجه مُظلل يفقد بشرته المتجانسة والمشرقة بمرور الوقت.
كيف تنشأ البقع؟
المسؤول الرئيسي عن ظهور بقع الجلد هو الميلانين، الصباغ الذي يعطي كل من الجلد والشعر لونه الطبيعي، ويسبب بقعا غير محببة عندما يتوزع بشكل غير منتظم. وكي نحارب ظهور هذه البقع، علينا فهم نوعها.
تتنوع هذه البقع الجلدية بين داكنة وفاتحة أو متدرجة اللون، وبين مدورة أو متعرجة، ولهذه البقع عدة طرق للتخلص من حدتها أو تقليلها. كل هذا يتوقف على فهم نوع البقعة التي نتعامل معها ونوع البشرة التي ظهرت فيها، الأمر الذي يتطلب تقييم اختصاصي الأمراض الجلدية بعد فحص شامل. ظهور البقع الداكنة على الجلد أو أي خلل في التصبغ يغير لون البشرة الطبيعي، وينتج عن فرط التراكم الموضعي للميلانين؛ وهو ما يمثل مشكلة جمالية ليس من السهل إيجاد حل لها.
أسباب ظهور البقع الداكنة
العوامل المنخرطة في تنظيم إنتاج الميلانين وتشكّل البقع الداكنة متنوعة، قد تكون خارجية مثل الأشعة فوق البنفسجية والأدوية والعطور، وداخلية مثل العوامل الوراثية والهرمونات.
لذلك، من الضروري استخدام عامل الوقاية من الأشعة فوق البنفسجية في كل المناطق المكشوفة، أي ليس فقط على الوجه بل أيضًا للرقبة وأعلى الصدر والذراعين واليدين. وذلك حتى في الطقس الغائم وفي السيارة نظراً لأن الأشعة فوق البنفسجية UVA المسؤولة عن شيخوخة الجلد تمر عبر النوافذ.
الفرق بين الكلف والنمش الشمسي
يمكن للبقع الجلدية أن تكون من أنواع مختلفة، وأكثرها انتشاراً هو الكلف الذي يتسم ببقع غير متساوية تشبه "خريطة جغرافية". ولا ينبغي الخلط بينه وبين النمش الشمسي أو الشيخوخي، وهو تراكمات الميلانين الناجمة عن التعرض المستمر للشمس مع مرور الوقت.
للكلف حواف غير منتظمة ويصيب الجبهة والشفة العليا والخدين، وخاصة لبشرة أهل حوض البحر الأبيض المتوسط. يصبح أكثر وضوحاً بعد التعرض للشمس، على الرغم من أنه يحدث بشكل عام بسبب العوامل الهرمونية. ويؤثر في الغالب على النساء في سن الإنجاب. يمكن أن تستمر الإصابة به بضع سنوات، وتتكرر في حال عدم الحرص على تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس.
تؤثر أنواع النمش الشمسي الداكنة على جميع أنواع البشرة وعادة ما تظهر بعد سن الأربعين. تتشكل ببطء على مر السنين، فيتزايد عددها وامتدادها. و كلما زاد تراكم الميلانين سطحياً، كانت البقعة أغمق. أما علاج خلل التصبغ فيعتمد في المقام الأول على الوقاية من خلال الحماية من أشعة الشمس على مدار السنة واستخدام المكونات النشطة الموضعية المزيلة للصبغة. كما يُنصح باستخدام عامل وقاية من أشعة الشمس SPF 50+ واسع الطيف بشكل متكرر خلال النهار.
يرتكز العلاج الموضعي الأكثر فعالية حتى الآن في إزالة التصبغ للبقع الداكنة على تثبيط إنزيم التيروزيناز المهم لتركيب الميلانين. وتوجد العديد من المواد القادرة على تثبيط نشاط هذا الإنزيم مثل حمض الكوجيك وحمض الأزيليك بالإضافة إلى الأربوتين و ب-ريسورسينول.
وقد لوحظ مؤخراً أن الكلف ليس مجرد فرط تصبغ في البشرة، بل له أيضاً تغير وعائي. يعمل أيضاً حمض الترانيكساميك كمثبط للبلازمين على العنصر الوعائي للكلف، على عكس مزيلات الصباغ الأخرى. فيتم الحصول على نتائج رائعة على الكلف وإشراق الوجه وتوحيد لونه عند استخدامه موضعياً بنسبة 5٪.
إزالة البقع الداكنة بالليزر
هناك إمكانية للقضاء على البقع ببعض أنواع الليزر التي تستخدم عادة في علاج النمش الشمسي. في حين أنه لا ينصح باستخدامها في حالة الكلف لأنها يمكن أن تسبب تفاقم البقع نفسها. علماً أن الليزر الأكثر استخداماً هو "كيو سويتشد" Q-Switched الذي يزيل الطبقة السطحية من البشرة التي تحتوي على صِباغ مسؤولة عن اللون الداكن. كما يمكن أيضاً استخدام ليزر ثاني أكسيد الكربون الجزئي المجهري الذي يسمح بتصحيح تصبغ الجلد، الناتج عن أشعة الشمس والتقدم في العمر، وفي الوقت نفسه مواجهة الآثار الحتمية للعمر مثل التجاعيد وارتخاء الجلد.
كيفية معالجة الكلف
في الجانب الآخر، يفضل استخدام التركيبات الدوائية التي توصف من قبل طبيب الأمراض الجلدية، لعلاج الكلف. يمكن أن تكون هذه المستحضرات على شكل مواد هلامية أو أقنعة أو كريمات تحتوي على الهيدروكينون وحمض الريتينويك.
كما يستخدم التقشير الكيميائي الدقيق في علاج الكلف للطبقة السطحية من البشرة فقط، فهو علاج غير ناجح للكلف العميق. يبدو الجمع بين حمض ألفا هيدروكسي (مثل حمض الماندليك) مع حمض بيتا هيدروكسي (مثل حمض الساليسيليك) فعالاً. وذلك لأن حمض الماندليك يخترق الجلد ببطء مما يجعله مثالياً للبشرة الحساسة، بينما يقلل حمض الساليسيليك من تصبغ ما بعد الالتهاب.
يُطلق على أحد أكثر أنواع التقشير شيوعاً في هذه الحالة اسم "التقشير الهوليوودي"Hollywood Peel ويقوم على ضع مادة هلامية تحتوي على جزيئات كربونية دقيقة على الجلد واستخدام ضوء ليزر منخفض الطاقة في الخطوة التالية. فينجح الاندماج بين الجل والجلد والليزر في منح البشرة مظهراً مشدوداً ومشرقاً.
نصيحة أخيرة لكِ: في حال قمت بتسمير بشرتك، يفضل الانتظار حتى اختفاء السُمرة قبل البدء بعلاج محدد للبقع.