المبتعث السعودي حسين باعقيل لـ "هي": أشجع تمكين المرأة الذي سيكون له نتائج إيجابية على المدى الطويل
حسين أحمد باعقيل طالب مبتعث يدرس الدكتوراة في الهندسة الكيميائية في جامعة إمبيريال في لندن Chemical Engineering University: Imperial College London تحديدا في مجال هندسة أنظمة العمليات المستدامة Sustainable Process Systems Engineering. تجربته الدراسية غنية جدا، إذ انتقل حسين من الولايات المتحدة إلى بريطانيا بعد أنهى دراسة البكالوريوس والماجستير في التخصص ذاته في ولاية فلوريدا بالإضافه الى حصوله على شهادة عليا في ريادة الأعمال من جامعة فلوريدا. نشر العديد من الابحاث وشارك في العديد من المؤتمرات العلمية إقليميا ودوليا. كما أنه حصل على عدد من براءات الإختراع المسجلة في مكتب براءات الإختراع في الولايات المتحدة. عمل حسين في مجالات عده من ضمنها عمله في مجال الأبحاث في أرامكو السعودية، وأيضا عمل في المجال الأكاديمي كعضو هيئة تدريس سابقا في جامعة الملك سعود بالإضافة الى أنه سبق وتدرب في شركة بلاك اند فيتش في أمريكا وشركتي سامرف وياسرف في السعودية. خلال دراسته شارك حسين في عدد من الأعمال التطوعية والأكاديمية حيث سبق وأن مثل النادي السعودي في فلوريدا كما أشرف على عدة مواد دراسية ومشاريع بحثية لمرحلتي البكالوريوس والماجستير.
حدثنا عن تجربتك الدراسية في لندن، ومالتخصص الذي تدرسه؟
أدرس الدكتوراة في الوقت الحالي في جامعة إمبريال تخصص الهندسة الكيميائية. تعد تجربة الدراسة في لندن من التجارب الممتعة والفريدة من نوعها من عدة جوانب أهمها: فرصه الإختلاط بطلاب من شتى أنحاء العالم والتعرف على ثقافات وأعراق مختلفة. وتوفر كل ما يحتاجه الطالب سواء من حيث السكن والمواصلات والخدمات بجميع أشكالها وأخيرا توفر نوعا من الأمان بنسبة كبيرة مقارنة بدول الإبتعاث الأخرى.
مالنصيحة التي تقدمها للمقبلين على دراسة هذا التخصص؟
تعتبر الهندسة الكيميائية بشكل عام من أكثر التخصصات تنوعا وكثافة في المنهج، وتتطلب الكثير من الاهتمام والإجتهاد من الطالب قبل كل شيء. لذا، أنصح كل المقبلين على دراسة هذا التخصص في مرحلة البكالوريوس بأمرين: الأول هو المواظبة في الحضور والإلتزام بعمل المطلوب في كل المواد الدراسية. أما الأمر الثاني فهو التركيز على الحضور الذهني بشكل كامل خلال المحاضرات و التأكد من استيعاب جميع المفاهيم العلمية خصوصا في السنوات الأولى من الدراسة. بالنسبة لطلاب الدراسات العليا، فهناك أيضا أمرين أنصح بهما وهي أهمية خوض التجارب البحثية إن أمكن خلال فترة دراسة البكالوريوس والعمل على كتابة مقترح أو خطة بحث للتحضير بشكل جيد لنظام الدراسة المعتمد بشكل رئيسي على الأبحاث.
هل لديك مشاركات في الأنشطة الجانبية خارج المنهج الدراسي؟
بكل تأكيد، ومن المهم جدا أن يشارك الطالب في هذه الأنشطة، لأنها تعمل على تطويرجوانب الحياة المختلفة وصقل المهارات الشخصية وأنصح كل المقبلين على الدراسة بعدم إهمال الأنشطة الجانبية. حاليا أشارك في أكثر من جانب منها الأنشطة الرياضية مثل كرة القدم التي تنظمها الجامعة بين الحين والآخر وأيضا في تدريس بعض مواد التخصص لطلاب مرحلة البكالوريوس والماجستير بالإضافة للتطوع في بعض المناسبات مثل المشاركات في الأعياد واحتفالات اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية.
كيف تصف التمكين الذي تعيشه المرأة في السعودية، وما تأثيره عليك؟
تمكين المرأة الذي نعيشه اليوم، وإيجاد المساواة بين الرجل والمرأة في شتى المجالات وعلى جميع المستويات أحدث نقلة نوعية إيجابية على عدة أصعدة. لا سيما وأن هناك دراسات عدة أثبتت أهمية وفعالية مشاركة المرأة ودورها القيادي والإجتماعي وتأثيرها الإيجابي على الإقتصاد الوطني، وهذا يثبت مدى قوة وحكمة قيادة المملكة العربية السعودية ورؤيتها الطموحة. وكرجل أنا أشجع هذا النوع من التمكين وأثق تمام الثقة بما سيحدثه من نتائج إيجابية خصوصا على المدى الطويل.
ما أبرز المعوقات التي صادفتك كطالب وكيف تغلبت عليها؟
كطالب في مرحلة الدكتوراة وكونها أول تجربة لي بالدراسة في بريطانيا بشكل عام، فقد واجهت بعض الصعوبات في بداية الأمر. مثلا نظام برنامج الدكتوراة في بريطانيا بشكل عام يعتمد كثيرا على جهود الطالب الشخصية في الأبحاث، وقد يفتقر إلى تدخل المشرف الدراسي أو التوجيه لحل بعض المشاكل وهي فترة حساسة وفيها الكثير من التحديات خصوصا في السنة الأولى من الدراسة. ولكن لو نظرنا لها بشكل إيجابي سنجد أن الطالب سرعان ما يتعود على هذا النمط من الدراسة بعد مرور هذه الفترة، ويكتسب أيضا من المهارات الكثير خصوصا الإستقلال في طريقة البحث والإعتماد على النفس عند التخطيط لمشروع بحثي متكامل. أيضا كطالب في أمريكا سابقا وجدت بعض الصعوبات في أسلوب الحياه المختلف في بريطانيا خصوصا في طريقة المواصلات والإنتقال من سيارة شخصية إلى استخدام وسائل المواصلات العامة ولكن حتى هذاالجانب أصبح طبيعي جدا في تجربتي بعد أول 3-4 أشهر.
كيف تصف تجربتك في التعايش مع جائحة كورونا؟
مع بداية الجائحة والحجر المنزلي واغلاق الجامعة والمؤسسات بشكل عام، واجهت بعض الصعوبات من ناحية التأقلم على أسلوب الحياة الجديد مثل العمل من البيت بشكل كامل وأيضا ساعات الاستيقاظ والذهاب الى النوم لم تكن بالشكل المثالي والأصعب من ذلك أيضا ممارسة الرياضة من البيت. كل ذلك كان له جوانب نفسية سلبية، ولكن حاليا خصوصا بعد الرجوع بشكل نسبي للحياة الطبيعية أستطيع القول بأن الأمور على مايرام. وأيضا إن أردنا أن ننظر للأمور بشكل إيجابي أرى أن فترة الحجر المنزلي هي فرصة حقيقية لتجربة التحول الرقمي في جوانب الحياة المختلفة كما أنها اختبار حقيقي لمدى فاعلية التعليم عن بعد مقارنة بالتعليم التقليدي.
مالذي تحلم بتحقيقه؟
هناك الكثير من الأمور التي أريد تحقيقها ولا أحبذ وصفها بالأحلام لوجود رغبة شديدة في تحقيقها بل أني أعيشها ذهنيا في كل يوم، ولكن على وجه الخصوص ونظرا لاطلاعي واهتماماتي في مجال ريادة الأعمال والاستثمار أرى أن هناك العديد من الفرص للإبتكار و التطوير والعمل على مشاريع تستهدف شرائح جديدة ومختلفة، والتي قد تخلق فرص وظيفية جديدة في سوق العمل وتساهم بشكل فعال في إقتصاد المملكة. سيكون الأمر مثاليا جدا إذا ما كان المشروع متعلق بالتخصص الذي أدرسه حاليا، ولكني في الوقت ذاته منفتح لجميع الأفكار حتى من خارج المجال ولا أتقيد بمجالي الحالي فأغلب المشاكل تحتاج إلى التقاء المجالات المختلفة لحلها.