اليوم .. أول رائد فضاء إماراتي إلى المحطة الدولية
تتجه أنظار العالم اليوم الأربعاء في تمام الساعة 5:56 مساءً (بتوقيت الإمارات) إلى محطة الفضاء الدولية التي تستقبل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري قادما إليها في رحلة تاريخية على متن المركبة “سويوز أم أس 15” وبرفقة كل من رائدي الفضاء الروسي أوليغ سكريبوتشكا والأمريكية جيسيكا مير.
وتأتي الرحلة لتكلل حلماً كبيراً يبدو واقعاً بعد مسيرة عقود من العمل والتصميم والجهود، وشهور طويلة قضاها رائد الفضاء هزاع المنصوري وسهيل النيادي استعداداً لهذه الرحلة التي تعتبر محطة مفصلية في مسيرة التقدم والازدهار وقدرات أبناء الوطن، وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الفريق عشية الرحلة التاريخية قال رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري رداً على سؤال عن آخر ما ينوي قوله قبل الرحلة: “توكلنا على الله”.
أول رائد فضاء إماراتي
ومن المقرر أن ينطلق المنصوري أول رائد فضاء إماراتي، مع الفريق هو اليوم الأربعاء الساعة 5:56 مساءً بتوقيت الإمارات، وذلك من مدينة بايكونور في كازاخستان، إلى محطة الفضاء الدولية، في أول مهمة مأهولة للإمارات إلى الفضاء وفقا لوكالة أنباء الإمارات.
وقال رائد الفضاء هزاع المنصوري، خلال المؤتمر الصحفي، “كان للشيخ زايد، طيب الله ثراه، رؤية واهتمام بقطاع الفضاء وربما حلم أن يكون للإمارات رواد فضاء، والحلم أصبح حقيقة وكلمات الشيخ زايد وطموحه تحقق اليوم، وأتمنى لو كان الشيخ زايد بيننا لقلت له عيال زايد حققوا حلمك الذي بدأ منذ أربعين سنة”.
وتابع، ” توفر دولة الإمارات البيئة المحفزة للشباب لتحقيق إنجازات في كافة المجالات، شكرا للقيادة الرشيدة ولعائلتي ولكل الوكالات والشركاء على الدعم الذي قدموه”، مضيفا “شعوري الآن لا يوصف بخوض هذه التجربة الجديدة”.
محطة الفضاء الدولية
وتعرف محطة الفضاء الدولية اختصاراً بـ /ISS/، وهي محطة تم بناؤها سنة 1998 بموجب تعاون دولي بقيادة الولايات المتحدة وروسيا وتمويل من كندا واليابان و10 دول أوروبية.
وبدأت المحطة باستقبال أطقم رواد الفضاء منذ مطلع القرن الحالي، وتحديداً منذ شهر نوفمبر عام 2000، و تضم المحطة على متنها طاقمًا دوليًا يتألف من 6 رواد فضاء يقضون 35 ساعة أسبوعيًا في إجراء أبحاث علمية عميقة في مختلف التخصصات العلمية الفضائية والفيزيائية والبيولوجية وعلوم الأرض.
مختبر للأبحاث والتجارب في الفضاء
وتعتبر المحطة مختبرا للأبحاث والتجارب في الفضاء، وتستخدم لاختبار أنظمة وعمليات استكشاف الفضاء في المستقبل، كما تعمل على تحسين نوعية الحياة على الأرض عن طريق زيادة المعرفة العلمية من خلال الأبحاث التي أجريت خارج الأرض.
وتدور المحطة على ارتفاع 390 كيلومترا من سطح كوكب الأرض، وأطلقت لتأخذ محل ومهام المحطة الفضائية الروسية مير /Mir/، بهدف تحضير الإنسان لتمضية أوقات طويلة في الفضاء، وإجراء التجارب خارج منطقة الجاذبية الأرضية.
وتسير المحطة في الفضاء بسرعة 27,600 كيلومتر في الساعة أي حوالي 7.66 كيلومتر في الثانية الواحدة، مما يعني أنها قادرة على أن تدور حول كوكب الأرض بأسره كل 90 دقيقة فقط، ويمكنها الذهاب للقمر والعودة في أقل من 24 ساعة.
ويبلغ طول المحطة حوالي 357.6 قدم /109 أمتار/، وعرضها 239 قدم /72.8 متر/ ما يوازي مساحة استاد كرة قدم كبير، لذلك فإنها توفر لرواد الفضاء الكثير من الغرف المريحة لفترات الأكل والنوم.
أغلى بناء أنشئ عن طريق البشر
وتعتبر محطة الدولية أغلى بناء أنشئ عن طريق البشر على الإطلاق وقدرت تكلفتها بأكثر من 150 مليار دولار.
وتستخدم المحطة الخلايا الشمسية الضخمة على جانبيها لتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيلها، أما حركة دورانها فهي تدور حول الأرض بزاوية ميل 22.5 درجة لذلك فهي لا تمر من نفس المكان في كل مرة تدور فيها حول الأرض وتعتمد على حسابات معقدة لاستغلال الجاذبية مع وجود دافعات للحفاظ على المدار والسرعة.
وتضم الأنظمة الكهربائية في محطة الفضاء الدولية 13 كيلومتراً من الأسلاك، وهي تحتاج لأعمال صيانة دورية بشكل يومي للحفاظ على كفاءتها.
وتستمد محطة الفضاء الدولية الأوكسجين من خلال عملية تحليل كهربائي تسمى “Electrolysis”، التي تقوم على استخدام التيار كهربائي المتولد من الألواح الشمسية للمحطة لتقسيم جزيئات الماء إلى هيدروجين وغاز الأكسجين ومن ثم الحصول على الأوكسجين.