عادات وآداب الطعام في المملكة العربية السعودية بمناسبة اليوم الوطني ال92
تتميزعادات وتقاليد المملكة العربية السعودية بمحافظتها على أصالتها وعراقتها، وبالرغم من تكيف بعضها مع تطور التكنولوجيا وانفتاح الحضارات على بعضها، إلا أنها لا تزال مرتبطة بموروثاتها الشعبية سواء الفلكلور والأهازيج، الأمثال الشعبية، الملابس وأدوات الزينة، المأكولات الشعبية والقهوة العربية.
وتزامناً مع احتفال المملكة العربية السعودية باليوم الوطني السعودي ال92، اخترنا لكِ عزيزتي موضوعا شيقا تستطيعين من خلاله التعرف على عادات وآداب الطعام في التراث السعودي، كذلك أبرز المأكولات الشعبية التي لا تزال محور موائدهم العريقة وتراثهم الأصيل.
عادات الطعام في السعودية
يعتاد الشعب السعودي بعد صلاة الفجر على تناول وجبة الفطور مع شرب القهوة العربية وبعض حبات التمر. وعند حلول وقت الظهيرة يبدأون بتناول منتجات الألبان والخبز، أما بالنسبة لوجبة الغداء فغالباً تسبق صلاةالمغرب وتكون أغلب أطباقها من البقوليات والخضروات الطازجة، مُقدمة مع أنواع شهية من اللحوم والأرز الحار، ثم يتبعها صحن الفواكه الطازجة.
فضلا عن ذلك، لا تزال عادات الطعام في المناسبات السعودية تراث يتوارثه الأجيال، إذ تتطلب منهم ذبح الأضاحي العديدة أو ذبح الماعز أوالضاني، وذلك تكريماً وتقديراً للضيوف. ويتم طهي اللحم في أوعية وأواني كبيرة جداً، ثم تُقدم على أواني كبيرة من الأرز وأطباق الحساء المُستخرج من اللحم المطبوخ.
آداب تناول الطعام في السعودية
يحتفظ الشعب السعودي بآداب تناول الطعام الراسخة منذ القدم، إذ يتجمع الرجال ممن هم أكبر سناً ويتناولون الطعام أولاً، ثم بعد ذلك يتبعهم من هم الأصغر سناً من الرجال وأخيراً الأطفال.
أما بالنسبة للنساء والفتيات،فيتناولن الطعام بشكل منفصل تماماً عن الرجال، وذلك منعاً للاختلاط بين الرجال والنساء، وفي بعض الأحيان يتم إعداد الطعام بشكل خاص لهن. بعد الانتهاء من تقديم وجبة الغداء، تتم ضيافة القهوةالسعودية العربية مع حبات التمر، كما يتم بعد ذلك إحراق أعواد البخور لتعطير وتطييب رائحة المنزل، فحرق البخور يُعد واحداً من أهم الممارسات القديمة الشائعة في السعودية والخليج العربي خصوصاً بعد وجبة الغداء، كما أنه يعتبرجزء من الطقوس والعادات الدينية التي لا تزال موجودة حتى الآن.
المأكولات الشعبية السعودية
تشتهر كل منطقة في المملكة العربية السعودية بأطباقها الخاصة التي تعكس عاداتها وتقاليدها حسب موروثات شعبية تُميزها عن غيرها، كذلك تختلف موائد السعوديين باختلاف المناخ وطبيعة الحياة ونوعية النباتات في كل منطقة، ما جعل لتنوع الأطباق في المجتمع السعودي طابعاً مميزاًوأبرزها:
- طبق المعصوب من مكة المُكرمة، وهوعبارة عن أقراص صغيرة من الحنطة الخالصة، يتم خبزها ثم تُوضع في إناء من الخشب، ويُضاف إليها مقدار من العسل والسمن والموز.
- طبق المعرق من المدينة المنورة، وهو عبارة عن لحم يُقطع إلى قطع صغيرة ويُطبخ في قدر من النحاس ممزوج بالتوابل والكمون والفلفل الأسود والقرفة.
- طبق الخمير من عسير، يُصنع من حب القمح أوالشعير أو الذرة الرفيعة، ويتم طحنه وعجنه، ثم يُخمرلبعض الوقت، ويقدم مع إيدام الخضار.
- طبق المقشوش من حائل، وهي أرغفة صغيرة من عجينة الحنطة القاسية نوعاً ما، تُشوى على الفحم أو في الأفران، ويُضاف إليها السمن والعسل أو الدبس والسكر.
- طبق قرص الجمر من القصيم، وهو عبارة عن قرص كبير جداً من عجين البُر، تُحمى له الأرض الرملية جيداً، ثم يُدفن في التراب حتى ينضج أعلاه، ثم يُقلَب ويُدفن مرة ثانية حتى ينضج من الأسفل. وبعد ذلك، يتم تنظفيه وتقطيعه إلى أجزاء صغيرة، ثم يُضاف إليه السمن والسكر ويُفرك حتى يختلط بعضه ببعض جيداً.
- طبق الرقش من نجران، وهو خبز رقيق يُصنع من البُر يُقطع بعد خبزه، ويُوضع بعضه على بعض في إناء، وغالباً ما يكون الإناء قدراً حجرياً، ثم يُصب فوقه المرق ويُقدم.
أما طبق الكبسة وأشكاله المتنوعة فسيظل رمزاً لجميع مناطق المملكة العربية السعودية يُميز موائد طعامها جيلاً بعد جيل.
القهوة العربية السعودية
للقهوة العربية في السعودية مذاق خاص بطابع أصيل، وعادات وتقاليد في طرق إعدادها وتقديمها وذلك على النحو التالي:
- تُسكب القهوة باليد اليسرى، ويُقدم الفنجان باليد اليمنى.
- صب الحشمة، ويعني في الأوساط السعودية أنه يجب عدم ملئ الفنجان بأكثر من نصفه، أي تقديم القهوة في ثلث الفنجان.
- من العلامات الخاصة التي تُعرف لدى السعوديين أثناء شرب القهوة، هي هز الفنجان وهو إشارة من الضيف إلى الاكتفاء من شرب القهوة. وإن لم يهز الضيف الفنجان فسيستمر المضيف بصب القهوة له. فضلاً عن ذلك، على المسؤول عن صب القهوة الاستمرار في الوقوف وهوحاملاً دلة القهوة ليستمر في صبها لهم حتى ينتهي الضيوف.
ولا تتوقف عادات شرب القهوة العربية عند هذا الحد، ففي كل مرة يشرب بها الضيف فنجان جديد من القهوة ترتبط بميزة ودلالة خاصة وذلك كالتالي:
- يُطلق على الفنجان الأول " فنجان الهيف"، يشربه المُضيف ليثبت للضيف أن القهوة ليس بها ما يؤذي.
- يُطلق على الفنجان الثاني "فنجان الضيف"، وهو عنوان للكرم والمعزة.
- يُطلق على الفنجان الثالث "فنجان الكيف"، يشربه الضيف للاستمتاع بطعم القهوة.
- يُطلق على الفنجان الرابع" فنجان السيف"،يرمز إلى أن الضيف سيقف مع مُضيفه في حال تعرضه لأي أذى أواعتداء.
وأخيرا، نأمل أن نكون جمعنا لكِ عزيزتي كل ما يفيدك في التعرف على عادات وآداب الطعام في المجتمع السعودي، لنُزيد شغفك ورغبتك في تناول الأطباق الشهية التي ميزت هذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعاً.