الصيام الرقمي في رمضان.. هل تقدرين عليه؟
الصيام في رمضان، هو فرصة ذهبية للانسان للتعبد و التزهد تقربا لله و رغبة في الغفران و المسامحة و تنظيف البدن و الروح من الدرائن التي علقت بها طوال عام.
و كما يساعدنا الصيام في تنظيف الجسم من السموم المتراكمة فيه، كذلك يمكن ان يكون الصيام فعالا في التخلص من ادمان جديد غزا بيوتنا و حياتنا و جعلنا ضحية له: انه ادمان الانترنت الذي بات بحاجة ماسة لعلاج من خلال الصيام الرقمي.
الصيام الرقمي.. تنظيف و انعاش
تخيلي لو انك اليوم تستيقظين باكرا على صوت المنبه العادي و ليس الديجيتال، تفتحين عينينك للنظر خارجا حيث السماء و الغيوم و اصوات الحياة تدب خارجا، لا تهرعين لتناول هاتفك لتصفح اخر الاخبار او مواقع التواصل الاجتماعي.
تنهضين من سريرك و انت تخططين ليوم جميل و دافئ مع العائلة، يوم ستعملين فيه على انجاز بعض الامور الحياتية في المنزل و العمل، ثم ستقومين بممارسة يوم عبادة من صيام و صلاة و قراءة للقران دون الحاجة لامساك جوال او فتح كمبيوتر او العمل على الايباد.
تخيلي لو يمر اليوم دون ان يعكر صفو حياتك زحمة الايميلات او الماسجات على الواتس اب، ان تتلقي اتصالا من صديقتك على هاتف المنزل تتبادلين معها اجمل الاحاديث دون ايموجي او كبس للازرارا في محادثة باردة عبر الاسلاك. و اجمل ما يمكن ان يحصل هو جلوسك مع افراد عائلتك و احبتك على طاولة الافطار او عند تحضير الطعام بجو عائلي حميم و دافئ، تتبادلون فيه الاحاديث و تسالون عن اخبار بعضكم دون الحاجة لعمل لايك او ارسال قبلة افتراضية.
الحقيقة ان الصيام الرقمي، ان نجحت فيه، يمكنه ان ينعش جوهر الانا و يعطيك الفرصة للاهتمام اكثر بذاتك و حاجاتها و سماع رغباتها و هواجسها. الصيام الرقمي يمنحك الفرصة للتنفس بحرية و الانتباه الى الاشياء التي تجري من حولك بيقظة و ادراك، كان تشاهدي طفلتك تقوم بحركات الجمباز او تكتب لك رسالة حب و تقدير.
ليكن صيام هذا العام مميزا و مختلفا على كافة الصعد، مع سعيك الدؤوب للتوقف عن استخدام الواي الفاي و اغلاق جميع الاجهزة الالكترونية و فتح شاشة قلبك و روحك للعودة اليهما في هذا الشهر الفضيل. و ليكن صيامك و قيامك و اعمالك مكتملين بحيث تلتزمين باتمام صيام رمضان على كافة الصعد بدون اي تدخل رقمي او الكتروني يعكر مزاجك او يجعلك ضحية له.