شجاعة المراة التي ينظر اليها احيانا على انها وقاحة

شجاعتك: متى ينظر اليها كوقاحة؟

جمانة الصباغ
20 مارس 2016

عرفت المراة على مر العصور بالرقة والنعومة، فيما اخذ الرجل الجانب الخشن والقوي من الشخصية.


ولطالما تم وسم المراة بالضعف والحاجة للرجل ليكون عونها وامنها وامانها، فهو عمود البيت والرجل الذي تتكل عليه في كافة الامور القاسية خصوصا تلك التي تتطلب قوة وشجاعة.

لكن بعض النساء خرجن من هذا الثوب التقليدي وقررن التدثر بدثار الشجاعة، معينا لهن في الحياة ليكافحن ويحققن احلامهن وطموحاتهن. وبالفعل نجحت المراة على كثير من الصعد في اثبات شجاعتها وقدرتها على النجاح وحتى التفوق على الرجل في بعض الاحيان.

لكن بعض الغيورين او الذين يرفضون خروج المراة من جلباب رجلها، نظروا لهذه الشجاعة على انها وقاحة، فوسموا المراة الشجاعة والمقدامة بالوقاحة وقلة الادب وقلة التهذيب وحتى العنف في تصرفاتها وافعالها، وكل ذلك بهدف اثنائها عن تحقيق ما تصبو اليه بحرية ودون حاجة لمرافق اسمه الرجل.

ما بين الشجاعة والوقاحة
ليس من شعرة تقطع بين هاتين الصفتين، فهما مختلفتان جدا ولا يجب ربطهما معا، حتى وان حاول الكثيرون ذلك.

فالشجاعة تعني عدم الخوف من تجربة المجهول واي شيء وتحقيق الذات من خلال الدراسة والعمل، وهي ايضا تعني الوقوف بشجاعة وتصميم دفاعا عن مبادىء نؤمن بها وقيم نعيش في ظلها، وبالتالي فهي فعل سامي وراقي لا ينحدر لما للوقاحة من صفات سيئة.


الوقاحة، وعلى المقلب الاخر، هي التعدي على الغير وسلب ما لديهم، هو اخذ الاشياء بالقوة وفرض الذات بالقوة حتى عندما لا يتمتع المرء باية مواصفات او مزايا تؤهله لنيل ما يسعى لاخذه.


الوقاحة هي التجاسر والتحامل على الاخرين، وفرض الراي والافكار بغض النظر عما اذا كانت صحيحة ام لا، وهي بالمقام الاول الغاء الاخرين والتامر عليهم لهدم ما بنوه او ثنيهم عن التقدم والنجاح.

فهل انت شجاعة ام قوية؟ ومتى تتحول شجاعتك لوقاحة، وهل تستطيعين السيطرة والتحكم بشجاعتك كي لا تتحول وقاحة مرفوضة؟

وماذا عن الدفاع عن النفس في حال الهجوم عليك؟ هل ان دفاعك هذا يندرج في خانة الشجاعة والقوة ام في خانة الوقاحة والتسلط؟

نحتاج لتمييز الحالتين في اي موقف نواجهه في الحياة، فكثير من المواقف قد تؤدي بشجاعتنا للتحول وقاحة، كما ان الوقاحة في بعض الاحيان يمكن ان تصبح شجاعة حسنة. ولا احد يستطيع تحديد الشجاعة والوقاحة الا الشخص الذي تبدر عنه ايا منهما.

فلا تدعي احدنا يمنعك عزيزتي من ان تكوني شجاعة وان تعبري عن ذاتك باسلوب حضاري، ولا تتوقفي عن النظر للاعلى والطموح لتحقيق الافضل لذاتك ولمجتمعك الذي يحتاجك انسانة قوية وشجاعة وقادرة على احداث التغيير فيه والتقدم به نحو المستقبل بخطى ثابتة وقوية.